لوجين و "ذر الرماد في العيون"

أحمد السلماني

فاجأت إدارة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم الشارع الكروي وتيار الإعلام الرياضي بعقد المدير الفني للمنتخب الفرنسي بول لوجوين لمؤتمر صحفي يطلع فيه وسائل الإعلام على مدى جاهزية المنتخب لمواجهة إيران القوية في الثامن من أكتوبر المقبل في مسقط؛ لحساب التصفيات المزدوجة لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018، والنهائيات الآسيوية بأبوظبي 2019 وكذلك لخطة إعداد المنتخب في المرحلة القادمة وحتى موعد المباراتين مع إيران والهند.

والمفاجأة التي نتحدث عنها هنا تتمثل في توقيت وتاريخ عقد هذا المؤتمر والذي يعد واحدًا من الأحداث المهمة لمن تهمه تفاصيل كرة القدم العمانية وخاصة تلك المتعلقة بالمنتخب الأول لكرة القدم كونه الواجهة والمرآة العاكسة للمستوى الذي وصلت إليه، ليعقد المؤتمر الصحفي ظهر أمس السبت وسط حضور إعلامي كان من الممكن أن يكون أوسع من ذلك وأشمل لدواعي إجازة عيد الأضحى المبارك والتي هي في الأصل محدودة جدًا وبالتالي وجد الكثير من الإعلاميين صعوبة بالغة في التواجد بالمؤتمر رغم ما يحملونه من استفسارات ومناقشات يودون طرحها على لوجوين ولكن الإصرار العجيب للفرنسي ولإدارة المنتخب على الموعد يحمل في طياته أكثر من علامة تعجب!!، حيث وشخصيا ناشدت المختصين تأجيله ولو ليوم واحد بلا جدوى ولكن البركة فيمن حضر ومع ذلك لم يأتِ لوجوين بجديد سوى الأسماء الجديدة القديمة التي زج بها في قائمة المنتخب والتي نشد على أياديها ونتمنى لها أن تظهر وتبرز إذا ما علم هؤلاء أن المهمة هي "التحلي بالروح القتالية"لأعضاء المنتخب لأنهم سيواجهون المنتخب المصنف أولاً في آسيا والذي أكرم وفادة منتخب جوام وسحقه بنصف درزن في حين عجز أبناء الأحمر في إيجاد منفذ واحد لشباك منتخب هذه الجزيرة الصغيرة وهو الأمر الذي أشار له لوجوين وكان محقًا في جزء منه عندما قال إنّ العقم الهجومي متأصل في كرتنا حيث إن 7 مباريات بالجولة الثالثة لدوري المحترفين لم تثمر سوى عن هدفين لا غير ولكن وفي خضم حديثه ليته تريث قليلاً وسأل نفسه،هلشارك وساهم في المشكلة بشكل غير مباشر كونه يتواجد مع الأحمر منذ 4 سنوات فماذا فعل بمعية مدربي الأندية على تعاقبهم في حل المعضلة وما هي الحلول التي ابتكرها لخلق مهاجمين قناصين من طراز عالٍ في منطقة عمليات الخصوم، هنا تنكشف لنا حقيقة أنّ المدير الفني للمنتخب يعمل للمباريات والبطولات فقط فوالله لو سنحت هذه الفرصة والمدة الزمنية لمدربين آخرين لكان لدينا اليوم بدل المهاجمين الإثنين 20 صابرين ينتظرون أن يمنحوا شرف التواجد ضمن كتيبة الأحمر ولكانت الخيارات أوسع وأدق ولكن الرجل وللأسف دائماً ما يرمي الكرة في ملعب الآخرين فضلاً عن اختلاق واستباق الأعذار قبل كل مباراة حتى هذا المؤتمر الصحفي لا أجد مبررا لإقامته في هذه الفترة مطلقًا.

أمر آخر ذو صلة بأزمة التهديف والعقم الهجومي المتغلغل في كرتنا العمانية والذي صار وباءً ووبالاً عليها وكنت أود طرحه للمدير الفني للمنتخب إلاأنه وفي حالات مثل هذه ورغم أنني لا أفقه كثيرا في الجوانب الفنية ولكن أين الحلول الأخرى لديه خاصة تلك المتعلقة باستغلال الكرات الثابتة والتي لطالما لجأت إليها فرق ومنتخبات عالمية للاستفادة من أخطاء الخصوم في مناطقهم الدفاعية والتي أكثر من يجيد التعاطي معها البرازيليون حيث إنه وحتى مع الأسماء الجديدة التي جلبها مدرب منتخبنا فلا يوجد ضمن القائمة من يجيد التعامل ببراعة مع مثل هذه الكرات ولقد أدهشتني القائمة والتي خلت من لاعب ببراعة خالد الحمداني لاعب فنجاء الحالي والسيب سابقاً في لعب الكرات الثابتة فضلاً عن المدفعجي نصر الوهيبي لاعب مسقط وأنا هنا لا أسوق للاعبين فقط استرشد بهما ولأطرح حلا يصر لوجوين على عدم التعاطي معه وسئمت شخصياً وسئم الشارع الرياضي من الطرح الذي يحترم "وجهة نظر المدرب" وكأنّه من الثوابت التي لا تتبدل مع الظروف ولكن في المقابل فإنّ لوجوين كان ولا زال يتعامل بطريقة "فرض الأمر الواقع" والمؤتمر الصحفي الذي عقد مؤخرًا هو خير مثال والذي ومن وجهة نظري الشخصية أجزم يقينا بأنه" ذر للرماد في العيون" ومشهد من مسلسل تركي لا أرى له نهاية سوى تراجع أكبر لتصنيف المنتخب فهلا أدرك القائمين عليه ضرورة التعاطي مع الشارع الكروي والإعلام الرياضي بشيء من الاحترام والموضوعية وإلى أن يتعاطى المدير الفني مع كرة العمانية كسلة واحدة ويساعد بخبرته في تطويرها ليستريح هو ونستريح نحن ونرى الأحمر في النهائيات ومونديال روسيا، أتمنى أن نرى ونلمس ذلك.

تعليق عبر الفيس بوك