مولاي.. عيد صحار بمقدمك عيدين

خالد الخوالدي

مُنذ مقدم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الميمون، لمدينة صحار التاريخية، مساء الخميس الماضي، وأنا أشحذ أفكاري وأبحث في قاموس مفردات ما تعلمته منذ الصف الأول حتى الآن -سواء في المدرسة أو الجامعة أو الحياة اليومية- حتى أكتب عن النور الذي شعَّ في هذه المدينة والروح التي عادت إليها فعجزتُ أن أعبر عمَّا يدور في خاطري؛ لأن الكلمات لا تستطيع أن تفي القائد الهمام، ولا يمكن أن تعبر عن الفرحة واللهفة التي كانت صحار وأهلها ومحبيها يعيشونها في ذلك اليوم الخالد لهذه المدينة العتيقة، والتي كانت تنتظر هذه النور المبين منذ سنوات.

نعم... لقد مرَّت على صحار أربع سنوات عجاف لم تتكحل برؤية مولاها وباني مجد حضارتها إلا لساعات قليلة لم تطل طويلا، وكانت غير كفيلة بأن تروي ظمأها وعطشها، إلا أنَّ الروح عادت إليها منذ الخميس الماضي بإطلالة الأب الحنون الذي أدرك بفطنته وخبرته وحكمته ودراسته للتاريخ وتعمقه فيه ماذا تمثل مدينة صحار التاريخية لعمان في الماضي، وما الذي يمكن أن تسهم به لعمان في الحاضر؛ فكان الاهتمام كبيرا من الحكيم -العارف بمكنونات كل شبر في هذا الوطن الغالي- بمدينة صحار التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ كمدينة تجارية واقتصادية وزراعية ذات موقع إستراتيجي عالمي على الخارطة الدولية بمينائها الذي كان حلقة الوصل بين حضارات الشرق الأدنى القديمة وحضارات الهند والسند والصين، وأنك يا مولاي قد رسمت لهذه المدينة أن تكون أحد الروافد التجارية والاقتصادية لعمان؛ فكانت كما رسمت وتحققت رؤيتك الثاقبة، وأصبحت صحار مدينة يُشار إليها بالبنان بفضل الله ثم بفضل توجيهاتك السديدة ويكفيها ما قلته في حقها بعد أن امتدحها المؤرخون القدماء ليسجل التاريخ حروف كلماتك من نور: "وإنه لمن د‏واعي البهجة والسرور أن نحتفل بالعيد الوطني الثاني والعشرين المجيد في هذه المدينة العريقة.. مدينة صحار.. التي يفوح من جنباتها عبق التاريخ العاطر، ويلوح في محياها ألق الحاضر الزاهر، ورونق المستقبل الناضر".

لقد توشَّحت صُحار بمقدِمكم مولاي أجمل الدُّرر؛ فكانت العروس الجميلة الزاهية المتشحة بالذهب واللؤلؤ والزبرجد والمرجان وكانت كالبدر في يوم تمامه، لا يضاهيها أحد في جمالها وروعتها، ونبضات قلوب أهلها تدعو الله أن يحفظك ويرعاك، وأن تكون إقامتك فيها وبينهم هانئة وديعة في أجمل أيام الله أيام العشر الأولى من ذي الحجة، وفي كل يوم تشرق فيه الشمس عليك.

... إنَّ مقدمك مولاي لمدينة صحار في أيام العشر من ذي الحجة -وهي أعظم أيام الله- لمناسبة سعيدة ومباركة زادت هذه المدينة وأهلها شرفا وعزة ومنعة وسموًّا، وها هو عيد صحار يتحول إلى عيدين سعيدين بمقدمك الأبوي وبمقدم عيد الأضحى المبارك أعاده الله عليك وعلى عمان وعلى الأمة العربية والإسلامية باليمن والخير والبركات، ودمت مولاي ودام شعبك الأبي المحب لك وعمان المحبة بخير وسلام.

تعليق عبر الفيس بوك