"بداية" طريق "إثراء" لتدريب الكوادر الوطنية.. والإحصائيات تؤكد: 82% من الشباب يرغب في تأسيس عمل خاص

الرؤية- نجلاء عبد العال

تبنت الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات "إثراء" برنامجا تدريبيا على مدى ثلاث سنوات والذي جاء في العام الحالي تحت اسم "بداية" بعد أن بدأته قبل عامين باسم "ريادة".

وحول طبيعة البرنامج وأهميته تحدثت لبنى الحارثية المشرف العام على البرنامج إلى جريدة "الرؤية"، موضحة أن أهم ما تعول عليه إثراء في البرنامج هو توضيح أهمية الاستثمار في الثروة البشرية والتي يمثلها الشباب العماني كقوة ومورد لا يقل أهمية عن الثروات الطبيعية. وحول العلاقة بين الهيئة العامة للاستثمار وبرامج تدريب الشباب، قالت الحارثية إن وظيفة الهيئة في عرض الفرص الاستثمارية والأعمال المتوفرة في السلطنة تتطلب الالتقاء بكثير من المستثمرين سواء على المستوى المحلي أو الدولي، ومن خلال هذه اللقاءات وجدنا أن من ضمن التحديات التي تقابل المستثمرين والراغبين في الاستثمار في السلطنة عدم توفر العمالة الوطنية الماهرة والمدربة بالشكل الكافي، والتي تمكنهم من التوسع في أعمالهم مستقبلا، كما أن التوجه العام نحو رفع قيمة الصادرات العمانية للخارج وتنويعها يتطلب دعم توجه الحكومة الرشيدة إلى تفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهذا بدوره يتطلب أن يكون الشباب العماني على قدر كافٍ من الوعي والتدريب والتأهيل للأخذ بزمام المبادرة نحو تأسيس عمله الخاص أو الإصرار على التميز في وظيفته إذا ما اختار أحد الطريقين لذلك اختارت إثراء أن توجه برنامجها التدريبي لفئة الطلاب في المدارس الثانوية وطلاب الجامعات والكليات.

الاستثمار في الإنسان

وأضافت أن توجه إثراء نحو الاستثمار في الموارد البشرية الوطنية ينبع من كون هذا الاستثمار يعود نفعه على الاقتصاد العماني ككل، ويصبح مع الوقت هناك قاعدة صلبة من قوى العمل الوطنية سواء لإنشاء أعمال خاصة تسعى لسد حاجات الطلب المحلي والمنافسة على المستوى العالمي، كما أنها تصبح مصدر ثقة أمام أي مستثمر ينتوي إقامة مشروعات في السلطنة سواء برؤوس أموال محلية أو أجنبية، ثقة في أن يجد من يمكنه أداء العمل بالجودة والكفاءة التي يمكن أن يجدها في أفضل دول العالم أداء.

وتابعت المشرف العام على برنامج "بداية" أن ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻣﺴﻘﻂ ﻟﻠﺸﺒﺎب والذي تنظمه إثراء كان من أبرز مخرجاته التأكيد على أهمية تفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذلك التأكيد على وجود دور ومساهمة لكل جهة وفرد في إنجاح التنويع الاقتصاي والارتقاء بمهارات الشباب، كما ﻨﻮه ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻟﺸﺮاﻛﺎت ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﻨﺔ، واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﺤﺔ الأﻛﺒﺮﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻫﻲ ﻓﺌﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ إﺷﺮاﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ وإﻋﺪادﻫﻢﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.

وأوضحت أن ﻓﻜﺮة اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﺪرﻳﺒﻲ "ﺑﺪاﻳﺔ" تتلخص في ﻣﻨﺢ ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﻜﻠﻴﺎت واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﻟﺨﻮض ﺳﻮق اﻟﻌﻤﻞ، وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل الاﻟﺘﺤﺎق ﺑﺒﺮاﻣﺞ ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﺗﻢ إﻋﺪادﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﺸﺮﻛﺎت ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ إﺛﺮاء، وأشارت إلى أن عدد المشاركين في البرنامج يرتفع عاما بعد عام حيث بدأ في عام 2013 بمشاركة سبع ﺷﺮﻛﺎت ﻣﺤﻠﻴﺔ و15 مشاركا من الشباب، ثم ارتفع العدد في 2014 ليصل إلى 30 مشاركا من أصل 300 تقدموا للالتحاق، وتزايد العدد خلال العام الحالي حيث شاركت في البرنامج أكثر من 20 شركة وفرت نحو 40 مقعدا تدريبيا للشباب العمانيين، وأكدت على أن هذا يترجم الاهتمام المتزايد سواء من جانب المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة أو من جانب الشباب أنفسهم الذين يسعون لتحسين مهاراتهم وتجويد أعمالهم.

استطلاع ميداني

وأشارت إلى أن إﺛﺮاء قامت مؤخرًا بإجراء استطلاع للآراء استهدف نحو 2000 شاب عماني تتراوح أعمارهم بين 15 سنة و24 سنة وأظهرت نتيجة هذا الاستطلاع أن 82% ممن استطلعت آراؤهم يرغبون في تأسيس عملهم الخاص، ومن أجل مساعدة الشباب على التعرف على طبيعة العمل في مختلف المجالات، ومن أجل السعي ﻟﻠﺘﻨﻮﻳﻊ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﺑﻴﺌﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻟﺘﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺗﻨﻮع اﻟﻤﺆﻫﻼت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔﻟﺪى اﻟﻄﻠﺒﺔ واﻟﻄﺎﻟﺒﺎت، فقد ﺷﻤﻠﺖ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﺎم: اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ، واﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﻌﻤﺎرﻳﺔ، واﻟﺘﺼﻤﻴﻢ، واﻟﺘﺴﻮﻳﻖ، واﻟﻀﻴﺎﻓﺔ، واﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ، واﻟﺼﺤﺎﻓﺔ واﻟﻨﺸﺮ، وﻛﺬﻟﻚ الإﻋﻼم، وﻗﻄﺎع اﻻﺗﺼﺎﻻت واﻟﺘﺼﻮﻳﺮ.

وأكدت الحارثية على أن برنامج "ﺑﺪاﻳﺔ" يُسهم ﻓﻲ ﺗﺄﻫﻴﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﻟﺨﻮض ﺳﻮق اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻜﻞ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ واﻟﻤﻬﺎرات اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ، ﻛﻤﺎ أن اﻧﻀﻤﺎم اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻠﺘﺪرﻳﺐ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺎ ﺳﻴﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﺮوﻳﺞﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ واﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻴﻨﻘﻞ اﻟﻤﻨﺘﺴﺐ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﻟﺒﺎﻗﻲ زﻣﻼﺋﻪ ﺑﺎﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ وأﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، كما أن ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت تسعى ﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻃﺎﻗﺎت ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻣﺘﻌﺪدة ﻟﺪﻳﻬﺎ، وﻗﺪ ﺗﺼﺎدف ﻫﺬه اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت إﺟﺮاءات ﻃﻮﻳﻠﺔ وﻣﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ، وﻟﻬﺬا ﻓﺈن ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺎء ﻟﻴﻠﺒﻲ اﻟﺸﻮاﻏﺮ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ.

وبالحديث عمّا يمكن أن يستفيده كل من المنتسب للبرنامج والشركة المحتضنة للتدريب.. أوضحت أنه حسب الأهداف الموضوعة للبرنامج فإن "بداية" ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ زﻳﺎدة الإﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ، مشيرة إلى أن المنتسب ﺳﻴﺴﻌﻰ ﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺎ اﻛﺘﺴﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺪرب ﻟﺪﻳﻬﺎ، كما أن تميز ﻓﺌﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎلأﻓﻜﺎر اﻟﻨﻴﺮة واﻟﻤﻬﺎرات اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺤﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت.

وحول طبيعة الدعم والحوافز التي تقدمها إثراء للشباب للالتحاق بالبرنامج شددت المشرفة على أن المنتسب للبرنامج ليست لديه أية مطالب مالية، وعليه فإن مساهمة المؤسسات المشاركة أو الراغبة في المشاركة وتبني ضم المنتسب للتدرب على العمل لديها سيسهم في ﺗﺤﻘﻴﻖ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ دون اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻋﺎﺋﺪ ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ، ويشكل العائد المعنوي والخبرة التي يكتسبها الطالب دافعا حقيقيا أهم من المكافأة المالية لأن الطالب الذي يدرس المواد بدون الحصول على تجربة عملية في مكان عمل قد لا يكون بنفس القدرة على التأقلم التي يمكن للطالب الذي تواجد فعليا في مؤسسة وضمن فريق عمل.

ومضت قائلة إن المؤسسة التي ترغب في أداء دورها نحو المجتمع والقيام بمسؤولياتها تجاهه يمكنها أن تستثمر في المشاركة في هذا البرنامج فتستفيد أيضًا في توفير الجهد والوقت في البحث عن الكوادر الأفضل لتدريبها؛ حيث تقوم إثراء بعمل مقابلات للراغبين في الحصول على الفرصة التدريبية للتأكيد من جاهزيتهم وقدرتهم على الالتزام بمتطلبات التدريب، ونوهت إلى أنه ظهر للأسف بعض عدم الالتزام من قبل عدد قليل ممكن تمت الموافقة على التحاقهم بالبرنامج بسبب ظروف سفر أو غيره وهو ما تأمل ألا يتكرر.

ولفتت الحارثية إلى مميزات برنامج بداية بالمقارنة مع غيره من البرامج التدريبية للشباب، وأوضحت أن البرنامج صمم ليكون جسرًا للطالب والطالبة للانتقال من مقاعد الدراسة إلى مقاعد العمل بما فيه من اختلاط وتفاعل مع مختلف الأفراد وبيئات العمل المتنوعة، إضافة إلى اكتساب مختلف المهارات والأفكار، ومع ذلك فإن إثراء تعمل على التنسيق مع مختلف الجهات المعنية بالبرامج المماثلة بحيث لا يكون هناك تكرار للبرامج ذات الأهداف الواحدة بل ومن المأمول أن يكون هناك جهة واحدة تتولى الإشراف والقيام بكافة البرامج التدريبية في السلطنة طالما أن الهدف الأسمى هو الارتقاء بالقدرات البشرية.

وأشارت إلى أن البرنامج لهذا العام سيكمل فترة شهر قريبا ويسعى الفريق المتابع للمتدربين إلى التواصل المستمر مع المتدربين والمؤسسات التي يتلقون تدريبهم فيها للتأكد من تأثير البرنامج الإيجابي عليهم، موضحة أن من أبرز ما يستهدفه البرنامج أن يؤدي إلى اكتساب المتدربين أخلاقيات العمل والقدرة على إعداد المبادرات وتحمل المسؤولية، إضافة إلى اكتساب مهارات التواصل والعمل ضمن فريق واحد وتنظيم الوقت.

تعليق عبر الفيس بوك