حيرة المواطن تزداد بين تشجيع السياحة الداخلية والاستفادة من عروض السفر الرخيصة للخارج

 

◄ الحجري: ارتفاع أسعار الإقامة بالفنادقوضعف مستوى الخدماتيدفع المواطنين للسياحة الخارجية

◄ الخاطري:السلطنةتتمتعبمقوماتسياحية جذابة لكنها في حاجة إلى الاستغلال الأمثل

◄ الحامدي: الكثيريقبلون على خوض تجربة السفر للخارج للاستمتاع بمستوى جيد للخدمات

◄ العبري: جربت السفر إلى الخارج وإجمالي مصروفاتي لم يزد على ألف ريال عماني

◄ العجمية: يجب أن تشجع الحكومة القطاع الخاص لضخ استثمارات وتطوير المشروعات السياحية

 

أجْمَع عددٌ من المواطنين المهتمينبالسفر والسياحة على أنَّتكاليف السياحةالخارجيةأقل، مقارنة بتكلفة السياحة الداخلية في مختلف محافظات السلطنة.. وأشاروا إلى أنَّالقطاع السياحى بالسلطنة لايزال في حاجة إلى الكثير من جهود التطويروالعمل على توفير مزيد من الخدماتالتى من شأنها جذب الكثير من الزوار من داخل وخارجالسلطنة إلى مختلف المواقع الواعدة.. وطالبوا بضرورة تعاون الجهات المعنية لاستثمار المقومات السياحية المتعددة بالسلطنة، والتي تضمن تحوُّل السلطنة خلال عدة سنوات إلى قبلة سياحية عالمية بفضل تنوع بيئاتها الطبيعية وتميزها بأجواء مناخية غير متاحة في الدول المجاورة، فضلا عن ثرائها التاريخي والجغرافي على كافة الأصعدة...وغيرها من الموارد التي تحتاج إلى استغلال مخطط لتكون السياحة رافدا مهمًّا من روافد الاقتصاد الوطنى.

 

أجرى الاستطلاع - مُحمَّد قنات

 

 

 

وقال مروانالحجريإنَّارتفاعَ أسعار الإقامة في الفنادقوضعف الخدمةالمقدمةمن أهم الأسبابالتى تجعل بعض المواطنين الراغبين في قضاء إجازاتهم يفضلون السياحة الخارجيةويجعلونها خيارهم الأولعلى حساب زيارة المواقع السياحية بالسلطنة؛ حيث يرون بالمقارنة أنَّأسعار الفنادق فى السلطنة مرتفعة مقارنة بالفنادقفى دول أخرى، وهو ما يظهر واضحا خلال موسم خريف صلالة حيث يبرر القائمون على القطاع السياحي ذلك بقلة الفنادق المتوفرة في تلك المواقع إلى جانب كثافة الإقبال على تلك المواقع من داخل وخارج السلطنة.

وأكَّدالحجري أنَّالسلطنة تزخربمواقع كثيرةتشجع على السياحةالداخلية لكن الثراء التاريخي والجغرافي للسلطنة في حاجة إلى أن يُستغل بالصورة الصحيحةحتى تصبحالسياحة رافدا مهمًّا من روافد الاقتصاد الوطني ومن أهم القطاعات الحيوية في السلطنة، ولا ينكر منصف ما تبذله وزارة السياحة في ذلك المجال للاستفادة من إمكانيات السلطنة لتنويع مصادر الدخل الوطني.

ويرى سيف بن سالم بن سيف المعمري من ولاية البريمي، ٲنَّ السلطنة تزخر بإمكانيات متنوعة تؤهلها لتكون واجهة سياحية عالمية؛ فحيث إنَّالموقع الإستراتيجي للسلطنة يطل على عدد من المسطحات المائية الدولية كالمحيط الهندي وبحر العرب وبحر عُمان ومضيق هرمز، وما تمتاز به السواحل العُمانية من طبيعة خلابة وتنوع في التكوينات الجيولوجية خاصة في جبال مسندم وظفار وسلسلتي جبال الحجر الشرقي والغربي، إضافة إلى الرمال الذهبية الناعمة كرمال الشرقية، كما أنَّ لتباين المناخات في السلطنة بين الحار الرطب بالمحافظات الساحلية والمناخ الحار الجاف في المحافظات الصحراوية والواحات الزراعية والمرتفعات كالجبل الأخضر بمحافظة الداخلية وموسم الخريف بمحافظة ظفار، كلها مقومات طبيعية تستهوي السياح من كافة أنحاء العالم على اختلاف ثقافاتهم.

وقالسلطان الخاطري إنَّ السياحة أصبحتْرافداً مهما من روافد الاقتصاد الوطني بعد أن تحولت إلى صناعة رئيسة ذات مردود مالي مرتفع على النطاق العالميحيث يفضّل الكثير من الناس السياحة الخارجية بدلاً من السياحة الداخلية؛ نظرا لتوافر الخدمات السياحية بكافة أنواعها بأسعار أقل نسبيا. وأضاف بأنَّ المقومات السياحية التي تتمتع بها السلطنة ذات طابع مميز، لكنها تحتاج إلى المراجعة وتحسين فرص استغلالهافي مختلف محافظات السلطنة وولاياتها، ويعود الفضل إلى موقعها الإستراتيجي الذي تتمتع به بين شرق العالم وغربه،وكذلك تاريخها وحضارتها القديمة التي تواصلت منذ وقت مبكّر مع مراكز حضارية أخرى في عالمالسلطنة عبر عالم البحار الذي تفوقفيه العمانيون،إلى جانبالمواقع الأثرية الشاهدة على عظمة التاريخ الإنساني، والتنوع البيئي بين السهل والجبل والنجد والساحل،ذلك الذي يُتيح تباينا مناخياً يوفر شمسا ساطعة دافئة في الشتاء بالبوادي والحواضر،إضافة إلى ما تكتنز به البوادي والمناطق الساحلية من مقومات جذب سياحي لتنظيم رحلات السفاري الصحراوية، إلى جانب مقومات الاستقرار الأمني.

وقال راشد بن سيف الحامديإن العديد من الراغبين في السفريفضلون السياحة الخارجيةبدعوى أنهم يجدون كل وسائل الراحة والاستمتاع بتكلفة أقل مقارنة بالسياحة الداخلية التي تعد ضعيفةنسبياوتفتقدللكثير من الخدمات التي من شأنها أن تجذبالذين يبحثون عنالسياحة قليلة التكاليف. وأضاف أن سلطنةعمان من الدول الجميلة من حيث المقومات الطبيعية، لكن للأسف لم تستغل بعد الكثير من المواقع السياحية الواعدة بها من جانب الحكومة أو المستثمرين الذين يعانون معوقات أو تأخيرا من جانب الجهات المختصة لمنحهم التراخيص للعمل على إعادة هيكلة هذه المواقع.
وأكد الحامدي أنَّ الإقبال على السياحة الخارجية على حساب السياحة الداخلية له مردود سلبي على المدى البعيد؛ لأنَّ أموال العمانيين ستذهب إلى الخارج باستمرار. وأضاف: سافرت إلى المملكة المتحدة ولم تكن التكلفة باهظة مقارنة بما لمسته من مقومات تجعل السائحلا يهتم بالمال لأنهيعلمأنهسينفقه في شيء يستحق.

واعتبر جمال بن شهاب بن حمد العبريأنَّالسياحة الداخلية حتى الآن غير مشجعة إذا ما قورنت بالخدمات المتوفرة فى بعض المناطق بدول أخرى تسعى لأن يكون كلشيء متوفرًالخدمة السائح. وأشار إلى أنَّالقطاع السياحي في عمان يحتاج إلى الكثير من التطوير حتى لا تقتصر المنتجعات على الطبقة الغنية فقط، وأضاف:زرت الكثير من الدول وكان متوسط ماصرفته في أسبوع بما في ذلك تكلفة الفندق والتذاكر والتسوق لا يزيد على ألف ريال.وأكد أنَّ السلطنة يوجدبهاالكثير من المقومات السياحية التي تجعلها مقصدا سياحيا لا يقل شأنا عن الدول المتقدمة في ذلك المجال، وإن كانت في حاجة إلى إنشاء مزيد من الأسواق أو المجمعات التجارية أو الحدائق والمتاحف التي تجذب السواح.

وقالت منال العجميةإنَّالإنسان في حاجة من فترة لأخرى أن يقوم برحلة ترفيهية سياحية هروبا من ضغوط العمل والحياة، وهو ما يستحق أن تعمل من أجله الحكومات لتوفير مناطق جذب سياحي لمواطنيها الراغبين في السياحة الداخلية، لذلك يجب أن تعمل الحكومة على تشجيع القطاع الخاص والمستثمرين للمشاركة بدرجة أكبر في إقامة العديد من المشاريع السياحيةوتطوير قطاعالسياحة إلى جانبإقامة المشروعاتالمكملة وتقديم التسهيلات الاستثمارية وتمكين المستثمرين المحليين من مصادر التمويل وفق ضوابط ميسرة وتوفير قواعد بيانات واقعية عن كل ما يتعلق بالقطاع السياحي ومزاياه الاستثمارية بحيث يستطيع المستثمر دراسة الاستثمار في السلطنة بكل شفافية.

وأضافت بأنهوفي ظل عهد النهضة المباركة تواصلت الجهود لتنمية القطاع السياحي، لكنه لا يزال في حاجة لمزيد من الجهود لجذب المواطنين إلى السياحة الداخلية وكذلك جذب السياح من خارج السلطنة للاستمتاع بتنوعها السياحي.. وأشارت إلى أهمية إجراء استطلاعات رأي لمعرفة توجهات المواطنين في ذلك الشأن؛ حيث تتنوع رغبتهم في وجهاتالسفر، ومنهممن يحب التسوق في السفر، وهناك من يحب اللعب والحفلات، وآخرون يفضلون الأماكن الطبيعية، وهناك من يستمتع بالآثار، وبحث أسباب انخفاض تكلفة السفر خارج السلطنة مقارنة بمثيلاتها داخل البلد.

وقالت سارة المقبالية إنَّ بعض المواطنين يفضلون خوض تجربة السياحة الخارجية بدلاً من المواقع السياحية بالسلطنة، مبررين ذلك بأن السفر للخارج ترفيه للخروج عن الروتين المعتاد والتعرف على أماكن مختلفة في أجواء شتوية باردة تفتقر إليها السلطنة وغيرها من دول الخليج.

تعليق عبر الفيس بوك