تمثيل عماني بارز في فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي لفلكلور الطفل بالمغرب

 

مسقط - الرؤية

تشارك السلطنة ممثلةً في فرقة أهلاً لفلكلور الطفل العماني في المهرجان الدولي لفلكلور الطفل بالعاصمة المغربية الرباط في دورته التاسعة، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم، بمشاركة 23 دولة من بينها السلطنة، سلوفينيا، جورجيا، أوكرانيا، روسيا الفيدرالية، صربيا، بولونيا، كرجكستان، ليبيا، فلسطين، مصر، الكونغوبرزافيل، تايلند، تونس، باكستان، الجزائر، بلغاريا، إسبانيا، المكسيك، ماليزيا، السنغال، الهند، أذربيجان، فيما تستضاف تركيا بكونها صاحبة أكبر مهرجان دولي لفلكلور الطفل كضيف شرف المهرجان.

وتستمر فعاليات المهرجان الدولي لفلكلور الطفل خلال الفترة من 23 وحتى 30 من الشهر الجاري.ويعد أكبر مهرجان عربي لفلكلور الطفل وثاني أكبر مهرجان دولي لفلكلور الطفل بعد تركيا صاحبة التجربة الطويلة في هذا الميدان، ويحظى باهتمام مدني كبير ومتابعة جماهيرية رفيعة، حيث تتحول العاصمة إلى ليالي فنية فلكلورية راقصة لا تهدأ، على شكل صحن طائر يقدم للعامة تراث وثقافة الشعوب المشاركة في أبهى حلة، مع حضور لافت لفلكلور البلد المنظم من خلال الفرق الفلكلورية للأطفال من مختلف أرجاء المملكة المغربية، وهي فرق صاحبة صيت بارز ولها حضورها المؤثر في عدد من المهرجانات الدولية.

وتقدم السلطنة في المهرجان عدداً من الرقصات العمانية التراثية، يقدمها تسعة أطفال؛ مندمجين تحت راية "أطفال السلام" التي يتشاركونها مع أكثر من 500 طفل من البلدان المشاركة، ولظروف حجوز الطيران التي صاحبت إجازة عيد الفطر المبارك والإجازة الصيفية، اضطرت الفرقة لأن تصل قبل جميع الوفود المشاركة بثلاثة أيام، إذ كانت أول الواصلين إلى الرباط في السابع عشر من الشهر الحالي.

ويخصص المهرجانمدرسة داخلية لإقامة جميع الوفود المشاركة، يتقاسمون فيها المناخ العام والمأكل والمسكن والترفيه والالتقاء، وهي ميزةٌ انفردت بها إدارة المهرجان عن بقية المهرجانات الدولية النظيرة، ما يجعل فرص تحقيق الأهداف المرجوة كبيرة، ورغم اختلاف اللغات فإن أطفال السلطنة سرعان ما اندمجوا مع الفرق الدولية الأخرى التي تتابعت في الوصول من روسيا وكرجكستان وتايلند وإسبانيا، وأصبح للأطفال برامج هامشية يديرونها بأنفسهم كتنافسيةٍ وتشاركية تحمل الخصوصية وطابع الهوية العام لكل بلد.

"أطفال السلام" هو شعار المهرجان، الذي يسعى من خلاله منظموه والدول المشاركة إلى ترسيخ قيمة السلام والتعايش والمحبة في نفوس الناشئة، مؤمنين بأن الطفولة تحمل قدر تغيير الأمة والإنسانية، وهم النواة التي تحمل بذور الانفتاح على الآخر والعيش بتسامحٍ وسلام، وليس ما هو أكبر تأثيراً في ذهنية وعقل الطفل من الفن الذي يهذب ويربي ويأخذ بأيدي "الذراري" إلى الطريق الآمن والسليم، فالفن هو علاجٌ صادق للنفس النافرة والراضية معاً.

وحول مشاركة السلطنة، قال الإعلامي أحمد الهنائي رئيس الوفد: لم تأتِ المشاركة على طبقٍ من ذهب، كانت الصعوبات كبيرة، والتحديات قاصمةٌ للظهر، كنا أمام خيارين، إما التغلب عليها مهما كانت الكلفة وضمان المشاركة، أو الاعتذار وتفويت الفرصة على أطفال السلطنة في حضور هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة، إذ تمت مخاطبة العديد من شركات القطاع الخاص في توفير دعمٍ يمكن الفرقة من المشاركة، وكانت الصدمة كبيرة في عزوفها عن الدعم ولو بالنزر اليسير، متعذرة بعدم الجدوى الدعائية لها بدعم تظاهرة خارج السلطنة وإن كان فيها تمثيلا للوطن؛ بيد أن شخصيتين آثرتا الوقوف بجانب الفرقة، من خلال توفير 4 تذاكر سفر، وهما الشيخ سيف بن هاشل المسكري، ورئيس تحرير جريدة الرؤية العمانية حاتم الطائي، فيما بقيت جميع مصاريف المشاركة تحدياً غير يسير.

وأضاف الهنائي: كنا ندرك أن مثل هذه المشاركات هي ترويج راقٍ للسلطنة، خصوصاً مع الحضور الإعلامي البارز للمهرجان، وكذلك الحضور الدبلوماسي الرفيع، بمشاركة جميع السفراء المقيمين بالمملكة، والأهم من ذلك هو التعريف بفنون السلطنة وتراثها للجمهور العريض المتابع للمهرجان بشغف، كما سنسعى للتعريف بالسلطنة سياحيا من خلال إقامة ليلةٍ عمانية إن توفرت الإمكانات المادية، نعرض من خلالها أفلاماً وثائقية عن السلطنة وتقديم مرئيات عما تزخر به السلطنة من مقومات سياحية متنوعة وثرية، إضافة إلى اللوحات الاستعراضية التي ستقدمها الفرقة لمختلف الفنون الشعبية المتنوعة والتي تحمل خصوصيةً مكانية ومجتمعية.

وعن استعدادات الفرقة فنياً يشير الفنان محمد باكوري وهو مخرج عروض الفرقة والمشرف العام على التدريب وصاحب تجربة دولية طويلة في ميدان الطفولة بمختلف فنونه لفترةٍ تزيد على العشرين عاماً: وجدت في الطفل العماني قابلية للعطاء، وشغفاً كبيراً في إظهار السلطنة بأحلى حلة، هذا الحب الكبير للوطن ساهم في تحسن أداء الأطفال بشكل ملحوظ، كان الاستعداد جيداً، والتفاعل من قبل أعضاء الفرقة إيجابياً، ومع المشاركة الدولية الكبيرة في هذا المهرجان لدول تتمتع بثراء وتنوعٍ كبير في فنونها وتراثها، ولها اهتمامات سبقت السلطنة بسنين طويلة في فلكلور الطفل، فإن الفرقة بلا شك ستكتسب خبرة جيدة ومردود معنوي كبير من خلال الاحتكاك ومشاهدة تقنيات العرض.

تعليق عبر الفيس بوك