موسم أوروبي جديد (1)

حسين الغافري

عشنا أياما مثيرة خلال الفترة الماضية اكتظتبأخبارالانتقالات الصيفيةلنجوم الكرة، بعد أن توقفت الدوريات الأوروبية الكبرى منذ بداية يونيو الماضي ونهاية مايو.

صيف ساخن لم يحمل صفقات نارية كالتي شهدناها العام الفائت والعام قبل الفائت، ولو أنَّ الكلام حول هذا الأمر يبدو مبكراً بعض الشيء -لكون السوق لا يزال متواصلاً حتى بداية سبتمبر المقبل- إلا أن أكثر ما شدّ الأنظار كانت صفقة الإنجليزي سترلينغ لاعب ليفربول وانتقاله بما يصل الخمسين جنيه إسترليني إلى مانشستر سيتي في واحدة من المجازفات الكبيرة للاعب لم يتجاوز الحادية والعشرين من عُمره،ولا يحمل حتى تلك الأرقام الكبيرة لا من حيث الناحية التهديفية ولا من ناحية صناعة اللعب، ولكن يبقى الانتقاص من قيمته مبالغ فيه بعض الشيء وربما سيكون أحد المشاريع التي يُعول عليها السيتي لأعوام مقبلة في الخط الأمامي ولربما يكون استثمارا ناجحا بكل المعايير؛ فالأمر مبكر للتعليق على نجاحه من عدمه. وسوف أضع بين يديكم أبرز الأحداث في الدوريات الكبرىواستعدادات الأندية الكبرى كوجهة نظر بسيطة.

في إسبانيا

أبرز ما حمله السوق الإسباني لنجوم الليجا هو رحيل الإسباني كاسياس بعد خمسة وعشرين سنة قضاها بالقميص الأبيض، وبغض النظر عن أداء كاسياس بعد حقبة البرتغالي مورينهو وتواجده بالدكة لفترات طويلة، إلا أنَّ الغالبية العظمى أجمعت على أن رحيله لم يكن بتلك الصورة التي استحقها بعد عطائه الكبير بالقميص الملكي وقميص المُنتخب الإسباني. حقبة الحارس الأسطوري الكبير مع الفريق الأبيض انتهت -سواء اتفق الجميع على طريقة خروجه أو لا- وعلى الجميع تقبل الأمر والنظر إلى المستقبل. وحارس المستقبلهو دي خيا حارس مانشستر يونايتد، الذي لا يزال يرفض تجديد عقده من فريقه؛ ليحقق حلمه بالتواجد في الريال ولكن الأمور تبدو معقدة بعض الشيء بعد رفض النادي الإنجليزي التفريط فيه بما لا يقل عن ثلاثين مليون يورو، رغم تبقي أقل من عام على انتهاء عقده؛ وبالتالي قد ينتقل بصفة مجانية بداية العام الجديد. ما يعكر صفو النادي الملكي هو أخبار رحيل نجمه راموس رغم تأكيد رئيسه على بقائه.

إجمالاً.. يبدو أنَّ الفريق الملكي يطمح في العودة من جديد لتحقيق البطولات ونسيان موسمه الصعب. أما غريمه برشلونة فيبدو أنه مستقر بشكل كبير بعد الموسم الكبير الذي قدمه وتحقيقه الثلاثية التاريخية للمرة الثانية وصيفه الساخن بإعادة الانتخابات الرئاسية وفوز بارتيميو لستة أعوام مقبلة، ومن المؤكد أن الثلاثية هي من شفعت له ورجحت كفته ليفوز على لابورتا الرئيس السابق. عمل الإدارة المؤقتة لم يتوقف واستقدام كلٍّ من ظهير أشبيلية الأيمن أليكس فيدال ونجم أتلتيكو مدريد التركي توران خير مثال على خطط النادي التي يسير عليها باختلاف الأسماء في المناصب أو ثباتها؛ ليحافظ النادي الكتلوني على أعوامه الزاهية في القريب القادم وباستحقاقات كبيرة وطموحة تبدأ بكأس السوبر الأوروبي وكأس السوبر المحلي وكأس العالم للأندية نهاية العام الجاري، وهو الذي يحقق طفرة بالنجاحات منذ بداية القرن الحادي والعشرين جعلته يحقق ألقاب كبيرة وملفتة وحصد لأربع مرات بطولات الأبطال الأوروبية العريقة.

.. مع تسليط الضوء الكبير على عملاقي إسبانيا وأوروبا برشلونة وريال مدريد، إلا أنه لا يمكن تجاهل قوة الليجا في السنوات الأخيرة بجل أنديتها وحصدها النجاحات الكبيرة محليًّا وعلى صعيد القارة العجوز؛ فلأول مرة سيكون العام المقبل على موعد مع خمس أندية من بلد واحد في دوري أبطال أوروبا، وهو الذي لم يحدث من قبل.فبتواجد أشبيلية بطل اليوروبا ليج في العام الماضي تبدو الفرصة مواتية لاستكمال النجاحات.. أيضاً رغم أن أتلتيكو استغنى عن أبرز نجومه -أمثال المهاجم الكرواتي ماريو مادزوكتش والتركي توران والمدافع البرازيلي ميرنداوسواريز الذي جلب فيه الفريق الإسباني المدافع ستيفان سافيتش بصفقة تبادلية- وقدوم المهاجم فيتو من فياريال والكولومبي مارتنيز من بورتو، وكذلك اقتراب عودة نجمه فيليبي لويس من تشيلسي بعد موسم قضاه كبديل مع السبيشل ون. فالنسيا أيضاً كان قد ظهر بموسم كبير بنجوم بدأت تغازلها أندية الصفوة في أوروبا وتأهلهم إلى مركز متقدم في الليجا؛ مما قد يعني أن الحضور الإسباني سيحافظ على مكانته الأوروبية المتقدمة في العام المقبل. فهل سنشهد استمرارية التفوق الإسباني أوروبيا؟! ننتظر الإجابة في الموسم الإسباني الجديد.

تعليق عبر الفيس بوك