المجلة تجري سلسلة حوارات مع عدد من الوزراء والمسؤولين

"العالم الدبلوماسي": سلطنة عُمان مهندسٌ حصيفٌ للسّلام في الشرق الأوسط

 

◄ المجلة الدولية المرموقة تسلط الضوء على مرتكزات السياسة الخارجية لسلطنة عُمان

◄ ملف شامل عن عُمان بالصحيفة يتناول مجالات الدبلوماسية والسياحة والإعلام

◄ بدر بن حمد: صادقون جدًا فيما نؤمن به.. ونتحدث مع أصدقائنا بصراحة حتى لو اختلفنا

◄ لا نتبنى أجندة خفية أو مُمارسة الحيل.. ولا يمكننا أن نكون منافقين

◄ الحياد البناء وعدم التدخل في شؤون الآخرين من ركائز السياسة الخارجية لعُمان

◄ السياسة الخارجية العُمانية تشجع دائمًا على أهمية الحوار دون تهميش لأي طرف

◄ "حماس" حركة تحرر وطني مُسلحة.. ومن الممكن التفاوض مع من نختلف معهم

◄ عُمان تدعو إلى تجديد عملية السلام لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي العنيف وغير القانوني

◄ الرؤية الاقتصادية لسلطنة عُمان تتسم بالواقعية والانفتاح على الخارج

◄ عُمان تطبق رؤية استراتيجية طويلة المدى لتحقيق الاستدامة المالية والاقتصادية

◄ استقرار سلطنة عُمان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستدامة البيئية

◄ سلطنة عُمان تستعد لافتتاح أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في العالم

◄ عُمان موطن لأكبر محطة تجارية لمعالجة كيميائية تزيل النفط من المياه الملوثة

 

◄ المحروقي: عُمان تتبنى استراتيجية مبتكرة لتعطي الأولوية لتنمية الموارد البشرية

◄ نعمل على إيجاد فرص العمل ودعم الوظائف طويلة الأمد للشباب

◄ تطوير سلسلة من مبادرات التعليم والتدريب لجذب المواهب للعمل في السياحة

◄ استهداف رفع إسهام القطاع السياحي في الناتج المحلي إلى 5.3% بحلول 2040

◄ المحروقي: نجحنا في استقبال 4 ملايين سائح بارتفاع سنوي 37.9%

◄ 11.3 مليار دولار قيمة 19 ترخيصًا لاستثمارات سياحية في النصف الأول من 2023

◄ خطط التنمية السياحية تضع في الاعتبار الحفاظ على جمال عُمان الطبيعي وبيئتها البكر

◄ "التراث والسياحة" تعمل مع 6529 شركة صغيرة ومتوسطة في القطاع

 

◄ الحراصي: وزارة الإعلام ملتزمة برفع مكانة عُمان في المؤشرات العالمية

◄ أهمية الموازنة بين احترام التقاليد وتبنّي الحداثة

◄ سلطنة عُمان بلد يحافظ على تقاليده ويحتضن التقدم والتطور

◄ الإعلام العُماني يحرص على تعزيز القيم الثقافية دون إعاقة التقدم والابتكار

 

◄ الفروجية: 22.9 مليار ريال رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر بنهاية 2023

 

بروكسل- العُمانية

 

ركّزت مجلة "العالم الدبلوماسي" على مرتكزات السياسة الخارجية لسلطنة عُمان ونموذجها للتعايش السلمي والوئام، والاستراتيجية الوطنية للسياحة، ومقومات السياحة الفريدة، وأوجه تطور الإعلام العُماني، والمحافظة على القيم الثقافية، وقوة الاقتصاد العُماني، والقدرة التنافسية مع تنوّع فرص الاستثمار الواعدة.

وأجرت باربرا ديتريش الرئيسة التنفيذية لمجلة "العالم الدبلوماسي" حوارات مع عدد من أصحاب المعالي الوزراء والسعادة، وقالت في كلمة افتتاحية إن بلدانًا عديدة تعمل بلا كلل من أجل السلام، ولكن بعد زيارتها إلى سلطنة عُمان عبّرت عن إعجابها بنموذج التعايش السلمي والوئام الذي "ألهمها" حسب وصفها.

ووصفت سلطنة عُمان بأنها "مهندسٌ حصيفٌ للسلام في الشرق الأوسط"، وأنها تشتهر بدبلوماسية الوساطة القائمة على موازنة المصالح، والتسامح تجاه الاختلافات، والبحث الحازم عن المنافع المتبادلة وأن هذه المبادئ تشكل بعضًا من اللبنات الأساسية للسياسة الخارجية العملية لسلطنة عُمان.

السياسة الخارجية

وقال معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية في حديث لمجلة "العالم الدبلوماسي" إن مبدأ إدارة سلطنة عُمان لعلاقاتها الدولية يتركز حول هدف محدد للغاية يتمثل في الاستماع إلى مصالح الآخرين وتفهّمها والتعبير عن وجهات نظرها وآرائها، والتحدث عن الحقيقة كما تراها". وقال معاليه إن السياسة الخارجية العُمانية تقدّر مبادئ الثقة المتبادلة والشفافية والحفاظ على المصداقية في جميع الأوقات، ولا تتبنّى أجندة خفية أو ممارسة الحيل. وأضاف "نحن صادقون جدًّا فيما نؤمن به، ونتحدث مع أصدقائنا بصراحة، حتى لو اختلفنا مع بعضنا البعض، ولا يمكننا أن نكون منافقين". وأوضح معاليه أن السياسة الخارجية لسلطنة عُمان تقوم على أساس الحياد البنّاء وعدم التدخل في شؤون الآخرين ورفض تدخّل الآخرين في شؤونها الداخلية.

ولفت معاليه إلى أن الواقعية ("البراجماتية") والانفتاح وحسن الجوار تشكل مبادئ مهمة في إطار السياسة الخارجية العُمانية التي تشجع دائمًا على أهمية الحوار بحيث يضم جميع الأطراف المتخاصمة دون تهميش لأي طرف أو تفضيل أي طرف على آخر.

وأشار معاليه إلى أن سلطنة عُمان شجّعت التقارب بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وقامت بجهود في إطلاق سراح عدد من المتحفّظ عليهم في اليمن أو إيران، فضلًا عن الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحسين النظرة تجاه سوريا في العالم العربي.

وفي حديثه عن الحرب على قطاع غزة، أشار معاليه إلى الانقسام العالمي المتزايد حول الهجوم الإسرائيلي على غزة، مؤكدا أن الإجماع العالمي الذي نشهده حاليًّا يصب في صالح تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وأن هناك دولًا ترى أن سلوك إسرائيل وداعميها سلوكٌ منافقٌ لا يُبالي بالإبادة الجماعية، مُضيفًا "أعتقد أن الاستراتيجيات التي تنطوي على تصعيد الصراعات، أو إسكات أولئك الذين يختلفون معنا، لا تؤدي ببساطة إلى السلام".

ولفت معاليه إلى أن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها مكافحة التطرُّف هي وقف دائرة العنف المتواصل ومحاولة فهم وجهات النظر "ومشاركة أفكارنا الخاصة على أساس الشمولية والمساواة حتى لو بدت الانقسامات في بعض الأحيان واسعة جدًّا أو يصعب التغلب عليها، وبهذه الطريقة يمكن أن نرسم طريقًا ذا معنى للسلام".

وقال معاليه: "أعتقد بأن التاريخ يعلّمنا الكثير من الدروس التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار. وعلى وجه التحديد، من الممكن التفاوض مع من نختلف معهم، أو حتى مع حركات التحرّر الوطني المسلحة، مثل حركة حماس، وقد رأينا في التاريخ كيف حدث ذلك مع حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا، أو الجيش الجمهوري الإيرلندي في إيرلندا، وحتى في التسعينات بعد غزو الكويت، ورأينا مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية، ولماذا لا يكون مع حماس اليوم؟".

عملية السلام

وأكد معاليه على أن سلطنة عُمان تدعو إلى تجديد عملية السلام التي من خلالها ينتهي الاحتلال الإسرائيلي العنيف وغير القانوني لقطاع غزة والضفة الغربية والقدس، مشدّدًا على أن إنهاء الاحتلال غير القانوني وإيجاد حل الدولتين والاستماع إلى المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة هي السبيل لتحقيق سلام وأمن مستدام وطويل الأجل وعادل لجميع سكان المنطقة برمّتها.

وتطرّق معاليه إلى الرؤية الاقتصادية لسلطنة عُمان، فأشار إلى أنها تنسجم مع السياسة الخارجية في كونها تتسم بالواقعية والانفتاح على العالم الخارجي، مُضيفا أنَّ الهدف الأساسي لهذه الرؤية الاقتصادية يتمثّل في الانتقال من دولة يرتبط ازدهارها ارتباطًا وثيقًا بالهيدروكربونات إلى دولة تتمتع بمحفظة اقتصادية متنوعة، واصفًا إيّاها بأنها رؤية استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى تحقيق الاستدامة المالية والاقتصادية، وتعزّز مختلف القطاعات غير المستغلة في سلطنة عُمان، مثل التعدين والطاقة الخضراء والخدمات اللوجستية والصناعات التحويلية والسياحة.

وأوضح أن سلطنة عُمان- على مدى العامين الماضيين- سنّت تشريعات جديدة لتحفيز الاستثمارات الأجنبية، مثل: قانون استثمار رأس المال الأجنبي، فضلًا عن عدم فرض ضريبة على الدخل، وإقرار ضريبة منخفضة نسبيًّا على الشركات، واتفاقيات تجارة حرة واسعة النطاق ومعاهدات الازدواج الضريبي مع العديد من البلدان، والبنية الأساسية الحديثة وتتمثل في المطارات والموانئ البحرية وشبكة الطرق.

وركز معاليه على الموقع الجغرافي لسلطنة عُمان؛ كونه حافزًا مهمًّا للشركاء؛ إذ تكمن أهمية هذا الموقع في أنه على مفترق الطرق بين الشرق والغرب، علاوة على المستوى التعليمي العالي الذي يتمتع به الشباب العُماني المثابر.

وأشار معاليه إلى العديد من الخطط والبرامج التي تنظمها حكومة سلطنة عُمان لتحفيز الابتكار من خلال تطوير ورعاية الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.

الاستدامة البيئية

وفيما يتعلق بتغير المناخ، ذكر معاليه أن استقرار سلطنة عُمان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستدامة البيئية، وأن إزالة الكربون ليست ضرورية فقط لتقليل اعتماد سلطنة عُمان على النفط والغاز؛ بل إنها ضرورية أيضًا لمصير كوكب الأرض وكل المجتمعات على هذا الكوكب، بما في ذلك مجتمعنا.

كما تطرق معاليه إلى تمتع سلطنة عُمان بتوافر مساحات الأراضي، وتوافر طاقتي الشمس والرياح على مدار العام، الأمر الذي يجعل من سلطنة عُمان في وضع جاهز للغاية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ويتضمن ذلك استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتشغيل التحليل الكهربائي، وتقسيم الماء إلى هيدروجين وأوكسجين.

وأشار إلى أن سلطنة عُمان تستعد لافتتاح أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في العالم، ويهدف إلى إنتاج مليون طن على الأقل من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وأضاف أنه بحلول عام 2050 سيصل الإنتاج إلى 8.5 مليون طن، وبالتوازي مع ذلك هناك تركيز على احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه.

وقال معاليه إن سلطنة عُمان تعد موطنًا لأكبر محطة تجارية لمعالجة كيميائية تزيل النفط من المياه الملوثة بشكل طبيعي، كما أنها موطن لشركة "44.01" الحائزة على جوائز، والتي تعمل على إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي عن طريق تمعدن ثاني أكسيد الكربون المحتجز في البريدوتيت (وهي نوع من الصخور يتوافر بكثرة في سلطنة عُمان) وبالتالي إزالتها من الغلاف الجوي إلى الأبد بأمان وبسرعة وفعالية من حيث التكلفة.

واختتم معاليه حديثه بالإشارة إلى أنه من خلال هذه المبادرات، "من المتوقع أن نصل إلى صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050".

القطاع السياحي

من جانبه، قال معالي سالم بن محمد المحروقي وزيرُ التراث والسياحة في حديث لمجلة "العالم الدبلوماسي" إن اقتصاد سلطنة عُمان المستقبلي الطموح يسترشد برؤية "عُمان 2040" التي ترتكز على أربع ركائز رئيسة.

وأوضح معاليه أن لدى سلطنة عُمان استراتيجية مبتكرة تعطي الأولوية لتنمية الموارد البشرية المتنوعة والحيوية، والاستمرار في تنشيط القطاع الخاص وتأمين نموّه بكفاءة وتنافسية مدعومًا بالقطاعات غير الهيدروكربونية؛ حيث تعدّ الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2040 مخطّطًا واضح المعالم للتنمية السياحية المستدامة في سلطنة عُمان، وفيما يتعلق بالأفراد والمجتمع، فإننا نعمل على إيجاد فرص العمل ودعم الوظائف طويلة الأمد والتجارب الرائدة للشباب الطموحين.

وأضاف معاليه أن هناك أهدافًا لتوفير مجالات واسعة للتوظيف بحلول عام 2040، مع التركيز القوي على تمكين المرأة والمجتمعات المحلية، وزيادة مشاركة العُمانيين في شركات السياحة في القطاع الخاص من 17.3 بالمائة في عام 2025 إلى 22.1 بالمائة في عام 2030، و28.2 بالمائة في عام 2035 و36.1 بالمائة في عام 2040".

ولضمان تحقيق هذه الأهداف؛ أكّد معاليه على أن بناء قدرات الشباب أولوية لتطوير القطاع السياحي في سلطنة عُمان، ويمكن رؤية نجاح هذا التوجُّه في المخرجات الجيّدة لكليّة عُمان للسياحة والمعهد الوطني للتدريب ومؤسسات السياحة والضيافة المحلية الأخرى، ويتم تطوير سلسلة من مبادرات التعليم والتدريب لجذب المواهب إلى هذا القطاع الحيوي، كما تم أخيرًا إطلاق برنامج تعليم إلكتروني تجريبي مدته ثلاث سنوات لخريجي الدبلوم المدرسي العام.

وفيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية، وبهدف زيادة معدل نموّ الإيرادات الحكومية من السياحة بنسبة 5 في المائة كل عام، أكّد معاليه أن الغاية تتمثل في رفع إسهام القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي من 2.75 في المائة في عام 2025 إلى 3.5 في المائة في عام 2030، وبنسبة 4.2 في المائة في عام 2035 ونسبة 5.3 في المائة في عام 2040.

وأشار معاليه إلى أن سلطنة عُمان استقبلت عددًا قياسيًّا من السيّاح بلغ 4 ملايين سائح خلال العام الماضي (2023)، وأن ذلك شكّل ارتفاعًا بنسبة 37.9 في المائة مقارنة مع 2.9 مليون في عام 2022.

وبيّن معاليه أن معظم الأسواق المُستهدفة قد تعافت في مرحلة ما بعد جائحة "كوفيد-19"؛ بل إن بعضها قد تجاوز ما كانت عليه الأوضاع في عام 2019،  بفضل البيئة الطبيعية المتمثلة في التضاريس الطبيعية الفريدة والمتنوعة التي تتمتع بها سلطنة عُمان والمعالم السياحية العديدة. وقال معاليه إن الهدف التالي يرمي إلى زيادة عدد القادمين إلى سلطنة عُمان سنويًّا إلى 11.7 مليون وإضافة 80 ألف غرفة فندقية بحلول عام 2040.

السياحة الفاخرة

وأضاف معاليه أن "من بين القطاعات الرئيسة التي نستهدفها سياحة المغامرات والسياحة البيئية والسياحة الفاخرة المرتبطة بالرياضة وسياحة الاجتماعات والمؤتمرات والرحلات البحرية والمجمعات السياحية المتكاملة"، وأنه قد تم إصدار 19 ترخيصًا جديدًا، بقيمة استثمارية تبلغ 11.3 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2023.

وأشار معاليه إلى أن سلطنة عُمان وجهةٌ للسياحة الراقية تتمتع بسمعة راسخة وسجل حافل بالإنجازات في خدمة الضيافة، بينما تتوافر مجموعة كبيرة من خيارات الإقامة من فئة 5 نجوم الحائزة على جوائز عالمية والمنتجعات الشاطئية الفاخرة والمنتجعات الجبلية والمخيمات الصحراوية.

وأوضح معاليه أن الوزارة تعمل جنبًا إلى جنب مع مكاتب المحافظين على تمكين المجتمعات المحلية، ما يضمن بقاء العرض السياحي في سلطنة عُمان أصيلًا ومستدامًا وشاملًا، ومن الأمثلة البارزة على ذلك قرية مسفاة العبريين الجبلية بولاية الحمراء التي أشادت بها منظمة السياحة العالمية، وولاية نزوى النابضة بالحياة في محافظة الداخلية.

وفي شأن الاستدامة البيئية، أكد معاليه أن جميع خطط التنمية السياحية تضع في الاعتبار الحفاظ على جمال عُمان الطبيعي وبيئتها البكر وكنوز التنوع البيولوجي. ولتحقيق هذه الغاية، تم وضع إطار قانوني وتنظيمي قوي لحماية الأصول الطبيعية السابقة.

وأشار معاليه إلى البنية الأساسية المتينة لتمكين الاستثمار، بدءًا بتأسيس "صندوق مستقبل عُمان" بقيمة 5.2 مليار دولار أمريكي وبنك التنمية؛ ما يسهم في دفع الاستثمار وتقديم الدعم المالي للمشروعات من جميع الأحجام بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وأضاف معاليه أن جهاز الاستثمار العُماني يدعم قطاع السياحة في سلطنة عُمان ويضيف المزيد من الزخم لإسهامه في تطوير السياحة من خلال صندوق التنمية الوطني. أما بالنسبة للشراكة بين القطاعين العام والخاص، فإن سلطنة عُمان تتمتع بسجل حافل من النجاحات على مدى أكثر من 25 عامًا في الشراكات بين القطاعين العام والخاص، حيث أنتجت أصولًا سياحية مثل "الموج مسقط" بقيمة 3.5 مليار دولار أمريكي، وجبل السيفة، وخليج مسقط، وهوانا صلالة.

وأوضح معاليه أن من أهم عوامل نجاح هذا المشروع تأسيس شركة "عمران"- الشركة العُمانية للتنمية السياحية- التي تشارك في مشروعات مشتركة مع مطورين محليين ودوليين لإنشاء وإدارة بعض الأصول السياحية الأكثر شهرة في سلطنة عُمان.

وأضاف معاليه أن وزارة التراث والسياحة تعمل على إنشاء مجموعة متنوعة من الشركات المحلية التي تقدم منتجات وخدمات استثنائية لإثراء المشهد السياحي والثقافي؛ إذ تعمل حاليًّا 6529 شركة صغيرة ومتوسطة في مجال السياحة، تتنوع نشاطاتها بين التخييم والفنادق إلى جانب مجموعة واسعة من مشروعات الخدمات والإمداد.

وقال معاليه إن الوزارة تُعدّ شريكًا نشطًا في مجموعة من المنظمات الدولية، وتصب مشاركتها في مصلحة تحقيق تبادل المعرفة والخبرة، وتعزيز التعاون العالمي، وتعزيز عروض السياحة في سلطنة عُمان والإسهام في تطوير صناعةِ سياحةٍ جيولوجيةٍ أكثر استدامة وشمولًا، "كما تشارك سلطنة عُمان بانتظام في اللجان واجتماعات المجلس الوزاري للسياحة لدول مجلس التعاون الخليجي، ومنظمة السياحة العربية، ورابطة الدول المطلة على المحيط الهندي، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة".

أدوار الإعلام

من جانب آخر، أكد معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحرّاصي وزير الإعلام أن دور الوزارة يتمثل في كونها قناة حيويّة بين الحكومة والمواطنين، وأن كل عُماني مشارك نشط في تحقيق رؤية "عُمان 2040". وأوضح معاليه- في تصريحه لمجلة "العالم الدبلوماسي"- أن العديد من القنوات الإعلامية تسهم في تعزيز المشاركة العامة والمواءمة مع أهداف الرؤية، وعلى سبيل المثال، تم تصميم مقاطع متلفزة منها "نتقدم بثقة" و"من الرؤية" لقيت صدى واسعًا وألهمت الجمهور. وأكد معالي الدكتور وزيرُ الإعلام أن الوزارة ملتزمة برفع مكانة عُمان في المؤشرات العالمية من خلال نشر الإنجازات، وبث البرامج الإعلامية الرائدة حول القضايا الملحة مثل الاستدامة البيئية واستكشاف أحدث التقنيات والابتكارات في الذكاء الاصطناعي وغير ذلك من التطبيقات.

وأوضح معاليه أن وزارة الإعلام تسعى لإيصال أصوات المواطنين من خلال البرامج التفاعلية على القنوات الإذاعية العامة والخاصة لتعزيز الحوار الوطني مع الحكومة، وهو أمر بالغ الأهمية للتضامن الوطني والتقدم. كما بيّن معاليه أن هذه البرامج توفر منصة مهمّة للمواطنين لإجراء حوار مع الحكومة للمناقشة والتعبير عن آرائهم بحرية، وغالبًا ما يكون ذلك بحضور مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى.

وأضاف معاليه أن وزارة الإعلام تعمل على تمكين المواطنين العُمانيين من الإسهام في نشاط رؤية "عُمان 2040"، ما يمثل نهجًا شاملًا تم اعتماده للمساعدة في بناء التوافق وتعزيز الشعور بالشراكة في بناء مستقبل سلطنة عُمان. وأشار معالي الدكتور وزير الإعلام إلى أن الاحتفاء بالتراث الثقافي وتعزيز هوية وطنية ثابتة من العناصر الرئيسة في رؤية "عُمان 2040"، مضيفا أن "الإعلام العُماني يقوم بدور محوري في هذا السياق من خلال عرض ما لدينا من التقاليد والفنون والتاريخ النابض بالحياة عبر مختلف المنصات".

وذكر معاليه أن الأفلام العُمانية الوثائقية مثل "بيت العجائب" و"الوجود العُماني في شرق أفريقيا" متجذرة في قلب القصة الوطنية، وإن هذه الأفلام تصوّر المحطات المهمة في تاريخ عُمان وتغرس في المواطنين شعورًا عميقًا بالفخر والاعتزاز والانتماء.

وأكد معاليه أهمية الموازنة بين احترام التقاليد وتبنّي الحداثة أو الحياة العصرية، مُضيفًا أن روح عُمان التقدمية تتمثّل في التعامل مع الإعلام، "ونحن بدورنا نحرص على إظهار قيمنا الثقافية بما ينسجم مع تطلعاتنا التنموية، وتجنب أي تعارض بين التقاليد والحداثة".

وقال معاليه في هذا السياق: "يدرك الإعلام العُماني أهمية تحقيق التوازن بين الحفاظ على التقاليد الثقافية واحتضان الحداثة؛ فسلطنة عُمان بلد يحافظ على تقاليده ويحتضن التقدم والتطور، والإعلام العُماني يحرص على تعزيز القيم الثقافية دون إعاقة التقدم والابتكار، ويعمل على منع التعارض المحتمل بين سمات التقليدية والحداثة".

وحول التقنيات الحديثة في وزارة الإعلام قال معاليه إن الوزارة أطلقت منصة "عين" منذ عامين لتؤكد على قيمة التحول الرقمي في قطاع الإعلام بهدف تحسين توافر المعلومات الموثوقة والدقيقة والشفافة مع دعم التحول الرقمي لعمليات المؤسسات الحكومية.

وأضاف معاليه أن المنصة تقدم تجربة مميزة وممتعة وسهلة الاستخدام عبر موقعها الإلكتروني وتطبيقات الهاتف المحمول، وأن مكتبة "عين" تحوي أرشيفًا هائلًا من المواد السمعية والبصرية من إنتاج إذاعة سلطنة عُمان وتلفزيون سلطنة عُمان منذ سنوات عديدة وتمثل قفزة كبيرة في رحلة التحول الرقمي بوزارة الإعلام، موضحًا أنه يمكن الولوج إلى المنصة عبر الإنترنت والأجهزة الذكية واستكشاف مجموعة كبيرة من المحتويات التي تلخص عقودًا من تاريخ البث العُماني.

وأكد معاليه أن التزام وزارة الإعلام يمتد ليشمل تعزيز إمكانية الوصول الرقمي والكفاءة وإنشاء بيئة واسعة من المعلومات، مشيرًا إلى أن وزارة الإعلام تعمل على تنظيم عمل القنوات الرقمية والتأكد من أنها تشكّل مصدرًا للمعلومات الموثوقة، وتبنّي تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتقديم برامج مبتكرة للجمهور، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في إنتاج البرامج.

وذكر معاليه أن المنصات الإعلامية تُظهر أن هناك حضورًا ممتازًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإنترنت مثل "يوتيوب"، ما يركز على التزامنا بالاتصالات الحديثة التي يمكن الوصول إليها.

وأضاف معاليه أن التداول حول صحيفة "عُمان" العربية- على وجه الخصوص- يُظهر مؤشرات قوية من حيث عدد القُرّاء وتصفّح الجريدة التي تتميّز بجودة عالية في المحتوى (بصيغة بي.دي.إف).

وقال معاليه في هذا السياق إن المقاطع التلفزيونية على منصة يوتيوب حصدت مئات الملايين من المشاهدات، وهو دليل على جاذبية البرامج، علاوة على زيادة عدد المتابعين عبر كل منصات الوسائط "مما يشير إلى تفاعل قوي مع جمهورنا".

ولفت معاليه إلى أن المؤتمرات والندوات وحلقات العمل التي تنظمها وسائل الإعلام العمانية تُمثّل مساحة للإعلاميين من عُمان وخارجها لتبادل الأفكار وتأسيس علاقات للتعاون وأن وزارة الإعلام تضم المديرية العامة للإعلام الدولي التي تدعم جهود وزارة الإعلام لإقامة تعاون مفيد مع الكيانات الإعلامية العالمية. ولفت معاليه إلى أن الوزارة توفر للإعلاميين العُمانيين وغير العُمانيين تعزيز الشراكات والتعاون لتبادل المنتجات الإعلامية والأخبار والمعلومات والخبرات والتجارب.

وأضاف أن مشاركة الوزارة تمتد لتشمل دعوة الصحفيين الدوليين خلال الأحداث الوطنية المهمة، ما يتيح تبادلًا غنيًّا لوجهات النظر والممارسات الإعلامية وخلال الأحداث الكبرى في سلطنة عُمان مثل معرض مسقط الدولي للكتاب وانتخابات مجلس الشورى، وتتم دعوة الصحفيين والشخصيات الإعلامية العالمية ليكونوا جزءًا من التغطية. وتقدم وزارة الإعلام التسهيلات لإجراء التفاعلات وجهًا لوجه لتتجاوز الحدود ما يؤدي إلى تعزيز التعاون والتفاهم.

وقال معاليه إن هذه المشاركات تتيح للإعلاميين الأجانب فرصة لاكتساب خبرة عملية في المشهد الإعلامي العُماني، وبالتالي تعزيز التفاهم والتعاون بين الثقافات. ومن خلال الانخراط في بيئة الإعلام المحلية، يمكن للإعلاميين اكتساب مهارات جديدة، ومراقبة أنماط التقارير المختلفة، وتطوير الاتصالات الدولية. وأضاف معاليه أن "مشاريعنا التعاونية مع المؤسسات الإعلامية الإقليمية والدولية تعكس التزامنا بالتفاهم بين الثقافات والنمو المشترك في المشهد الإعلامي. وتتمثل هذه المشاريع في الإنتاج المشترك، والأفلام الوثائقية عبر الثقافات، والبرامج التلفزيونية، وبرامج التبادل الثقافي، والدورات التدريبية، والمؤتمرات الدولية".

وأشار معاليه إلى أن وزارة الإعلام ترتبط بمشاريع تعاونية مع دول مجلس التعاون الخليجي وتتبادل مشاريع أخرى مع الدول العربية بفضل الاتحادات والمنظمات التي تنضم إليها مثل اتحاد إذاعات الدول العربية واتحاد إذاعات منظمة المؤتمر الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربي، وجامعة الدول العربية. ويوفر هذا التعاون فرصة فريدة لنا لاستكشاف وتقدير وجهات نظر وقيم وتقاليد بعضنا البعض.

الاستثمار الأجنبي

من جانبها، قالت سعادة ابتسام بنت أحمد الفروجية، وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لترويج الاستثمار إنه بنهاية الربع الثالث من العام الماضي (2023)، ظل رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في السلطنة مستقرًّا عند 22,961.4 مليار ريال عُماني، على الرغم من الرياح الاقتصادية العالمية المعاكسة، ما يبرهن على المرونة والثقة في إمكانات سلطنة عُمان على المدى الطويل.

وأشارت سعادتها- في حديثها لمجلة "العالم الدبلوماسي"- إلى أن المواد الهيدروكربونية (النفط والغاز) تهيمن على المشهد العام؛ حيث تجتذب 17.672.3 مليار ريال عُماني من الاستثمار الأجنبي المباشر. كما أن الاستثمارات في الأنشطة النهائية مثل البتروكيماويات آخذة في الازدياد. وأضافت سعادتها أن جهود التنويع تكتسب زخمًا؛ حيث اجتذب مجال الخدمات اللوجستية والبنية الأساسية ما قيمته 361.9 مليون ريال عُماني؛ بما في ذلك المشروع الضخم لميناء الدقم والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

وذكرت سعادتها أن قطاع السياحة والضيافة جذب ما مقداره 111.4 مليون ريال عُماني من الاستثمار الأجنبي المباشر، مدفوعًا بمشاريع السياحة الفاخرة والبيئية، مضيفة بأن قطاع الصناعات التحويلية يظهر أيضًا فرصًا جيدة مع استثمار أجنبي مباشر بقيمة 1.035 مليار ريال عُماني ويركز على مشاريع المواد الكيميائية وتجهيز الأغذية والطاقة المتجددة.

وأشارت سعادتها إلى أن قانون استثمار رأس المال الأجنبي الصادر في عام 2020 يسمح بتملك أجنبي بنسبة 100 بالمائة في معظم القطاعات ويلغي الحد الأدنى من متطلبات رأس المال للشركات الأجنبية، ما يجعل الدخول إلى سوق الأعمال والاستثمار أسهل بكثير.

وأضافت سعادتها بأن تبسيط اللوائح من خلال مبادرات مثل مبادرة "استثمر في عُمان" ونظام "المسار السريع" يقلل المدة الزمنية لتسجيل الأعمال وترخيصها إلى أقل من 10 أيام. علاوة على ذلك، توجد حوافز ضريبية سخية في مناطق التجارة الحرة مثل صحار وصلالة، ما يوفر معدلات ضريبية تنافسية للشركات، وإعفاءات جمركية، ومزايا لتأجير الأراضي.

وبينت سعادتها أن تطوير البنية الأساسية يلعب دورًا حاسمًا، وتتميز سلطنة عُمان بميناء للحاويات هو الأكثر ازدحامًا في الشرق الأوسط (ميناء صلالة)، وتستثمر سلطنة عُمان بكثافة في المطارات والسكك الحديدية والطاقة المتجددة.

وحول مرتكزات عُمان في القدرة التنافسية، أشارت سعادة وكيلة ترويج الاستثمار بأنَّ سلطنة عُمان تتمتع بموقع استراتيجي، فهي بوابة لـ 3.5 مليار مُستهلك في كل من قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، مما يجعلها مركزًا لوجستيًّا رئيسًا وشريكًا تجاريًّا.

وأضافت أنَّ سلطنة عُمان تتمتع باستقرار سياسي، وحكومة متينة تحظى باحترام كبير وملتزمة بالتنويع الاقتصادي والاستثمار الأجنبي، وتولي الحكومة اهتمامًا كبيرًا بتطوير القوى العاملة الماهرة، وتعزيز مجموعة متنامية من المواهب في القطاعات مثل الخدمات اللوجستية والضيافة والهندسة.

الموارد الطبيعية

وبجانب النفط والغاز، أشارت سعادتها إلى أنَّ سلطنة عُمان تزخر بموارد طبيعية، ورواسب معدنية غنية، وإمكانات الطاقة المتجددة غير المستغلة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما تنفّذ الحكومة مبادرات تستهدف التنويع الاقتصادي؛ لتعزيز القطاعات غير النفطية، مع التركيز على السياحة والتصنيع والخدمات اللوجستية، بهدف مساهمة الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 50 بالمائة بحلول عام 2040.

وأوضحت أنَّ وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار تعمل بشكل وثيق مع جهاز الاستثمار العُماني من أجل التنفيذ الفاعل، وصرف الأموال لصندوق مستقبل عُمان الذي تم إطلاقه في يناير 2024 لجذب الاستثمار الأجنبي، وتعزيز الاستثمارات في الشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة، ويبلغ رأسمال الصندوق ملياري ريال عُماني، يُستخدم على مدى خمس سنوات بمبلغ 400 مليون ريال عُماني سنويًّا. وسيُخصص ما نسبته 90 بالمائة من رأسماله للمشروعات الجديدة أو القائمة التي تثبت جدواها تجاريًّا واقتصاديًّا، ويستهدف الصندوق 8 قطاعات هي: السياحة، والصناعة والإنتاج، والطاقة الخضراء، وتكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، والموانئ، والخدمات اللوجستية والتعدين، ومصايد الأسماك والزراعة.

ولفتت سعادتها إلى أنَّ برنامج الإقامة للمستثمر الأجنبي يهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية ذات التأثير العالي، التي تُساعد على توفير فرص العمل وتعزيز مستوى المعيشة في البلاد، ويُحقق ذلك من خلال تقديم تصاريح الإقامة للمستثمرين الذين يستوفون معايير محددة، والذين يُسهمون بعد ذلك في النمو الاقتصادي في سلطنة عمان من خلال استثماراتهم وأنشطتهم التجارية.

وأضافت أنَّ الاتحاد الأوروبي يُعد ثاني أكبر شريك تجاري لسلطنة عُمان، حيث تجاوزت التجارة الثنائية 5 مليارات دولار أمريكي في عام 2022، كما تُمثل الطاقة المتجددة فرصة كبيرة في سلطنة عُمان، كذلك تجذب الأهداف الطموحة في مجال الطاقة المتجددة استثمارات الاتحاد الأوروبي في مشروعات الطاقة الشمسية وطاقةالرياح.

وذكرت سعادتها أنَّ قطاع السياحة يُمثل مجالًا واعدًا آخر، حيث إنَّه يُسهم في تعزيز التراث الثقافي الفريد، والمناظر الطبيعية التي تجذب السياح الأوروبيين ذوي الإنفاق المرتفع، في حين يمكن لخبرة الاتحاد الأوروبي أن تدعم تنمية السياحة المستدامة.

خطة تنموية

من جانبه، أشاد سعادة السفير باسكال جريجيور سفير مملكة بلجيكا لدى سلطنة عُمان برؤية عمان 2040، كونها خطة تنموية طويلة المدى تهدف إلى تحويل عُمان إلى دولة ذات اقتصاد متنوّع ومُستدام ومزدهر بحلول عام 2040.

وأشار- في حديثه لمجلة "العالم الدبلوماسي"- إلى أنَّ نظرة بلجيكا لسلطنة عُمان إيجابية للغاية، مُضيفًا بأنَّ عُمان أظهرت الريادة العالمية من خلال إطلاق منصة قوية لتطوير مشروعات الهيدروجين المتجدد، لا سيما من خلال "هيدروم Hydrom" التابعة لوزارة الطاقة والمعادن، وتدعم هذه المبادرات طموح عُمان في تحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050 مع تحديث اقتصادها، وتحفيز التوظيف المحلي.

وذكر سعادته أنَّ عُمان تُمثل مصدر إلهام ليس فقط في المنطقة، ولكن على الصعيد العالمي، ويتجلى ذلك في التزامها في انتقال الطاقة، ورغبتها في القيام بدور مُهم في الكفاح العالمي، والتصدي لتغير المناخ بما يتماشى مع اتفاق باريس بشأن المناخ. واختتم حديثه: "لا شك في أنَّ التزام الحكومة العُمانية، خاصة فيما يتعلق بالهيدروجين المتجدد، يُعد عاملًا مهمًّا إضافيًّا يمكن للمستثمرين الدوليين الاعتماد عليه".

وركّزت مجلة "العالم الدبلوماسي" على متحف عُمان عبر الزمان الذي يقع بولاية منح بمحافظة الداخلية، وتضيف المجلة بأنَّ المتحف يُعد معلمًا ثقافيًّا وتعليميًّا ذا مستوى عالمي. ومنذ افتتاحه العام الماضي، قدّمت أجنحة المتحف وصالات العرض والمعارض الشاملة للزوار من داخل سلطنة عُمان وخارجها موردًا يشرح بالتفصيل تراث عُمان الغني، والتنمية الاقتصادية الرائعة، ويسعى المتحف إلى إبراز الطابع الفريد لسلطنة عُمان، والتعريف بمعالمها البارزة وتاريخها العريق ونهضتها، التي تشهد تقدمًا مستمرًّا في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه -.

وتُعد مجلة "العالم الدبلوماسي" مجلة دولية ربع سنوية تصدر- رقمية ومطبوعة- في مدينة بروكسل ببلجيكا، وتربط بين السياسة والدبلوماسية والأعمال التجارية والمالية والفن والثقافة في العالم، وتُمثل واجهة حصرية بين صُنّاع القرار في الأوساط الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية.

تعليق عبر الفيس بوك