الدروس الخصوصية.. سوس ينخر في عظم المنظومة التعليمية وسط غياب الرقابة

عبري- ناصر العبري

أكد أولياء أمور أنّ الدروس الخصوصية بمثابة السوس الذي ينخر في عظم المنظومة التعليمية، لاسيما في ظل غياب الرقابة على من يقدمون هذه الدروس، وطالبوا الجهات المعنية وفي مقدمتهم وزارة التربية والتعليم بالوقوف بكل قوة في وجه هذه الظاهرة التي تضر بالطالب والعملية التعليمية على السواء.

وقال عبد الكريم بن سالم بن عبيد العلوي إنّ الدروس الخاصة التي يُقدمها بعض الوافدين في منازلهم الخاصة، وتكون بطريقة غير قانونية ولا مرخصة من أيّ جهة تدريس، وربما قد تتسبب هذه الدروس الخصوصية في نتيجة عكسية بمستوى الطلاب، وعلى نقيض ما يأمله أولياء الأمور.

وأضاف أن بعض الذين يقدمون الدروس الخصوصية غير مؤهلين وغير مثقفين، ويقدمون دروسًا في مختلف المناهج، ولمختلف الفئات العمرية، في مشهد يؤكد عدم اهتمام هؤلاء بمستقبل الطلاب أو عنايتهم بالمعرفة العلمية. وتابع إنه مع تزايد أعداد المعلمين العمانيين وارتفاع نسب التعمين في التربية والتعليم، بدأ عدد من الوافدين في البحث عن مصدر رزق آخر لهم بعد المدرسة، فأخذوا يقدمون الدروس الخصوصية دون النظر إلى مستقبل الطلاب، أو الأخذ في الاعتبار مسألة التعليم وأهمية أن يقدم بطريقة صحيحة تخدم الطالب ولا تضره.

ودعا العلوي إلى أهمية أن يتعاون أولياء الأمور مع توجهات الحكومة والقضاء على الدروس الخصوصية.

وقالت سميرة العلوية إن الدروس الخصوصية تندفع إليها الأسر كلما شعرت أنّ الطالب تراجع مستواه التعليمي، لاسيما في المرحلة الثانوية العامة، كما أنّها لم تستثن طلاب الصفوف المُتقدمة مثل الرابع والخامس والسادس الابتدائي.. وأوضحت أن الأهالي يرغبون في حصول أبنائهم على الدروس الخصوصية اعتقادا منهم أنها ستسهم في رفع مستوى الطلاب التعليمي، لكن ذلك لا يحدث في الأغلب، نظراً لأن من يقدم هذه الدروس لا يهدف سوى للربح المادي.

ولفتت إلى أن المسألة تحولت إلى تجارة رابحة للبعض، فيستغلون رغبة أولياء الأمور في حصول أبنائهم على المعرفة المفيدة والتحصيل الدراسي المتقدم، فيقدمون هذه الدروس بمبالغ مالية دون الاهتمام بجوهر الرسالة التعليمية.

وقال عوض بن مرهون الغافري إن الدروس الخصوصية هي أحد الأساليب التي ابتكرها بعض المعلمين الذين لا يقدرون العملية التربوية، وما قد تسببه هذه الدروس من تراجع في مستوى الطلاب وزيادة الاتكالية لديهم، وباتت الدروس الخصوصية أداة لزيادة الدخل المادي للمعلم، كما أنها تغرس في نفوس الطلاب عدم الاهتمام بدروس المدرسة وعدم الاكتراث بأيّ شيء يود المعلم في المدرسة توصيله وتسهيله في شرح المادة لأنّه هو على يقين بأن لديه معلم آخر ينتظره ليقوم بتسهيل المادة له، وإعطائه المعلومة المفيدة في الامتحان. وتابع الغافري أنّ هذا الطالب وولي أمره نسيا أنّ هذا المعلم الذي جاء للبيت لم يأتِ إلا للحصول على المادة واكتساب قوته لزيادة دخله، داعياً أولياء الأمور إلى التنبه وأخذ الحيطة وتحذير أبنائهم من أن الدروس الخصوصية وسيلة خاطئة من الممكن أن يعتاد عليها الطالب ولن يستفيد منها.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة