اشادة دولية بإنجاز منتخبنا الوطني للكرة الشاطئية

مسقط - أحمد السلماني

أشاد الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا بالإنجاز الكبير الذي حققه منتخبنا الوطني لكرة القدم الشاطئية بعد تتويجه بلقب آسيا وصعوده لكأس العالم المزمع إقامته في البرتغال خلال الصيف الحالي، حيث جاء في موقعه، أنّ منتخب عمان كتب اسمه بأحرف ذهبية في سجلات كرة القدم الشاطئية فخلال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم البرتغال 2015 ضرب عدة عصافير بلقب واحد، التأهل للمرة الثانية للنهائيات العالمية، التتويج للمرة الأولى باللقب الآسيوي، وأخذ مكانه بين كبار القارة الآسيوية، إضافة إلى كسب جيل قوي قادر على جعل الأحلام الصعبة أمراً يمكن تحقيقه على أرض الواقع.

وأضاف الموقع أنّه على الرغم من أن منتخب السلطنة لم يتوج بأي جائزة فردية لكنه أحرز اللقب الجماعي (المركز الأول) ويعود ذلك لحالة الانسجام الكبيرة التي تميّز بها اللاعبون طيلة لقاءات التصفيات، وأكد القائد هاني الضابط في حوار حصري مع FIFA.com عقب حسم التأهل ثم الفوز باللقب الآسيوي هذا الأمر بقوله: نملك فريقاً يتميز بقوة اللعب الجماعي، نلعب منذ عدة سنوات ونعمل على تنفيذ تعليمات المدرب هذا أمر هام في إنجازنا. كنا نلعب لتحقيق هدف أكبر من الجوائز، التأهل لكأس العالم والفوز باللقب الآسيوي، لم يكن يهم من يسجل الأهداف، كنا ندرك أن هذه مسؤولية الجميع، الهجوم والدفاع ككتلة واحدة هو سر النجاح. وبعيداً عن الرمال، يملك الضابط سجلاً ذهبيًا في تاريخ كرة القدم العمانية، فقد صال وجال فوق المستطيل الأخضر، وهو أحد الأسماء التي حفرت اسمها في تاريخ المنتخب العماني ويعتبر الهداف الأول له، وأحد المهاجمين المرموقين في السلطنة ومنطقة الخليج، تحدث هاني عن انضمامه لمنتخب كرة القدم الشاطئية "هذه السنة الرابعة لي مع منتخب الشواطئ، قررت الإنخراط في هذا اللون من كرة القدم لأنه يكسبني القوة واللياقة ما يمنح الديمومة في ملاعب كرة القدم. بالتأكيد هناك اختلاف كبير بين اللعب على الرمال والعشب كما يختلف الأسلوب والقوانين، لكن سارت الأمور بشكل جيد والحمد لله أنني أقدم ما يطلب مني خلال المباريات، شاركت في كأس العالم رافينيا 2011 والآن كلّي حماس للمشاركة الثانية في البرتغال 2015.

وعلاوة على اللقب كان منتخب عمان أفضل القوى الهجومية، حيث أنهى التصفيات الآسيوية برصيد تهديفي بلغ 32 هدفا ولم يتعرض للخسارة إذ حقق خمسة انتصارات وتعادل في النهائي قبل حسم اللقب بركلات الترجيح. هذه الحصيلة الكبيرة كانت مؤشراً على ما يتمتع به العمانيون من خيال هجومي خصب، ولكن من يتابع التكتيكات الهجومية سيدرك أنها ارتكزت كثيرا على وجود هاني في المقدمة، حيث يقوم بنفس الحركات التي تعوّد عليها طيلة سنوات فوق المستطيل الأخضر، الاختباء خلف الدفاع ثمّ الخروج لاستلام تمريرات قصيرة من الزملاء أو طويلة من الحارس ومن ثم تهيئة الكرات، كانت تلك المهام المنوطة بالقائد الخبير، ويشرح الضابط هنا "بالتأكيد كنت أقوم بكثير من الأدوار التي تعودت عليها في الملاعب، كل الجمل التكتيكية هي مدروسة في التدريبات ونقوم بتطبيقها بشكل جيد في المباريات، وتسجيل الأهداف ثمرة هذا الجهد.

وفي غمرة الاحتفالات باللقب، قال المدرب طالب الثانوي ردًا على سؤال عن أهميّة وجود هاني الضابط في الفريق فأكد "هو لاعب كبير ويملك الخبرة والمهارة التي تؤهله لأن يكون حجر الأساس في عملياتنا الهجومية، لديه أسلوب مختلف للتعامل مع الدفاع المنافس ووجوده مفيد لنا، نشكره على ما يقدم للمنتخب ونأمل منه المزيد في العرس العالمي.

ومنذ بدء تصفيات آسيا في العام 2006 لم تسنح لمنتخب عمان سوى فرصة وحيدة للمنافسة على اللقب، حين بلغ النهائي في التصفيات التي جرت على ترابه في العام 2011، يومها كان قد ضمن التأهل لنهائيات رافينيا الإيطالية، لكن حلم معانقة اللقب انتهى أمام الساموراي الياباني بالخسارة 1-2 في المشهد النهائي، ولكن هذه المرة أتى العمانيون بنوايا واضحة.

وأضاف المدرب: لدينا قصة مع التأهل لكأس العالم، لم يحالفنا الحظ في تحقيق هذا الأمر في التصفيات المؤهلة إلى دبي 2009، فقد أحرزنا المركز الثالث، لكن التأهل كان من نصيب طرفي النهائي (اليابان والبحرين، والمقعد الثالث من نصيب الإمارات المستضيفة) وعندما استضفنا التصفيات الآسيوية في مسقط العام 2011 كان هدفنا الأول هو التأهل لكأس العالم للمرة الأولى، وحققنا الهدف ولكن لم نتمكن من هزم اليابان في النهائي وضاع اللقب علينا. وفي التصفيات الماضية نحو تاهيتي 2013 لم تكن تعليمات التصفيات منصفة لنا، حيث تأهل فقط أوائل المجموعات للأدوار النهائية، ولذلك عدنا هذه المرة في تصفيات 2015 بعزيمة مضاعفة وهدفين لا نقبل التنازل عن أحدهما، الأول التأهل من جديد للنهائيات العالمية في البرتغال والثاني إحراز اللقب الآسيوي مهما كان المنافس.

وأضاف المدرب عقب التتويج: بعد مشوارنا في الدور الأول وتوالي الانتصارات ثم الفوز على الصين بفارق كبير في ربع النهائي، أدركنا أننا على بعد خطوتين مما نريد، مواجهة لبنان في نصف النهائي كانت مثيرة للغاية وفي كل مرة نتقدم بها نقبل التعادل، لكن الإصرار والرغبة منحنا القوة لتحقيق هدف حاسم في اللحظات الأخيرة. وفي اليوم التالي لم نقع في شرك الفرح إثر التأهل، ولم ترهبنا مواجهة اليابان من جديد في النهائي، وأعتقد أننا قدمنا عرضا تكتيكيا متميزاً، تقدمنا بهدف لوقت طويل قبل أن يدرك اليابانيون التعادل، ومع خوض ركلات الترجيح كانت الثقة هي الطاغية على أداء اللاعبين، ونجحنا في تحقيق ما نريد بفضل قوة الإرادة.. الفوز باللقب كان أمراً رائعاً لن ينسى من الذاكرة.

وفي الظهور الأول لمنتخب عمان بنسخة رافينيا 2011 لم تمض الأمور بالطريقة الصحيحة، لعل نقص الخبرة كان السبب الرئيسي لتلقي ثلاثة هزائم والخروج من الدور الأول، لكن بعد أربع سنوات منذ تلك البطولة سيتوجه "الأحمر" للمشاركة الثانية بظروف مختلفة.

ويذكر المدرب الثانوي أسباب الثقة التي تدعو للتفاؤل بقوله: دوما تحتاج للخبرة، ولم نكن على دراية بكافة التفاصيل التي سنواجهها في كأس العالم عندما ذهبنا إلى رافينيا الإيطالية، ولكن أعتقد أن الأمور ستختلف كثيراً، حيث خضنا العديد من المنافسات منذ ذلك الوقت وواجهنا الكثير من الظروف، كما أننا نتوق للمشاركة الثانية وتغيير الصورة، وذلك كان الحافز الدائم لنا خلال عملنا المتواصل، ولعل إحراز اللقب سيضفي المزيد من الثقة على الفترة المقبلة. وأضاف: لدينا عدة أشهر قبل التوجه للبرتغال، سنعمل على برنامج إعدادي لائق لمستوى الحدث الكبير، سنحافظ على لياقتنا البدنية ونطور أسلوبنا، سنحاول مواجهة بعض المنتخبات الكبيرة، ونتطلع للتواجد في كأس العالم بشكل جديد، هدفنا الأساسي هو اجتياز الدور الأول وترك بصمة وذكرى طيبة هناك.

تعليق عبر الفيس بوك