شهاب بن طارق: نأمل أن يشكل الحدث دافعاً لأبنائنا نحو المزيد من الابتكار والإبداع
أيمن الحوسني: التقنيات الموظفة في هذا المشروع ستكون مصدر إلهام لتبني مشاريع الطاقة المستدامة
الرؤية - نجلاء عبدالعال
استقبل مطار الدولي مسقط مساء أمس الإثنين الطائرة الشمسية "سولار امبلس2" في أولى محطات رحلتها التاريخية حول العالم وذلك بعد انطلاقها من أبوظبي صباح أمس نفسه في رحلة استغرقت قرابة 12 ساعة.
ونظّم مطار مسقط احتفالية خاصة لاستقبال هذا الابتكار التقني الفريد من نوعه عالمياً، تحت رعاية صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد، مستشار جلالة السلطان، حيث كان معاليه في استقبال كابتن طائرة "سولار امبلس 2" برتراند بيكارد بعد هبوطها وكان برفقته سعادة الدكتور محمد بن ناصر الزعابي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطيران المدني والشيخ أيمن بن أحمد الحوسني المدير العام لمطار مسقط الدولي إلى جانب عدد من المسؤولين.
وتعتبر السلطنة المحطة الأولى لـ "سولار أمبلس 2 " في رحلتها التاريخية التي ستجوب العالم قاطعة مسافة 35000 كلم، تتوقف خلالها في 12 محطة فقط، ويقود الطائرة بالتناوب الطيّاران السويسريّان برتراند بيكارد وأندريه بورشبرج. وقد صممت "سولار امبلس2" للطيران ليلاً ونهاراً باستخدام الطاقة الشمسية فقط التي يتم تجميعها من الخلايا الشمسية التي زودت بها الطائرة، والتي تتحول إلى طاقة كهربائية يتم تخزينها في بطاريات خاصة من الليثوم.
وقال صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد: نحن فخورون بأن تكون سلطنة عمان هي المحطة الأولى لاستقبال "سولار امبلس2" في هذه الرحلة العالمية، وهذا الحدث بالغ الأهميّة يترجم سعينا نحو تحقيق الاستدامة لمستقبل صديق للبيئة من خلال استخدام الطاقة النظيفة، في الوقت الذي يحمل فيه رسالة هامة جداً على صعيد تحفيز الأجيال الجديدة من العمانيين على التفكير الإبداعي والنظر للمستقبل برؤية تختلف عن السائد النمطي، حيث إن التحدي اليوم أمام الجميع يكمن في تطوير رؤيتنا للمستقبل واقتحام هذه العوالم متسلحين بالعلم والمعرفة والقدرة على الابتكار والإبداع لإثبات حضورنا وتأثيرنا في مسيرة بناء الحضارة الإنسانية، وهذا ما تختصره بصورة مذهلة تجربة الطيارين بيرتراند بيكارد، وروجيه بورشبيرج مع سولار امبلس 2، ولهذا يسعدنا استضافتهم هنا في مسقط ليشاركونا تجربتهم الفريدة في خدمة البشرية جمعاء.
من جانبه قال الشيخ أيمن الحوسني المدير العام لمطار مسقط الدولي إنّ استقبال مطار مسقط الدولي لـ "سولار امبلس 2 " إنما هو رسالة للأجيال القادمة من العمانيين، بأن الوقت قد حان للتفكير بشكل مختلف وأن علينا جميعاً أن نجعل الابتكار والاستدامة جزءاً من حياتنا اليومية والأساس الذي نبني عليه المستقبل، وعلينا جميعاً أن نستعيد أمجاد العمانيين الأوائل الذين ابتكروا الأفلاج قبل أن يعرف العالم تقنيات الري بقرون طويلة ووصلوا بسفنهم أقاصي الأرض حاملين معهم الثقافة والتاريخ العماني العريق.
من جهته قال سعادة كريستيان وينتر السفير السويسري في سلطنة عًمان: نحن سعداء بوصول سولار أمبلس 2 إلى أرض السلطنة التي تربطنا معها علاقة خاصة جداً، وأضاف: لقد دعمت الحكومة السويسرية والقطاع الخاص في سويسرا هذا المشروع منذ بدايته الأولى قبل 13 عاماً، وذلك انطلاقاً من إيماننا بضرورة تمهيد الطريق أمام الأجيال القادمة لاستخدام الطاقة المتجددة، ونحن فخورون اليوم أن نكون باستقبال نتيجة هذه الجهود التي استمرت لأكثر من عقد من الزمن، وبالتحديد هنا في عُمان، البلد الذي يعي تماماً أهميّة البيئة ويدعم كافة الجهود التي تسعى إلى حمايتها".
من جانبه قال الطيار برتراند بيكارد حول الوصول إلى المحطة الأولى من رحلتهم حول العالم على متن الطائرة الشمسية: "استطعنا أن نكمل الجولة الأولى من رحلتنا حول العالم على متن "سولار امبلس2" بنجاح، ونحن نهدف إلى نشر رسالة مهمة وهي أنّ التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة بإمكانها أن تصنع المستحيل، كما نتطلع إلى أن يتفهّم الشباب العماني وكذلك القادة في مختلف المؤسسات، وصناع القرار بأن ما يمكن للطاقة الشمسية أن تحققه على الأجواء يمكن تحقيقه وتطبيقه أيضاً على مستوى الحياة اليومية.
وأضاف: "إن التوقف عبر محطات خلال جولتنا تتيح لنا فرصة التواصل مع الحكومات ووسائل الإعلام والمدارس والجامعات في كل دولة من الدول التي سنتوقف فيها، حيث نهدف إلى إبراز أن التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة بإمكنها أن تحقق المستحيل.
هذا وستنطلق الطائرة بعد إقلاعها من مطار مسقط لاحقاً باتجاه أحمد أباد و فاراناسي، ثم إلى الهند وماندالاي ومينمار، ومن مينمار ستواصل الطائرة رحلتها إلى كل من الهملايا وشمال الصين لتقف في تشونغ تشينغ قبل مواصلة رحلتها إلى نانجينغ حيث من المتوقع أن تستغرق الرحلة 20 ساعة، وبعد عبور المحيط الهادي عبر هاواي في رحلة تستغرق 5 أيام، ستواصل سولار امبلس رحلتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث ستتوقف في ثلاث محطات وهي فينيكس وأريزونا، ونيويورك وبعد عبور المحيط الأطلسي ستكون المحطة الأخيرة في جنوب أوروبا أو شمال أفريقيا قبل عودتها إلى أبوظبي في نهاية يوليو أو بداية أغسطس من العالم الجاري.