المعتصم البوسعيدي
نقترب من ختام عام 2025م، ونعود بمرآة الذاكرة القريبة والبعيدة إلى أحداث كرة القدم العمانية؛ لنرى المشهد وما نحن مقبلون عليه في عام 2026م، لا مجال للعاطفة في التقييم، ولا للتبرير، ولا لإخلاء المسؤولية، حتى لا نقع في فخ التنظير، وحكايات (الخير جاي).
حلم كأس العالم تبخر، وتطاير بين اتحادين، وتطاير مع صراع التدريب الأوروبي والمحلي والعالمي، وتطاير مع حملة (كلنا معك) ونحن قلوبنا شتى، وتطاير مع عدالة آسيوية لا ميزان لها، ولاعب آخر بقصة جديدة –متكررة– نحو الاعتزال من الباب الضيق؛ فنحن لا نتقن الوداع الجميل، وتطاير الحلم مع جماهير فقدت صوابها بالبكاء العلني بصورة درامية غير محبذة، لكنها تطل من معاني الوفاء في مدرجات (بوشر) أو مدرجات الزاوية النسبية في (الدوحة) الشقيقة.
لم يكن حلم كأس العالم وحده الذي تبخر؛ بل سارت منتخبات الفئات السنية على نفس الدرب، فقدنا البوصلة، وتهنا في دروب التغيير، ولم نعرف الأولويات، وتناثرت كرتنا في شتات (ماذا نريد)، ودخلنا النفق الأشد ظلمةً بعدما كنا في الأقل ظلمة، ونحن نبحث عن بصيص الأمل، وفاتورة ذلك تزداد دون ثمن مدفوع، إلا من حسرات.
بدأنا بدوري النخبة، ثم ما لبثنا أن دخلنا في دوري (جندال)، والأمر جيدٌ في ظاهره، لكن قطار دورينا لا يزال يمشي (بالفحم) في زمن "المترو" السريع، وأصبحنا نتقن موضة البيانات والأخبار الصفراء، و"الفأر" هاربٌ من صناعتنا الرياضية، وحتى منافسة أنديتنا في دوريات قارتنا الفقيرة، لم ننجح في شراء نجاحها "بثمن بخس"، مع رجاء بالتوفيق فيما تبقى من مزاد لا نملك فيه قوة (المزايدة).
سيطل علينا كأس العرب، ونحن نلعب الملحق مع الشقيق المنتخب الصومالي، ولا نملك أفضلية شيء، إلا الانتظار. فهل سنذهب إلى الدوحة؟ أم نستمر في عام الحزن الكروي، الذي سيمر كغيره من الأعوام، والأماني معلقةٌ على أحلام مؤجلة، وسط واقع لا يتحرك؟
