الرؤية- أحمد السلماني
رغم خسارته أمام المنتخب الإماراتي، خرج منتخبنا الوطني مرفوع الرأس بعد أداء بطولي جسّد روح القتال والانتماء، وأكد أن “الأحمر الكبير” ما زال في قلب المنافسة على بطاقة التأهل، بانتظار نتيجة مباراة الإمارات وقطر يوم الثلاثاء المقبل، التي ستحدد مصيره في بلوغ الملحق الآسيوي الأخير المؤهل لكأس العالم 2026.
القراءة الفنية للمباراة أوضحت أن منتخبنا قدّم شوطًا أول مثاليًا من حيث التنظيم والانتشار والتوازن بين الدفاع والهجوم، لكن الشوط الثاني شهد تراجعًا واضحًا في الأداء نتيجة انخفاض اللياقة البدنية وارتفاع معدل الإجهاد بعد خوض مباراتين حاسمتين خلال 72 ساعة فقط.
هذا التراجع التكتيكي، إلى جانب الانكماش الدفاعي المبالغ فيه، منح المنتخب الإماراتي فرصة السيطرة على مجريات اللقاء، ما رجّح كفته في الدقائق الأخيرة. ومع ذلك، أظهر لاعبو منتخبنا التزامًا وانضباطًا تكتيكيًا عاليًا وروحًا قتالية لافتة حتى صافرة النهاية، نالت إشادة واسعة من المحللين والنقاد الذين أكدوا أن “الأحمر” لم يخسر فنيًا بقدر ما خسر بدنيًا.
ويرى الخبراء أن الأداء العُماني كان منضبطًا في فترات طويلة من اللقاء، وأن الفريق يمتلك هوية واضحة ومشروعًا تطور كثيرًا تحت قيادة البرتغالي كارلوس كيروش، الذي نجح في بناء مجموعة قادرة على المنافسة القارية والدولية متى ما توفرت ظروف إعداد مثالية.
وأكدت القراءات التحليلية أن المنتخب بحاجة إلى تحسين جانبي الاستحواذ والارتداد السريع للحفاظ على التوازن بين الدفاع والهجوم، خاصة أمام المنتخبات التي تملك إمكانيات بدنية عالية.
أما على صعيد الحسابات، فما تزال حظوظ منتخبنا قائمة في التأهل، إذ يحتاج إلى فوز الإمارات على قطر بهدف نظيف أو أكثر ليضمن “الأحمر” المركز الثاني المؤهل للملحق الآسيوي الأخير. وفي حال تعادل المنتخبين، فإن الإمارات ستتأهل مباشرة إلى كأس العالم، بينما تذهب بطاقة الملحق إلى قطر، لتتلاشى بذلك آمال منتخبنا نهائيًا.
وبحسب نظام التصفيات، فإن ثاني المجموعة “A” يواجه ثاني المجموعة “B” بنظام الذهاب والإياب خلال شهر نوفمبر المقبل، والفائز يتأهل إلى “الملحق العالمي” في مارس 2026، حيث يلتقي مع وصيف ملحق اتحاد الكونكاكاف، والفائز من هذه المواجهة يواجه منتخبًا إفريقيًا يوم 31 مارس، لتحديد المتأهل الرسمي إلى مونديال 2026.
ويضم الملحق العالمي 6 منتخبات تتنافس على آخر مقعدين في كأس العالم، وهي: منتخبان من أمريكا الشمالية، ومنتخب من آسيا (الفائز من الملحق الرابع)، وآخر من إفريقيا، ومنتخب من أمريكا الجنوبية (بوليفيا)، وآخر من أوقيانوسيا (كاليدونيا الجديدة).
وتُصنّف المنتخبات وفق ترتيبها في تصنيف “الفيفا”، بحيث تخوض المنتخبات الأربعة الأقل تصنيفًا مواجهتين نصف نهائية، بينما يتأهل الأعلى تصنيفًا مباشرة إلى النهائي، والفائزان من النهائيين ينالان بطاقتي التأهل للمونديال.
وبينما يترقب الشارع الرياضي العُماني مواجهة “الأبيض” و“العنّابي” بشغف، يبقى الأمل حاضرًا في أن تمنح نتيجة الجولة الأخيرة الأحمر فرصة جديدة لمواصلة الحلم، فالفريق وإن خسر مباراة، إلا أنه كسب احترام الجميع بعطائه وروحه وإصراره على كتابة التاريخ من جديد.