نطمح لرؤية أكاديمية السلطان هيثم الرياضية

 

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

في ظل ضعف دورينا بين أقرانه في المنطقة لأسباب نعلم بعضها ونجهل الكثير منها ورغبة من الشعب العُماني في البقاء في دائرة المنافسة الخليجية والآسيوية وحتى العالمية؛ وذلك لأننا نمتلك القدرات والمواهب ونؤمن بها إيماناً شديداً وحقاً وغير منقطع النظير فإننا لم نجد أمامنا سوى أن نلوذ ونطمح ونتطلع لإنشاء أكاديمية السلطان هيثم الرياضية؛ فهي الأمل المعقود والمبتغى والقصد والطموح وعندما نقول الأكاديمية الرياضية فإننا ننظر للتجارب الناجحة التي حققها هذا التوجه في العديد من الدول والمؤسسات الرياضية في العالم، فمثلاً أكاديمية محمد السادس لكرة القدم في المملكة المغربية الشقيقة والتي تم افتتاحها عام 2009؛ حيث تعاونت المملكة فيها مع أندية عالمية إسبانية وفرنسية، إضافة إلى شراكات مع جامعات ومعاهد رياضية دولية وعالمية.

وساهمت في إعداد لاعبين تم تصديرهم إلى أوروبا والعالم وانضمامهم لأعرق الأندية العالمية وقد تم الاستفادة منهم مع منتخب المغرب الذي حقق المركز الرابع في بطولة كأس العالم الأخيرة التي أجريت في دولة قطر الشقيقة عام 2022 في أول إنجاز للمملكة وللعرب في هذا المركز وإن كان يمكن أن يكون أفضل مما كان.

وهاهم أسود الأطلس يتأهلون إلى كأس العالم 2026م، للمرة الثالثة على التوالي ويعودون لأمريكا للمرة الثانية بعد عام 1994م وكل مرة بفريق شاب جديد يختلف عن الفريق السابق بنسبة خمسين بالمئة أو أكثر .

إن الدوري المغربي ليس أقوى من نظرائه في مصر وتونس والجزائر والسعودية وقطر والإمارات وفي العديد من دول العالم، ولكن مخرجات هذه الأكاديمية عوضت عن المنجزات والدوريات؛ بل وتصدرتها وصوبت ما فقده الدوري المحلي من مقومات.

وإذا أردنا أن نسترسل في هذا الموضوع فهناك أكاديمية ريال مدريد التي لها فروع في عدد من الدول العربية والتي بدأت تصدر لاعبيها إلى أفضل الأندية العالمية الكبيرة وبالملايين، وكذلك أكاديمية برشلونة التي تعرف باسم "لا ماسيا" وهي من قدمت ليونيل ميسي والعديد من المشاهير العالميين وبأعلى الأثمان من الدولارات واليوروهات.

والأمثلة كثيرة ومتعددة في هذا التوجه سواءً في غرب الدنيا أو حتى في شرقها.

وعليه.. نأمل أن نشاهد في سلطنة عُمان أكاديمية السلطان هيثم الرياضية، ليست في كرة القدم فقط وإن كان هذا النشاط هو الأهم والمعول عليه، ولكن في جميع الرياضات، ويمكن هنا التعاون مع العديد من الأندية العالمية والجامعات والمعاهد الدولية لتحقيق الفائدة المرجوة لكل الأطراف وهذا إلى جانب إنه إعداد بشري رياضي فإنه يمكن استغلاله استثماريًا إذا تم التنسيق الجيد مع الجهات المعنية في العالم فقد أضحت الرياضة ذات مردود مالي، إضافة إلى تحقيق المراد المعنوي المطلوب والتعريف للبلد عالمياً فالرياضة في زمننا هذا أكبر مستويات الاستثمار العالمي على الإطلاق.

وعسى يا رب أن نرى عُمان ولاعبيها على المنصات الخليجية والآسيوية والدولية، وربنا القادر على تحقيق ذلك، خاصة ونحن نعيش النهضة الهيثمية المتجددة في جميع مجالاتها، وسلطاننا ولله الحمد والمنة رياضيّ من الطراز الرفيع، كما إنَّ صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد يشغل منصب وزير الثقافة والرياضة والشباب.

حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها.

الأكثر قراءة