سالم بن نجيم البادي
سوف يضيع أمان المسرّح وعائلته، وستزداد أعداد المعوزين والفقراء في المجتمع. كما ستلتحق قوافل المسرّحين من العمل بأقرانهم الباحثين عن عمل. وبدلًا من حلحلة أزمة الباحثين عن عمل، سيزداد الأمر سوءًا، إذ إن جمع أعداد الباحثين عن عمل مع أعداد المسرّحين سيؤدي إلى رقم مهول ينذر بأزمة وطنية تتطلب تدخلًا سريعًا، فهي تتصاعد عامًا بعد عام، ومع كل حالة تسريح جديدة.
لسان حال المسرّحين من العمل يقول: إلى متى؟ إلى متى نظل ندور في حلقة مفرغة، وجدال عقيم، وأقوال لا تتبعها أفعال؟ إلى متى تبقى الأفكار الإبداعية حبيسة الأدراج ولا تجد من ينفّذها على أرض الواقع؟
لقد سئموا من "محلك سر"، فلا جديد تحت الشمس، وقضيتهم بلا حل جذري.. ومسلسل التسريح الدراماتيكي الطويل مستمر، وحلقاته لا نهاية لها.
إن الأمر جدّ خطير ولا يحتمل التأجيل.. افعلوا شيئًا من أجل المسرّحين عن العمل، ومن أجل وحدة وأمن واستقرار المجتمع، قبل أن يحدث ما لا تُحمد عقباه -لا قدّر الله.
إن قرار إلغاء منفعة الأمان الوظيفي عن المسرّحين ستكون له عواقب وخيمة على المسرّح وأسرته والمجتمع.. المسرّحون من العمل كُثر، وينتشرون في جميع مناطق الوطن، ويعيلون أسرًا بأكملها.
فمن يضمن ألا يتحوّل بعضهم إلى سلوكيات خارجة عن القانون؟
ومن يضمن ألا يصبحوا عبئًا على المجتمع، وصيدًا سهلًا لشياطين الإنس والجن؟
الغلاء فاحش، ومتطلبات الحياة كثيرة، والجوع كافر، والحاجة "تسوّد الوجه" كما يُقال، والشيطان شاطر.. ومن لا يستطيع توفير لقمة العيش له ولمن يعول، قد يفعل كل ما في وسعه، بطرق مشروعة أو غير مشروعة.
إن المسرّحين عن العمل معرّضون للإصابة بالاكتئاب، واليأس، والانطواء، والشعور بالنقص، وقلة الحيلة، والزهد في الحياة، وفقدان الشغف، والرغبة في الهروب من واقع مرّ، ومن مطالب الأطفال والأسرة التي لا تنتهي، والتي يعجز تمامًا عن تلبيتها.
هذه صرخة مدوية يطلقها المسرّحون عن العمل، صرخة ألم وخوف من مصير مجهول.. لا توقفوا صرف منفعة الأمان الوظيفي، من أجل المسرّح، ومن أجل صون كرامته.. لا تجعلوه يصل إلى مراحل التوسل، والتردد على مقارّ الفرق الخيرية، وأهل الإحسان، ولجان الزكاة.
لا تدفعوه إلى بثّ مقاطع استجداء في وسائل التواصل الاجتماعي، أو إلى الوقوف في ساحات المحاكم بسبب تراكم الديون عليه وعجزه عن سدادها، ثم يُساق إلى السجن.
هل وصلت الصرخة؟.. اللهم إني بلّغت، اللهم فاشهد.