في ذكرى رحيله.. الكلباني رمزٌ وطنيٌ خلدته ميادين الشرف

 

 

ناصر بن حمد العبري

في صفحات التاريخ العُماني، تلمع أسماءٌ لا تُنسى، رجالٌ نذروا أعمارهم للوطن، وتركوا بصماتهم في الوجدان الشعبي والعسكري والوطني. ومن بين هؤلاء القادة الكبار، يسطع نجم الفريق الركن خميس بن حميد بن سالم الكلباني، أحد رموز الكفاءة والانضباط والوفاء في قوات السلطان المسلحة.

تمر ذكرى وفاته، في الحادي والعشرين من يونيو، ليبقى هذا التاريخ محفورًا في ذاكرة كل من عرفه أو عمل معه، أو سمع عن سيرته العطرة التي امتدت من سهول الظاهرة إلى أعلى مراتب الشرف العسكري في السلطنة.

وُلد الفريق الركن خميس الكلباني في السابع من يوليو عام 1947 ببلدة العارض في ولاية عبري، وبدأ مسيرته العسكرية مبكرًا حين التحق في 27 يونيو 1961 بالجيش السلطاني العُماني. حيث أثبت كفاءته واستحق الترقية إلى رتبة ضابط في أبريل 1973، قبل أن يتدرج بثباتٍ وثقة في سُلّم الرتب والمناصب، حتى تقلّد رتبة "فريق" في ديسمبر 1990، متوَّجًا مسيرته بتعيينه رئيسًا للأركان.

لم تكن مسيرته العسكرية عادية، بل اتسمت بالحكمة والقيادة والتخطيط الدقيق. إذ شارك في دورات تدريبية متقدمة في عُمان والمملكة المتحدة والسودان، شملت القيادة والأركان واللغة والوسائل التعليمية. وكان أبرزها الدورة الملكية للدراسات الدفاعية في لندن عام 1990، وهي من أرفع الدورات العسكرية في العالم.

خارج الثكنات، كان الراحل مثالًا للإنسانية؛ إذ لم يبخل بعطائه على أبناء وطنه، وكانت يده ممدودة لكل محتاج، ولسانه لا يفتر عن الدعوة إلى التضامن الاجتماعي. كما ترأس الاتحاد العُماني للرماية، وجمعية الجيش السلطاني، مجسدًا التوازن بين العمل العسكري والحياة الاجتماعية والثقافية.

اليوم، وبينما نترحَّم على هذه القامة الوطنية، فإننا نؤكد أنَّ أمثال الفريق الركن خميس الكلباني يجب أن تُخلَّد في مناهج التعليم، وفي الندوات الثقافية، وفي برامج الإعلام الوطني، ليظل الجيل الجديد على صلة برجالات الوطن الذين صنعوا مجده وساهموا في بناء مؤسساته.

إنه ليس مجرد اسم في سجل الأوسمة؛ بل قصة وطن، تُروى بفخرٍ في كل بيتٍ عُماني.

الأكثر قراءة