رفيق درب أم ظل؟!

 

 

عائض الأحمد

يعتقد البعض بأن أهميته تفوق من حوله، ويظن "خيرًا" بأنه محور الكون، وعلينا أن نؤمن بما يعتقده، ونسلّم له صدقًا بكل أحلامه وأمنياته، والسعي في مسعاه لنيل العلا وسهر الليالي لن يصيبه وحده؛ فنحن شركاء السهر، وهو حاصد النجاح وولي أمره!

ينسى أن العلاقات ليست عبودية فكرية، ولا طقوس ولاء مستمر، بل شراكة وجدانية وإنسانية تقوم على الاحترام المتبادل والاعتراف بجهود الآخرين. من ظنّ أن الآخرين يُولدون لتدعيم أناه، فهو لم يرَ فيهم إلا مرايا تعكس صورته، لا أفرادًا بأحلامهم، بتعبهم، برغباتهم التي لا تقلّ قيمة عن رغبته في نيل مبتغاه.

هذا النوع من "المحوريين" يعيش في سجن ذاته، يحكم على العالم من نافذته، لا يسمع إلا صدى صوته، ولا يرى إلا ما يؤكد تفوقه المفترض. لكنه سيسمع يومًا أنين من حوله... وربما بعد فوات الأوان، حين يجد أن تصفيقهم قد خفت، وأن المسافة بينهم اتسعت.

وإن أراد المضي، فلن يكون ذلك كافيًا، سيأتي يومٌ تتعثر فيه قدماه، وحينها ستُلقى اللائمة على خطواته، وعلى الطريق الذي خانه بمنعطفاته الضيقة، ولم يتسع لمركبته المنفلتة، فأسقطها. سيتكاثر الشامتون، ويتساءل العقلاء: لماذا يا بُني؟

لها: تغردين خارج السرب، ولكنك تحت جناحي.

شيء من ذاته: إلى من يظن نفسه كل شيء... لا تنسَ أن الشمس إن اقتربت أكثر من اللازم، تحرق ما ظنته يدور حولها.

نقد: الحرمان مرّ، لكن أقساه أن تكرر أخطاءك، وكأنك لم تذق مرارته من قبل.

 

الأكثر قراءة