أريدُ وظيفة

 

سارة البريكية

الطموح الذي يملأني غريب جدًا، اليقين بالله الذي يسكنني أغرب أيضاً، ورغم مرور أعوام عديدة على نيلي شهادة البكالوريوس، إلا أنني لازلت انتظر الحصول على فرصة وظيفية، دون جدوى، حيث أصبحت الوظيفة في بلدنا كميلاد الحياة الجديدة أو شهادة الوفاة، شيء لا تعرف متى سيتحقق إلا أنَّك مُؤمن بأنَّه سيمر عليك وسوف يتحقق إلا أن الولادة واقع والموت قادم ولكن الوظيفة بين بين!!

نعم أصبح حالنا في سلطنة عُمان كحال الوافد الذي يأتي باحثًا عن عمل ويُفاجأ بأنَّ كفيله لا يوظفه وإنما يُسرحه كي يقتات بجهده وهو الآخر يقتات عليه فيصبح مشتتاً ومحتاجاً وتدعوه الحاجة الماسة لمُمارسة جميع الأعمال المتاحة ومنها جمع كراتين القمامة وأيضاً العُلب، والتردد على حاويات القمامة للبحث عن مواد معدنية أو كرتونية لبيعها لكي يستطيع أن يجد قوت يومه بصعوبة وربما يبيت ليالي عديدة وهو جائع أو يلفه العراء رغم أننا لا نرى ذلك في بلدنا الحبيب إلا إننا نراه صباحاً وظهراً ومساءً كل يوم.

الشمس تخرج بعد ليلة من الأرق لم ينم فيها المحتاج ولم يشعر برغبة في النوم فالمحتاج يفكر طويلاً قبل أن ينام لأنه لا يستطيع توفير أدنى احتياجاته الأساسية من الغذاء والدواء والسلامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية فهو مسؤول عن أسرة في خارج هذا الوطن ومطالب بأن يبعث لهم الأموال متى ما توفرت وبأي طريقة كانت وإن كان الرزق الحلال بسيطاً فهناك أبواب مفتوحة كثيرة ولكن علينا أن نفهم ونعي جيدًا أنَّ هذه الأمور ليست في صالح المواطن ولا المقيم ولا الزائر لذا فلننظر نظرة عطف وإنسانية للجميع على حد سواء.

إن الحاجة الملحة للعمل والحاجة الملحة للوظيفة والحاجة الملحة لكسب المال تجعلنا باحثين عن أمل عن سعادة عن حياة فنحن يحق لنا أن نعيش حياة كريمة دون أن نطلب الناس أعطونا أو منعونا، وللأسف هذا حال أغلب الأسر المعسرة وأغلب الأسر الفقيرة والباحثين عن عمل والمسرحين والعاطلين فهم بحاجة ماسة للعمل كيف يتعامل معهم المجتمع وكيف تكون ردة فعل المجتمع تجاه هذه المشكلة التي يجب أن نجد لها جميعاً حلولاً جذرية فالحياة ليست كما يعيشها الأغنياء فقط إنما هناك كدٌ وسهرٌ وألم.

إنَّ الدرب الذي مشيناه وكان محفوفاً بالورود والأحلام والأمنيات والرغبات والطموحات بات مليئاً بالتحديات والصعوبات والهموم والأشواك والعثرات والترقب الطويل والانتظار والتعب النفسي والجسدي الشديد ولا حياة لمن تنادي.

ومن هنا نناشد المسؤولين أن يقتربوا أكثر من المواطنين والإحساس بما يعانون، خاصة وأن الباحثين عن عمل قد قضوا وقتاً طويلاً في الدراسة وتحصيل العلم، ومروا بظروف صعبة حيث اضطر بعضهم للاستلاف من هذا وذاك كيف يواصل تعليمه وبعضهم مطالب ولا يستطيع رد الدين الذي عليه.

فلننظر نظرة عطف وشفقة إلى فئة الباحثين عن عمل وإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة وإعطاء كل ذي حق حقه لكي يستفيد المجتمع وأن نقضي على مشكلة البطالة ونحاول جاهدين تخفيف معاناة الباحثين عن عمل.

 

الأكثر قراءة