يوم المُعلِّم.. مناسبة وطنية

 

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

تعددت المقالات التي كتبتها في فضل المُعلِّم ومكانته، ولا تفوتني الكتابة دائمًا عن يوم المُعلِّم، ومن المقالات التي أفتخر بها وأعتز بأنها لاقت صدى واسعا واستجابة كريمة هو تمييز المُعلِّمين في يومهم ليكون هذا اليوم مناسبة وطنية وإجازة رسمية لكل الطواقم التعليمية بمدارس سلطنة عُمان، وعسى بأن يتم تعميم ذلك قريبا للمُعلِّمين في الجامعات والكليات والمعاهد، وذلك للمكانة العظيمة والمرموقة التي يتمتع بها المُعلِّم في كل الأمم، فلا تقوم أمة وتتطور وتتقدم بدون المُعلِّم الذي يبني العقول والقلوب ويخرج الأبناء المخلصين الذين بسواعدهم تبني الأوطان فيما بعد، فشكرا من القلب لكل مُعلِّم عُماني قدم نفسه فداء لهذا الوطن العزيز.

إن يوم المُعلِّم العُماني فرصة لتقدير الجهود العظيمة التي يبذلها المُعلِّمون في تشكيل عقول الأجيال القادمة، وإن الاحتفال بهذا اليوم ليس مجرد تقليد؛ بل هو تأكيد على مكانة المُعلِّم في المجتمع ودوره الحيوي في تطوير البلاد، ويتميز يوم المُعلِّم العُماني بخصوصية فريدة؛ حيث يبرز الإسهامات العظيمة التي يقدمها المُعلِّمون في مختلف مجالات الحياة، فالمُعلِّم ليس فقط ناقلا للمعرفة؛ بل هو مربٍّ وموجه وصانع للنجاحات.

ويعكس هذا اليوم التقدير العميق للدور الذي يقوم به المُعلِّمون في بناء المجتمع، ويعبر عن مدى احترامنا لجهودهم في تعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية، وتسهم الحكومة العُمانية بشكل ملحوظ في دعم المُعلِّمين وتعزيز مكانتهم في المجتمع، فما تخصيص يوم إجازة للكوادر التعليمية والتدريسية في هذا اليوم إلا تعبير عن الشكر والامتنان لما يبذلونه من جهود، فهذه الإجازة لا تمثل مجرد يوم راحة؛ بل هي فرصة للمُعلِّمين للاحتفاء بإنجازاتهم والتفكير في كيفية تحسين أدائهم في المستقبل، كما أنها تتيح لهم التفاعل مع زملائهم وتبادل الأفكار والخبرات، مما يعزز من روح التعاون والتكامل بين أعضاء الهيئة التعليمية.

 تتجاوز إسهامات المُعلِّم العُماني حدود الفصول الدراسية؛ حيث يلعب المُعلِّمون دورا رئيسيا في تنمية المجتمع، إنهم يسهمون في تشكيل القيم والاتجاهات لدى الطلاب، ويتعاملون مع قضايا مجتمعية مُهمة مثل التسامح والاحترام والعدالة الاجتماعية، كما أن المُعلِّمين يعملون على تعزيز التفكير النقدي والإبداع، مما يمكن الطلاب من مواجهة تحديات الحياة بشكل أفضل.

ويُمثِّل يوم المُعلِّم العُماني أيضا فرصة لإعادة التأكيد على أهمية التعليم كحق أساسي من حقوق الإنسان، فالتعليم هو المفتاح الذي يفتح الأبواب أمام الفرص، وهو وسيلة للتقدم الاجتماعي والاقتصادي، وإن احتفالنا بالمُعلِّمين هو بمثابة دعوة للتفكير في كيفية تحسين نظام التعليم في عُمان وتعزيز قدرات المُعلِّمين وتوفير البيئة المناسبة لهم لتقديم أفضل ما لديهم.

إنَّ الاحتفاء بيوم المُعلِّم العُماني يذكرنا أيضا بضرورة تقدير الجهود التي يقوم بها المُعلِّمون في ظل التحديات التي تواجههم، فلا يخفى على أحد أن المُعلِّمين يواجهون ضغوطا كبيرة، سواء كانت تتعلق بتوفير بيئة تعليمية ملائمة أو التعامل مع تكنولوجيا التعليم الحديثة، لذا فإنه من المهم أن نكون داعمين لهم ونقدم لهم كل ما يحتاجونه من موارد وتدريب. كما يجب أن نتذكر أن يوم المُعلِّم هو فرصة لتشجيع الطلاب على تقدير مُعلِّميهم، فالتقدير والاحترام هما الأساس في بناء علاقة إيجابية بين المُعلِّم والطالب، ويمكن أن يكون الاحتفال بهذا اليوم فرصة لتنظيم فعاليات مدرسية مثل تكريم المُعلِّمين، وتنظيم ورش عمل للطلاب لتعزيز فهمهم لأهمية دور المُعلِّم في حياتهم.

وختامًا.. إنَّ الاحتفال بيوم المُعلِّم العُماني هو أكثر من مجرد مناسبة سنوية، فهو عبارة عن تكريم حقيقي لجيل كامل من المُعلِّمين الذين يعملون بلا كلل من أجل بناء مستقبل مشرق لعُمان، وهذه المناسبة تدعونا جميعا إلى التفكير في كيفية دعم المُعلِّمين وتعزيز مكانتهم في المجتمع، كما ينبغي علينا أن نشكر الحكومة على تخصيص يوم إجازة لهذا القطاع الحيوي، مما يعكس اهتمامها بالتعليم وحرصها على تقدير جهود المُعلِّمين، فلنحتفل جميعا بالمُعلِّم العُماني، ولنجعل من هذا اليوم فرصة لتجديد العهد بدعم التعليم والمُعلِّمين، لأنه من خلالهم نبني مستقبلا أفضل لعُمان.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

الأكثر قراءة