مسقط والدوحة.. علاقات تاريخية

 

د. أحمد بن علي العمري

قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير دولة قطر- حفظه الله ورعاه- بزيارة دوله إلى سلطنة عُمان يوم الثلاثاء 28 من يناير من عام 2025، وكان في مقدمة مستقبليه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وقد أقيمت لسموه مراسم استقبال رسمية بنكهة عُمانية خاصة؛ تعبيرًا عن المعزة والتقدير والمودة.

وللبلدين علاقات متميزة يُحتذى بها، وحتى في الجانب التاريخي وربما الكثيرون لا يعرفون هذا، أن البلدين تعرضا للغزو البرتغالي، وقد تحررت منه على يد العُمانيين الذين حرروا الخليج من الغزو البرتغالي، في عهد اليعاربة، في منتصف القرن السابع عشر الميلادي. وحتى في مواقفهما الدولية تكاد وجهات النظر تكون مُوحَّدة؛ فكلاهما دعاة سلام، وموقفيهما من القضية الفلسطينية ثابت وراسخ.

تعرف دولة قطر الشقيقة موقف شقيقتها سلطنة عُمان الذي لا يتزحزح ولا يتغير، مهما جرت الأمور بمجرياتها، ولا يتبدل، حتى لو تبدل الآخرون!

وتعرف سلطنة عُمان أن شقيقتها دولة قطر تحمل لها كل الوفاء والتقدير والاحترام على مواقفها النبيلة الثابتة الصامدة صمود الأخضر وسمحان.

لكنني ألاحظ، وربما يتفق معي الكثيرون في عُمان وقطر أن العلاقات الاقتصادية والتعاونية بين البلدين، لم تصل إلى الحد الذي يطمح إليه الشعبان الشقيقان، فعلى الرغم من قيام بعض المشاريع الثنائية، التي تقع تحت تصنيف الخجولة، حسب اعتقادنا إلّا أننا كُنا نتوقع أن تكون المشاريع على المستويات العملاقة والدولية، مثل ما حدث بين سلطنة عُمان ودولة الكويت إن لم يكن أفضل.

وعليه.. فإننا نتطلع لأن يعمل المسؤولون في الدولتين على إيجاد فرص استثمارية كبيرة وذات طابع عالمي، ولا أعتقد أن القادة سوف يعارضون؛ بل سيكونون أول المباركين.

حفظ الله القائدين والبلدين والشعبين الشعبين من كل سوء ومكروه.

وأخيرًا.. خليجنا واحد.. ودربنا واحد.

الأكثر قراءة