◄ تصريحات الرئيس الأمريكي تكشف أطماعه الاستثمارية في غزة
◄ القمم العربية والإسلامية: نرفض التهجير وسنتصدى له جميعا
◄ وزير الخارجية الأردني: موقفنا من تهجير الفلسطينيين ثابت لن يتغير
◄ مصدر مصري: القاهرة متمسكة بموقفها بعدم تهجير الفلسطينيين
◄ المفوضية الأممية: الحديث حول التطهير العرقي أمر غير قانوني وغير أخلاقي
◄ "حماس": أهل غزة تحملوا الموت ولن يتركوا الوطن لأي سبب
◄ "الجهاد الإسلامي": المخططات الأمريكية تشجيع لمواصلة الجرائم بحق الفلسطينيين
◄ "الجبهة الشعبية": الفلسطينيون لن يقبلوا تمرير هذا المخطط
الرؤية- غرفة الأخبار
أثارت دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصر والأردن لاستقبال المزيد من الفلسطينيين من غزة، جدلًا واسعًا على المستوى الشعبي والرسمي في الأوساط العربية، لتصطدم هذه الرؤية بالموقف العربي والإسلامي الموحّد حول رفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
ولقد أكدت القمم الإسلامية والعربية والخليجية رفض تهجير المواطنين الفلسطينيين داخل أرضهم أو خارجها، باعتبارها جريمة حرب وخرق فاضح للقانون الدولي، مؤكدة: "سنتصدى له مجتمعين".
وقال الرئيس الأمريكي في حديث للصحفيين على متن طائرته، إنه "يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين من غزة". وعندما سُئل عما إذا كان هذا اقتراحاً مؤقتاً أو طويل الأجل بشأن غزة، قال ترامب "يمكن أن يكون هذا أو ذاك".
ولقد وصف ترامب غزة بأنها "مكان مدمر"، لافتاً إلى أنه ناقش مع ملك الأردن عبد الله الثاني المسألة ومن المقرر أن يبحثها أيضًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وتابع قائلا: "نتحدث عن 1.5 مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها، وكما تعلمون على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة.. لا أعرف ولكن يجب أن يحدث أمر ما". وأضاف: "لذا، أفضّل التواصل مع عدد من البلدان العربية وبناء مساكن في مكان مختلف حيث قد يكون بإمكانهم العيش بسلام".
هذه التصريحات ليست جديدة على الرئيس الأمريكي، فقد تعهدت إدارته بتقديم "دعم ثابت" لإسرائيل من دون عرض تفاصيل سياستها في الشرق الأوسط، كما أنه أمر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) بالإفراج عن شحنة قنابل زنة ألفي رطل لصالح إسرائيل سبق أن جمدها الرئيس السابق جو بايدن.
وتكشف تصريحات ترامب أطماعه في هذا القطاع الصغير المدمّر، إذ قال أثناء حملته الانتخابية، إن "غزة قادرة على أن تكون أفضل من موناكو لو بُنيت بالطريقة الصحيحة".
كما اقترح صهر ترامب الذي كان موظفاً في البيت الأبيض جاريد كوشنر في فبراير الماضي أن تخرج إسرائيل المدنيين من غزة لإطلاق العنان لإقامة مشاريع عقارية على الواجهة البحرية.
ومن الجانب الإسرائيلي، فقد هنأ وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير خطة ترامب لـ"تطهير" غزة، قائلا "أهنئ الرئيس ترامب على مبادرته بنقل السكان من غزة للأردن ومصر". وأضاف بن غفير أن أحد مطالبه "من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هي تشجيع الهجرة الطوعية".
من جهته، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن "فكرة مساعدة سكان غزة بالعثور على أماكن أخرى لبدء حياة جديدة هي فكرة عظيمة"، وأضاف أنه سيعمل مع نتنياهو ومجلس الوزراء لضمان تنفيذ فكرة مغادرة أعداد كبيرة من غزة إلى دول مجاورة.
وفي تعليق رسمي من الأردن، قال وزير الخارجية أيمن الصفدي، إن رفض بلاده لتهجير الفلسطينيين هو أمر "ثابت لا يتغير". كما أن مصدر رفيع المستوى قال لـ"الحدث" إن "مصر متمسكة بموقفها بعدم تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة لأماكن أخرى، كما أنها نقلت للجانب الأميركي منذ فترة رفضها نقل فلسطينيي غزة".
وصرح سامي أبو زهري القيادي في حركة "حماس"، بأن "أهل غزة تحملوا الموت من أجل ألا يتركوا الوطن ولن يتركوها لأي أسباب أخرى، ولا داعي لإهدار الوقت في مشاريع جرّبها بايدن وكانت سببًا في إطالة أمد القتال".
وفي السياق، اعتبرت المفوضة الأممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، أن الحديث حول التطهير العرقي يعد أمرا غير قانوني وغير أخلاقي وغير مسؤول.
ونددت حركة الجهاد الإسلامي بفكرة ترامب بشأن ترحيل سكان غزة، قائلة: "ندين بأشد العبارات تصريحات الرئيس الأميركي بشأن ترحيل أهلنا في قطاع غزة إلى خارج أرضهم، وتصريحات ترامب تتسق مع أسوأ ما في أجندة اليمين الصهيوني المتطرف واستمرار للتنكر لوجود شعبنا، وهي تشجيع على مواصلة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بإجبار شعبنا على الرحيل عن أرضه، وندعو كل الدول خصوصا الحكومتين المصرية والأردنية لرفض خطة ترامب ونؤكد أن شعبنا سيفشل هذا المخطط.".
ولفتت الجبهة الشعبية إلى أن تصريحات ترامب "تكشف مجدداً الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية التي لم تكن يوماً سوى شريكاً أساسياً في الجرائم المرتكبة ضد شعبنا، وهي امتدادٌ للمؤامرات منذ نكبة 1948، كما أسقط شعبنا عبر تاريخه كل محاولات الاقتلاع والتهجير فإنه اليوم وهو يواجه واحدة من أكثر الحروب وحشية في التاريخ الحديث لن يسمح بتمرير هذا المخطط".