لماذا يجب التفاهم بين الزوجين؟

 

 

جابر حسين العُماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

يُعد التفاهم من أهم الركائز الأساسية في بناء الحياة الزوجية، ويتمثل ذلك في تقارب وجهات النظر من خلال التواصل والحوار المباشر، ويسهم بشكل فعال في تعزيز الانسجام بين الزوجين، ويقلل الخلافات الناتجة عن اختلاف وجهات النظر المختلفة.

وهو لا يتأتى بسهولة كما يعتقد البعض، بل يتطلب جهدًا متواصلًا من الشريكين، ويتمثل ذلك في الحوار البناء، والإنصات المُحترم، والتسامح المُقدر، مما يُؤدي إلى حياة زوجية سعيدة ومستقرة بعيدة عن المنغصات الحياتية التي قد تطرأ على الحياة الزوجية.

هناك خطوات مهمة لا بد من اتباعها في الحياة الزوجية، وهي من شأنها أن تساعد الزوجين على تحقيق تفاهم أفضل وأجمل وأكمل، بل وتبرز الكثير من الفوائد المطلوبة. فماذا يحصل لو تفاهم الزوجان؟ ولماذا يجب التفاهم بينهما؟ نعرض هنا بعضًا من تلك الخطوات النافعة التي تُعرّفنا أهمية دور التفاهم في تعزيز العلاقات الزوجية، والتي من بينها تلك الخطوات:

  • الخطوة الأولى: تعزيز الثقة والاحترام بين الزوجين: فعندما يتقبل الزوجان اختلافاتهما ويتفاهمان فيما بينهما، فهما يخلقان أجواءً مريحة من الثقة المتبادلة، شعارها الاحترام والتقدير، وتقبل الرأي والرأي الآخر، وهو ما يقرب الحلول الإيجابية ويبعد الكثير من التوترات الحياتية بين الأزواج.
  • الخطوة الثانية: تقليل الخلافات الزوجية: إذ أن من الفوائد المهمة التي يجنيها الزوجان المتفاهمان هو حل المشكلات الزوجية بشكل أفضل وأسرع، وذلك بالطرق الأخلاقية والودية التي ينبغي التحلي بها في الحياة الزوجية بعيدًا عن التوترات، مما يقلل ذلك الكثير من النزاعات المتكررة بين الزوجين والتي قد تطرأ على الحياة الزوجية بشكل مفاجئ. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي"، وقال أمير المؤمنين ومولى الموحدين علي بن أبي طالب: "فَإِنَّ اَلْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ وَلَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ، فَدَارِهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَأَحْسِنِ اَلصُّحْبَةَ لَهَا فَيَصْفُوَ عَيْشُكَ".
  • الخطوة الثالثة: بناء بيئة أسرية مستقرة ومتماسكة ومترابطة: ومن أهم النتائج الإيجابية التي يستطيع أن يحققها الزوجان المتفاهمان في حياتهما الزوجية هو بناء أسرة مستقرة ومتماسكة، حيث يشعر الأطفال في بيئةٍ كهذه بالأمان النفسي والعاطفي النابع دائما من التفاهم والمحبة بين الزوجين مما يجعل من حياتهما تسير إلى نحو حياة أفضل وأجمل.
  • الخطوة الرابعة: بناء جسور التواصل: ومن العوامل الرئيسية التي ينبغي تحقيقها وبناؤها بناءً سليمًا في الحياة الزوجية هو فن التواصل الزوجي، ولا يكون ذلك إلّا عن طريق التفاهم الجاد بين الزوجين، وهو يشكل حالة من حالات التواصل المباشر بحيث يستطيع كل من الزوجين التعبير عن نفسه بحرية كاملة دون خوف من النقد وبالتالي، عندما يشعر الزوجان بأن كلاهما يحترم الآخر، يصبحان أكثر استعدادًا للانفتاح على بعضهما البعض، وبذلك ويشكّلان جسرا قويا من جسور التواصل الزوجي، ويعد ذلك مفتاحا مناسبا لعلاقة زوجية قوية وصحية بين الزوجين المتفاهمين. قال حفيد الرسالة المحمدية المباركة الامام الصادق: "رَحِمَ اَللَّهُ عَبْدًا أَحْسَنَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ".
  • الخطوة الخامسة: تقوية أواصر المودة والرحمة في العلاقة الزوجية: وذلك أن التفاهم يجمع ولا يفرق، بل يعزز من مشاعر الحب بين الزوجين ويعمقها. قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ صدق الله العلي العظيم.

ختامًا.. ينبغي على الزوجين أن يدركا أن مشروع الزواج مشروعٌ مقدسٌ حث عليه الإسلام الحنيف، وأنزل فيه آياته البينات، لذا ينبغي عليهما بناء حياتهما الزوجية على أسسٍ متينة، أهم دعائمها التفاهم، وهو في حد ذاته أسلوبٌ رفيعٌ من أساليب الحياة الزوجية، ويعكس وعي الزوجين وحرصهما على بناء حياة زوجية سعيدة في بيئةٍ متناغمةٍ ومتحابةٍ ومتماسكة.

الأكثر قراءة