فايزة سويلم الكلبانية
faizaalkalbani1@gmail.com
مع اقتراب نهاية عام 2024، نقف على أعتاب عام جديد لنستعرض أبرز المحطات التي مرت بها سلطنة عُمان والعالم في مختلف المجالات، متطلعين إلى المستقبل بطموحات وآمال جديدة، شهد الاقتصاد الوطني في سلطنة عُمان تقدمًا ملحوظًا مع استمرار تنفيذ رؤية “عُمان 2040” التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز النمو المستدام؛ حيث أُطلِقت مشاريع كبرى في قطاعات السياحة والطاقة المتجددة؛ مما أسهم في تعزيز مكانة عُمان على الخريطة الاقتصادية الإقليمية والعالمية.
وعلى المستوى السياسي، حافظت عُمان على دورها الرائد كوسيط سلام في المنطقة، مستثمرة في دبلوماسيتها الحكيمة لتخفيف التوترات وتعزيز الاستقرار، إلى جانب تطور ملموس في مجال الحوكمة عبر مبادرات لتحسين كفاءة المؤسسات وتعزيز الشفافية.
محليًا.. شهد العام 2024 تحسُّنًا ملحوظًا في مستوى الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية، رغم التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية التي أثرت على العديد من القطاعات، بالإضافة إلى معاناة بعض المواطنين ممن فقدوا وظائفهم، والباحثين عن عمل من آثار تراجع بعض الفرص الوظيفية. ورغم هذه التحديات، تمكنت سلطنة عُمان من الحفاظ على استقرار الأسعار ودعم الفئات الأكثر احتياجًا من خلال برامج رعاية اجتماعية متكاملة مثل "صندوق الحماية الاجتماعية" و"صندوق الأمان الوظيفي"، التي ساهمت في تعزيز الأمان الاجتماعي وتحسين جودة حياة المواطنين، ويضاف إلى ذلك، الارتفاع الأخير في تصنيف السلطنة الائتماني من قبل وكالة فيتش إلى BB+، مما يعكس تحسن الثقة الدولية في الاقتصاد العُماني وجهود الحكومة في تعزيز الاستقرار المالي".
لقد واصلت حكومتنا الرشيدة السعي الحثيث نحو تحقيق التنمية المستدامة ورؤية عُمان 2040. وقد تجسدت هذه الجهود في مشاريع رائدة للطاقة المتجددة التي أصبحت اليوم جزءًا لا يتجزأ من مستقبلنا. وشهدت السلطنة تقدمًا ملحوظًا في مجالات السياحة والاقتصاد الرقمي، حيث أصبحت الوجهات السياحية العُمانية محط أنظار العالم، فيما عززت الاستثمارات في التحول الرقمي من كفاءة الخدمات وجودة الحياة. وعلى الصعيد السياسي، حافظت السلطنة على دورها المحوري كجسر للحوار والسلام، مما عزز من مكانتها الإقليمية والدولية.
أما على الصعيد العالمي، فكان العام 2024 عامًا مليئًا بالأحداث والتحديات، اقتصاديًا، عانت الدول من تداعيات التضخم وتباطؤ النمو، ومع ذلك استمرت الحكومات في تبني سياسات لدعم التعافي الاقتصادي، حيث شهد عام 2024 تصاعدًا مأساويًا في الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، حيث تواصلت الأحداث في غزة بين إبادة جماعية وتطهير عرقي، مع عمليات تهجير ونزوح قسرية للسكان، إلى جانب أن الحرب استهدفت المستشفيات والمنازل، وتحولت الخيام إلى ملاذات مُؤقتة لملايين من النازحين وسط مظاهر الحرب المدمرة، وفي سوريا، سقط النظام السوري، بينما تعرض لبنان لتصعيد خطير في الصراع مع الاحتلال؛ مما أسفر عن مزيد من التدمير والدماء في سياق حرب مُستمرة تهدد استقرار المنطقة بالكامل.
شهد عام 2024 فقدان عدد من القيادات البارزة في الحروب الدائرة في غزة ولبنان؛ حيث استهدفت إسرائيل قادة من حركة حماس مثل يحيى السنوار وإسماعيل هنية، إضافة إلى اغتيال عدد من قيادات حزب الله اللبناني، في عمليات استهداف التأثير على التوازنات الإقليمية.
وبينما نستعد لاستقبال عام 2025، تبقى الآمال معقودة على تعزيز التعاون الدولي لإيجاد حلول مستدامة للأزمات الاقتصادية والسياسية. في عُمان، يستمر العمل على تحقيق رؤية 2040 التي تعد بمستقبل أكثر ازدهارًا، مما يفتح أبوابًا جديدة من الفرص والتقدم.
عام 2024 أيضًا، كان عامًا مليئًا بالتحديات والإنجازات والفقد العظيم، لكنها أيضًا كان فرصة للتعلم والنمو والتعايش والاستغناء، ومع دخولنا عام 2025، نُجدد العهد بالعمل الدؤوب لتحقيق مستقبل أفضل، مستلهمين العِبَر من الماضي ومتمسكين بالأمل الذي يقودنا نحو الغد...والقادم دائمًا أجمل بإذن الله.
ومع نهاية عام 2024، نجد أنفسنا أمام فرصة للتأمل في أحداث هذا العام واستشراف آفاق العام الجديد. كان عام 2024 مليئًا بالتحديات والإنجازات التي تركت أثرًا عميقًا في مختلف جوانب حياتنا، سواء على مستوى سلطنة عُمان أو العالم بأسره.
وعلى المستوى الشخصي، كان عام 2024 محطة مميزة في مسيرتي الشخصية والمهنية، حققتُ خلاله إنجازات أفخرُ بها؛ حيث تمكنتُ من المساهمة في إثراء المجتمع من خلال عملي في مجال الصحافة وإدارة الفعاليات. وكان لي شرف قيادة مبادرات ناجحة تركت بصمة إيجابية، وبدأت خطوات جديدة نحو تحقيق حلمي بإكمال دراستي العُليا لنيل درجة الدكتوراه، مُستمدةٌ الإلهام من دعم من حولي الذين يغمرونني بكل التحفيز والتشجيع.
ومع اقتراب عام 2025، تتجدد الآمال والتطلعات، نحمل في قلوبنا طموحات لا حدود لها، وأملًا بأن يكون هذا العام بداية لفصل جديد من النجاح والإنجاز. ولا شك أن العمل المستمر والإيمان بقدرتنا على تحقيق الأفضل هما المفتاح لبناء مستقبل مشرق. دعونا نبدأ العام الجديد بروح التفاؤل والعزيمة، عازمين على كتابة قصص نجاح جديدة تلهم الأجيال القادمة.
وختامًا.. وداعُ عام 2024 ليس إلّا بداية جديدة تحمل في طياتها فرصًا لا تُحصى؛ فلنجعل من العام الجديد سنة مليئة بالإبداع والإنجاز، ولنعمل معًا نحو مُستقبل أفضل لوطننا الحبيب عُمان.