إسرائيل ترفع الراية البيضاء

 

محمد بن رامس الرواس

بالتأكيد أن الحرب ضد الكيان الإسرائيلي التي تقودها المقاومتان حماس وحزب الله لن تنتهي بين يوم وضحاها؛ بل هي حرب طويلة المدى وإنما جاء اتفاق أو صفقة توقف القتال بسبب مُعاناة دولة الكيان الإسرائيلي وجيش إسرائيل من صعوبات وأزمات متتالية جعلته يخضع ويوافق على طلب وقف إطلاق النار.

 وعليه فإنَّ هذا الاتفاق هو بمثابة بشائر نصر لفصائل المقاومة سواء بالجبهات اللبنانية أو الفلسطينية حيث إن الكيان الإسرائيلي قد رفع الراية البيضاء لأسباب خمسة؛ أولًا: أن الجيش الإسرائيلي منهك تماما ولم يعد لديه تلك القدرة على الاستمرار في القتال. ثانيًا: أن الشتاء قادم وسيزيد من صعوبة مواصلة جيش دولة الكيان الإسرائيلي للحرب. ثالثًا: هناك أهالي القرى والمدن الإسرائيلية الحدودية مع لبنان الذين ينتظرون عودتهم إلى مساكنهم. رابعًا: توقف إمدادات بعض الدول الغربية لدولة الكيان الإسرائيلي بالسلاح. خامسًا: زيادة الضغوط الداخلية لأهالي الأسرى من أجل استعادة أبنائهم وأهاليهم.

والاتفاق الذي حصل بالأمس إنما هو إحدى البشائر لمقدمة نصر قادم- بإذن الله- وإن كان على المدى الطويل؛ حيث إن فصائل المقاومة بجبهاتها المتعددة في هذه الحرب مع جيش ودولة الكيان الإسرائيلي تعلم كل العلم أن هذه الحرب وإن تم توقف القتال فيها لأسابيع أو أشهر أو سنوات إنما مصيرها أن تكون لها نهاية ونهايتها يعلمها الجميع وهي زوال دولة إسرائيل.

مبشرات النصر عديدة، ذكرها الله في محكم التنزيل، منها قوله تعالى "وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" (آل عمران: 126)، وقوله تعالى "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" (آل عمران: 173)، وقوله تعالى "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ" (الحج: 40-41)، وقوله تعالى "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ" (الأنبياء: 105)، وقوله عز وجل: "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ" (التوبة: 14).

إنَّ إيمان شباب المقاومة؛ سواءً في لبنان أو في فلسطين، سيزداد بعد هذا الاتفاق والصفقة بوقف الحرب بشكل قوي جدًا جراء ما شاهدوه من خضوع دولة الكيان الإسرائيلي والراية البيضاء التي رفعها رئيس وزرائها، بفضل لما بذلوه من جهد كبير في المقاومة وتصديهم لجيش الاحتلال الإسرائيلي وقضائهم على جنوده وآلياته بأسلحة أقل في المستوى من سلاح العدو، وهذا بالتأكيد أمر نادر الحدوث، ومن يقوم به يملك شجاعة قوية نادرة في ميدان المعركة.

الأكثر قراءة