السابع عشر من أكتوبر

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

تتلحف السماء بالغيوم وتتمازج الأمطار مع لون ابتسامة المرأة العُمانية في يومها الخالد الذي أصبح يومًا خالدًا محفورًا في ذاكرة الوطن والتاريخ العُماني ورغم مرور السنوات، إلّا أن المرأة العُمانية تستحق وبكل جدارة وفخر واعتزاز يوما وأياما طويلة احتفاءً بها؛ فهي الشمس المشرقة في سماء عُمان، وهي العطاءات المتجددة وهي النبت الصالح والأرض الخصبة والهواء العذب الذي ينبض بكل معاني الحياة وهي الحياة.

والمرأة العُمانية تحتفي بيومها السنوي الذي أمر به سلطاننا الخالد في القلوب والأرواح ومضى على نهجه سلطاننا المُحب لشعبه ووطنه الذي أعطى المرأة مكانة مرموقة بين أبناء المجتمع العُماني ووقف معها وساندها وبوأها مناصب قيادية.

عُمان والعُمانيات بشكل عام يفخرن بكونهن نساء لم تُهضم حقوقهن في هذا البلد الشامخ، فقد كانت منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي، شعلة ثقافية واجتماعية وسياسية، والعمود الرئيسي للمجتمع، وحُق لها أن تتباهى في يومها الماجد، وحُق لها أن تفخر بهذه المناسبة الغالية التي كانت وما زالت تشكل دعمًا معنويًا كبيرًا لها وحافزًا مُهمًا لكل عُمانية على هذا الوطن العظيم.

والمتتبع لمسيرة النهضة الحديثة يرى أن مكانة المرأة العُمانية قد حُفظت وكان لها الدور البارز في ترسيخ قيم ومبادئ الديمقراطية التي أصبحت اليوم مصدر ثقة للجميع وحازت الصدارة بتبوئها أعلى المناصب القيادية، ولم تكن هناك أي عثرات أو عقبات أمامها؛ لأن مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، مبدأ معمول به في السلطنة ولا تفرقة بين الجنسين، فلكل منهما حقوقه وواجباته الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية ولكل منهما دور واضح وفعَّال ومؤثر على المستوى العُماني.

سابقًا كانت المرأة العُمانية تفخر بإنجازاتها على كل المستويات، والآن تفاخر العالم كون أن الداعمة الأكبر لها هي السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- فأصبحت تفتخر وتباهي وترى أننا محظوظون بما حققناه بدعم وتشجيع. ولا شك أن مساندة السيدة الجليلة الأولى ووقوفها مع المرأة العُمانية بشكل كبير، حافز إيجابي كبير يعطي الفرصة لكل النساء اللاتي يجدن الكثير والكثير من الصعوبات والتحديات في سبيل تحقيق أفضل حضور ممكن بين الدول ونساء تلك الدول.

إنَّ عُمان من أقصاها لأقصاها وهي تحتفل بيوم المرأة العُمانية ترسم ملامح مستقبل المرأة وتقف وتشجع وتعطي وتهب تلك المرأة المناضلة في كافة الميادين إن كانت المرأة قيادية أو سياسية أو طبيبة أو مستشارة أو معلمة أو موظفة أو ربة منزل؛ فهي الآن في قمة الاهتمام؛ حيث إنه لم تُنسَ أيضًا ربات البيوت من إحدى المنح المؤمل البدء في العمل على صرفها لهن فهن عمود عُمان وما زال الاهتمام بهن في أعلى المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية؛ فهي دائمًا عظيمة وشامخة وخدومة ومعطاء ترسم ملامح المرأة الكريمة في كل المواقف والمناسبات تبعث فينا المحبة والأمل والفخر والاعتزاز والتقدير الذي يجعل المرأة قادرة على تحقيق أهدافها وتحقيق طموحها وتحقيق أحلامها والمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية وتحقيق تطلعات الوطن والمواطن الذي يسعى إلى الارتقاء بمستوى الحياة الوطنية الكريمة.

إنَّ المرأة العُمانية في يومها الماجد الذي يحمل شعار التميز والرقي الذي تمنحها إياه الدولة وتُعزز فيه من قيمتها ما هو إلّا يوم استثنائي يعد متنفساً لها فهي مصدر نجاح في مسيرة التنمية والتطوير الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والثقافي وما كانت تقدمه لعُمان وما حققته من نجاحات وإنجازات كبيرة يعد دافعاً لها ولتكريمها بيوم المرأة العُمانية.