د. أحمد بن علي العمري
في يوم الإثنين 20 من ربيع الأول من عام 1446هـ الموافق 23 من سبتمبر 2024م، تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى- حفظه الله ورعاه- في زيه العسكري المهيب، بزيارة تفقدية لقواته المسلحة المرابطة في صرفيت غرب محافظة ظفار؛ وهي آخر منطقة للحدود العمانية مع الشقيقة الجمهورية اليمنية.
وما أشبه اليوم بالأمس، لقد تذكَّرتُ وأنا أشاهد تجوال جلالته في المعسكر، زيارة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- حين زار المنطقة ذاتها مطلع السبعينيات من القرن الماضي؛ حيث كانت أيامها المنطقة في حرب. وفي عام 1989، وقف السلطان الراحل قابوس بن سعيد على نفس الإطلالة التي أطل منها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أطال الله في عمره- في هذه الزيارة.. وهكذا تتواصل مسيرة النهضة المتجددة.
إن مثل هذه الجولات والزيارات السامية لها من المدلولات والمضامين الكثير؛ إذ إنها إضافة إلى إعطاء رجالنا البواسل المرابطين على التخوم والثغور الدفع المعنوي الكبير؛ فهي أيضًا تأتي تقديرًا لهم وتكريمًا، وأن القيادة الرشيدة تُكِنُ لهم الاعتبار، وأنهم ليسوا بعيدين عن فكر ونظر القائد الأعلى حفظه الله.
نعم يا مولانا.. لقد أثلجتم صدورنا بهذه اللفتة الكريمة والحانية من لدن مقامكم السامي لهولاء الرجال الأشاوس، ولقد أفرحتنا جميعًا في سلطنة عُمان هذه الزيارة السامية.
بالأمس القريب، وفي اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد بقصر المعمورة العامر بصلالة، أشاد جلالة السلطان بالأجهزة العسكرية والأمنية ودورها الرائد في الحفاظ على الأمن المُستَتِب في سلطنتنا الغالية.
إنَّنا لنُحيِّي أبطالنا في كل موقع وكل مكان، وهم الذين يسهرون ونحن ننام، وهم الذين يفدوننا بأعز ما يملكون، وهم الذين يذودون عنا كل سوء ومكروه، وهم من يتصدون لكل عابث ومُستهتر بأمن البلد ومكتسباته.
إنهم يواصلون النهار بالليل دون كلل أو ملل.. فتحيةً لكل أبطالنا المغاوير في البر والبحر والجو، وتحية لحُماة الوطن شرطة عُمان السلطانية، وتحية تقدير واحترام وإجلال لجميع الأجهزة الأمنية بمختلف تشكيلاتها.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.