راشد بن حميد الراشدي
بات واضحًا أنَّ الوافد تمكَّن من شغل جميع الوظائف بمختلف مستوياتها، بينما أبناء الوطن يتقاطرون بالآلاف أمام وظيفة واحدة، في حين أن بلادنا عامرة بالفرص الوظيفية التي يستطيع أن يشغلها أبناؤه باقتدار.
أي منطق نعيشه اليوم ونحن نرى ثمرات قلوبنا أبنائنا الخريجين قابعين في مكانهم وهم ينتظرون وظيفة تعينهم على متطلبات الحياة، لا يستطيعون الحصول على وظيفة وهم أحق بها من أي أحد، وأي قوانين وشروط وبرامج تحركت لها الجهات المختصة لتعينهم وتعين أسرهم على هذا الملف المتأزم الذي دخل كل بيت، وأي حلول يمكن أن تخفف من أعداد الباحثين عن عمل، والجهات المسؤولة تعصب عينيها عن آلاف الوافدين في مختلف الوظائف، مع عدم التزام وغياب الجدية فيما يتعلق بتعمين أبناء الوطن وإحلالهم مكان الوافد.
لا أدري ما السر في ذلك؟ هل هو سوء إدارة وتغليب بعض المصالح لصالح أشخاص بعينهم، دون التفكير في أبناء الوطن؟ أم أنه أمر مفروض علينا تقبله وتقبل ما آل إليه حال أبناء الوطن من يأس واستسلام لشبح طال أمده واستشرى وأن يكون ابن الوطن بلا وظيفة!
في كل مقال أشد به عضد الآمال التي ينتظرها أبناء عُمان بأنَّ الخير قادم بإذن الله، وأنا أناشد من يهمه الأمر أن تُرفع كل الحجب وأن أرى أبناء عُمان يقودون الوطن بكل اقتدار في كل موقع، وأن يُحاسب كل من تسبب في بطء إحلال المواطن وإيجاد الفرص المناسبة له؛ فقطاعات الصحة والتعليم والشركات والمؤسسات تعج بالوافدين، أضف إلى ذلك قطاعات أخرى لم تكتمل منظومة التعمين فيها.
أما آن الأوان اليوم بعد صبر سنين لهؤلاء الخريجين والمسرحين من أعمالهم أن تستقر أعينهم وقلوبهم بوظيفة تُعينهم على نوائب الدهر وصروفه.. أما آن الأوان أن يُغلق هذا الملف للأبد وتستقر الأسر ويهنأ ولي الأمر وتعيش الأسر العُمانية سعيدة، بعيدة عن العوز الذي تعيشه بعض الأسر اليوم.. أما آن الأوان أن تلتقط الجمعيات الخيرية أنفاسها بعد أن أنهكتها طلبات المحتاجين والمأزومين الذين لا حول لهم ولا قوة، سوى طرق أبواب الجمعيات وأهل الخير!
اليوم أطرق أبواب كل مسؤول وكل من له ارتباط بهذا الملف الذي أقلق كل من عاصر همه، والأمل بالله باقٍ والخير قادم بإذن الله.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار.