عُمان والسعودية.. عينان لوجه واحد

 

د. أحمد بن علي العمري

لاحظتُ كما لاحظ الجميع وكل المتابعين، التعليقات المحتدمة وما أُثير من جدل واسع النطاق حول فيلم "حياة الماعز" والذي شارك فيه ممثل عُماني، يحكي عن حالة فردية استثنائية وليست في وضعية عامة؛ حيث لا يمكن تعميمها بأي حالٍ من الأحوال، إذ يروي وضعًا معينًا وعن حاله لا تتجاوز من كانوا فيها من الأشخاص، والقاعدة تقول إن الخاص لا يُعمَّم!

في الحقيقة، لا أرغب عادة في الكتابة عن مثل هذه المواضيع، لكن نظرًا لكثرة المتداخلين والعدد الهائل من التعليقات وتضارب التوجهات والآراء ومحاولة ضعاف النفوس للاصطياد في الماء العكر، والكل يدلو بدلوه، ومن وجهة نظر ضيقة، يُحلل ويفسر ويسترسل سواءً كانوا من فضائنا الخليجي أو حتى من خارجه، وكأنهم يريدون أن يُثيروا الفتن والبلبلة بيننا؛ بل وينتقدون ويحملون المسؤولية لهذا الشخص وذاك، ويا ليتهم اقتصروا على الأشخاص وحسب؛ بل تجاوز بهم الأمر إلى الدول وتحميلها المسؤولية، على الرغم من أن الفبلم أُنتِج من منصة عالمية، ولا يجب تحميل  كل هذه المسؤولية على الدول، لأن الأفراد الذين شاركوا في الفيلم شاركوا بصفاتهم الشخصية ولا علاقه لبلدانهم من قريب أو بعيد بمحتوى الفيلم، وإنما كانت تصرفات من قبل شركة الإنتاج وأفراد شاركوا معها، وبمحض رادتهم ودون توجيه أو حتى استشارة منهم لبلدانهم. فلماذا يُلقي المغرضون الفاسدون بالمسؤولية على الدول؟ ولماذا المكابرة والتمادي والغلو في قضية عابرة والمبالغة فيها.

وعليه.. فنحن جميعا وكل مواطن سعودي وعُماني شريف نقول لهم: على هونكم.. إلى أين أنتم ماضون؟ وإلى أي اتجاه تذهبون؟ وأي طريق تسلكون؟ فالدرب شاق جدًا عليكم، ولن تنالوا غايتكم ومبتغاكم؛ لأن الطريق أمامكم مسدود والحاجز أكبر وأضخم وأقوى مما تتوقعون؛ فسلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية بينهما تاريخ مُمتد لعقود طويلة، وضارب في جذور التاريخ العميق، يُطوِّرها ويرعاها وينميها في وقتنا الحاضر حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله وأطال عمره- وبارك عضيده وسنده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد.

لا يمكن لمُضللين أو انتهازيين أو مغرضين أو ذباب إلكتروني، مهما كانت قوتهم ومهما اتسع انتشارهم، أن ينالوا من هذه اللُحمة الصلبة وهذه القوة المتعاضدة، لا يمكن لمن يبلل الثرى أن ينال ويصل لدرجة أن يبلل الثريا!

ارحموا أنفسكم وارحموا متابعيكم، إذا كنتم تحترمونهم في الأساس!

الصقور تُحلِّق في العُلا إلى مستوى لا تقدر أن تُحلِّق فيه الغربان.

هكذا تبقى عُمان والسعودية شاء من شاء وأبى من أبى.

حفظ الله البلدين الشقيقين، وأسبغ على قادتهما وشعبيهما الخير ووقاهما الشرور.