جابر حسين العماني
في عام 2022 وردني اتصال كريم من مكتب والي صحم، يحمل لي دعوة كريمة لزيارة سعادة الشيخ والي صحم السابق، وذلك للحوار معه بهدف تطوير الولاية، وكان ذلك في إطار تشجيع وتنمية مهارات الشباب في مختلف المجالات الثقافية.
فلبيت تلك الدعوة، وتشرفت بلقاء سعادته، وكان مستمعاً ومحاورًا جيدًا.
رحب سعادته بزيارتنا خير ترحيب، وقدمت له في تلك الزيارة هدية تذكارية وهي عبارة عن بعض مُؤلفاتي المطبوعة التي تناولت فيها شيئا مما يهم المجتمع من الناحية الاجتماعية والأسرية، وهنا لا أريد التفصيل في ذلك، حيث إني وثقت ذلك في مقال سابق تم نشره في جريدة الرؤية العمانية.
طلب مني سعادة الشيخ أن أقدم له مقترحات نشارك بها بهدف تطوير الولاية، وبدوري الوطني قدمت له بعض المقترحات التي كنت أراها نافعة في خدمة الولاية وخدمة الناس، ورحب سعادته مشكورًا بتلك المقترحات، وأمر المنسق بتدوين بعضها حتى يتم العمل عليها.
ولكن السؤال الذي ينبغي طرحه وبقوة ونحن الآن في سنة 2024 هل رأت تلك المقترحات النور؟ وهنا أذكر بعضها للتذكير بها، علها تصل إلى الجهات المعنية ويتم العمل عليها، وهي كالآتي:
- أولًا: مقترح كورنيش صحم:
وهو المشروع المؤسف الذي بتنا نخجل من أخذ ضيوفنا الكرام إليه، وذلك لما وصل إليه من تشويه لمعالمه، لذا أصبح من الواجب تجديده وبنائه والاعتناء به، وإبعاده عن البحر حتى لا تتكرر المشكلة نفسها، ولكن ومع كل الأسف وإلى هذه اللحظة التي أكتب فيها مقالي هذا لم يرَ أبناء الولاية أي تجديد، أو حتى تعديل في كورنيش الولاية، وما زال يزداد سوءا وخرابا، ولو خلق الله له صوتا لسُمِعَ وهو يئن ويحن على حاله المؤسف الذي وصل إليه من عدم الاهتمام.
وكم سمعنا ونسمع بين الحين والآخر من الإعلام والمسؤولين، وهم يصرحون أن هناك مناقصات وميزانيات لتطوير كورنيش صحم، وهنا أذكر تصريحا نشرته جريدة عمان على لسان السنيدي، وكان ذلك في يوم الخميس بتاريخ 3 مارس لعام 2022 وهو كالآتي:
"أكد المهندس سليمان السنيدي مدير عام بلدية شمال الباطنة في تصريح خاص لـ(عمان) قائلا: إن الواجهة البحرية لميناء الصيد البحري بولاية صحم ستحظى بمشروع نموذجي متكامل يتضمن جميع الخدمات التي تتعلق بالجوانب الاقتصادية والسياحية والبيئية في إطار المخطط العام لمشروع الكورنيش بالولاية" (انتهى).
ولكن يا ترى إلى متى سيبقى أبناء الولاية يترقبون تطوير كورنيش صحم أكثر من تلك السنين العجاف التي مرت عليهم؟
- ثانيًا: مقترح قلعة حصن صحم:
وهو مقترح تحويل قلعة حصن صحم إلى متحف يضم الآثار التراثية العمانية، خصوصا المتعلقة بولاية صحم، وهنا سعادته قال لي في لقائي معه: "سننسق مع المحافظ زيارة خاصة للحصن للنظر في المقترح"، ولم تمر أياما إلا والاعلام ينشر صورا لسعادة الوالي مع المحافظ ومعهما بعض المسؤولين وهم في زيارة خاصة لحصن صحم، وبعدها تم النشر أيضا في موقع صوت صحم للإعلام بالخط العريض التصريح التالي: "اقتراح لإنشاء متحف أثري في حصن صحم، وسعادة الشيخ والي الولاية والمختصين يقومون بزيارة ميدانية للحصن".
لكن السؤال القائم الذي نبحث عن إجابته: هل تم تحويل الحصن إلى متحف أم لا؟ الجواب: مع مزيد من الأسف لم يتم تحويل الحصن إلى متحف، وإلى هذه اللحظة لم يتم تطوير الحصن وهو لازال على حاله كما كان!! والغريب في الموضوع تم مؤخرا فرض رسوم لدخول الزائر للحصن.
- ثالثا: مقترح شعلة صحم:
شعلة صحم التي أكل الدهر عليها وشرب، حتى أصبحت من المشاريع القديمة والرديئة والمتهالكة، أما ألوانها فأصبحت باهتة لا تسر الناضرين، وحشائشها كالعجوز التي طال شعرها ولم تجد من يزينه لها أبدا، يا ترى لماذا لا يتم تطوير شعلة صحم كما تم الإعلان عن ذلك؟
وفي هذا المقترح كانت لنا أيضا تغريدة قديمة نشرت في 1 مارس عام 2022 نطالب فيها بتطوير مجسم شعلة صحم، وتفاجأت بعد النشر بالرد السريع من مدير بلدية صحم السابق وكان رده كالآتي: "كل الشكر والتقدير للأخ المغرد جابر على حرصه واهتمامه بالولاية، فيما يخص الشعلة فقد وضعت ضمن المشاريع التجميلية بالولاية وسيتم عمل الصيانة اللازمة وبعض الإضافات التجميلية بها، لأنها من المواقع البارزة في الولاية، ونأمل أن يجمعنا لقاء أخوي لنستمع إلى أفكاركم وآرائكم التي تهم الولاية".
أما بلدية صحم فهي الأخرى نشرت إعلانا يقول: "في إطار سعي دائرة الشؤون البلدية بصحم في تطوير وتحسين مجسم الشعلة وطرح مسابقة لإعادة تطويره وإضافة بعض اللمسات الجمالية على المجسم"، وعرضت شروطا لتلك المسابقة.
كان هو مجرد اقتراح وبعده تغريدة صغيرة، ولكن لاحظنا بعد فترة وجيزة وجود العمال يحفرون ويقلمون الحشائش، إلا أنه فجأة توقف العمل والتطوير بشكل كامل، وبقيت الشعلة كما هي يرثى لها ولم تحظى بالتطوير المطلوب إلى هذه اللحظة!!
ونحن هنا لا ننكر ما تقوم به الجهات المسؤولة من خدمات كبيرة في خدمة الولاية، فهناك مشاريع تجميلية وتطويرية تم الانتهاء منها، وهو أمر جيد، ولكن ما ننكره كثيرا ونقف عنده في محل النقد البناء هو الحديث المتكرر للمسؤولين عبر الإعلام عن تطوير المعالم المعروفة في الولاية مع التأخير المفرط في العمل لصالح تلك المعالم، وبالتالي نشعر جميعا كمواطنين بإهمال الولاية، لذا ندعوا الجميع لزيادة جرعات الإخلاص والوفاء والأمانة للعمل لمصلحة الوطن، وذلك لا يكون إلا بالتوكل على الله والسعي الدؤوب من أجل التطوير والازدهار من أجل عمان، فهي تستحق منا الكثير والكثير من الإخلاص والوفاء والعمل بصدق وأمانة فهل نحن فاعلون ذلك؟ قال تعالى "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون"، وقال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب "من قصّر في العمل ابتلي بالهم".