ناصر بن حمد العبري
في خطوة غير مسبوقة تُزلزل حكومة الكيان الصهيوني، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن اختيار يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي للحركة، خلفًا للراحل إسماعيل هنية الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران قبل نحو أسبوع.
هذه الخطوة تأتي في وقت حساس للغاية، حيث يواجه قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، مما يجعل من السنوار قائدًا عسكريًا ميدانيًا وزعيمًا سياسيًا في آن واحد.
يحيى السنوار الذي ولد في عام 1962 في مخيم خان يونس يعتبر أحد أبرز الشخصيات في حركة حماس. بدأ مسيرته في العمل السياسي والعسكري منذ شبابه؛ حيث انخرط في صفوف الحركة في أوائل الثمانينات بعد اعتقاله من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وقضى السنوار أكثر من 20 عاماً في سجون الكيان الصهيوني، حيث اكتسب خبرات كبيرة في التنظيم والتخطيط.
ويعتبر يحيى السنوار من أبرز الشخصيات في حماس؛ حيث يتمتع بخبرة عسكرية وسياسية واسعة. فقد قاد العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان له دور بارز في تعزيز قدرات الحركة العسكرية. ومع توليه رئاسة المكتب السياسي، يتوقع الكثيرون أن يتبنى السنوار استراتيجية جديدة تتماشى مع الظروف الراهنة، وتكون قادرة على مواجهة التحديات التي تواجهها الحركة.
السنوار، الذي يُعرف بشخصيته القوية وقدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة، سيُواجه تحديات كبيرة في ظل الوضع الحالي. فالحرب الجارية في غزة تتطلب قيادة حكيمة وفعَّالة، خاصة في ظل الضغوط الدولية والمحلية. كما أن التفاوض مع جيش الاحتلال الإسرائيلي سيكون جزءًا من مهامه، مما يضعه في موقف حساس يتطلب توازنًا بين المقاومة والمفاوضات.
تأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلي من انقسامات داخلية وصراعات سياسية. فقد أثرت العمليات العسكرية في غزة على الوضع الأمني في إسرائيل، مما جعل الحكومة تحت ضغط كبير من الرأي العام. وفي ظل هذه الظروف، يُعتبر السنوار تهديدًا حقيقيًا لحكومة الاحتلال، حيث يُنظر إليه كقائد قادر على توحيد الصفوف وتعزيز المقاومة.
من جهة أخرى، فإن اختيار السنوار يعكس أيضًا رغبة حماس في تعزيز موقفها على الساحة الدولية. فمع تصاعد الأحداث في غزة، تسعى الحركة إلى كسب الدعم العربي والدولي، مما يجعل من قيادتها الجديدة خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز موقفها في المحافل الدولية.
في الختام.. يمكن القول إنَّ يحيى السنوار يمثل جيلًا من القادة في حماس، قادرًا على مواجهة التحديات الراهنة. ومع تصاعد الأحداث في غزة، سيكون من المثير للاهتمام متابعة كيفية تأثير قيادته على مجريات الأمور، وما إذا كانت ستنجح في تحقيق أهداف الحركة في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها. وما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد صراع عسكري؛ بل هو أيضًا صراع إرادات؛ حيث يسعى كل طرف لتحقيق أهدافه في ظل واقع معقد ومليء بالتحديات.