عُمان.. وطن يلفظ الفكر الضال

 

محمد رامس الرواس

بحكم مواقفها المشرفة في قلب الأحداث التي تعصف بالعالم في هذا الوقت من الزمان؛ وكونها بلدًا متوازنًا ومتصالحًا مع نفسه ومتعايشًا في أمن وأمان مع جيرانه ومع من يعيش على أرضه من مقيمين وزوار، فإن سلطنة عُمان وطن يلفظ الفكر الضال ويرفض  الفتن، لأننا نعيش على أرض طيبة  وتربة نقية لا تُنبت إلا خيرا، ترفض وبشدة رياح التطرف من أي مكان تأتي منه لتستهدف أمنها واستقرارها.
لا توجد هناك فصول وسطور لقصة الإرهاب في عُمان، ولم يكن للمُغرَّر بهم أن يستهدفوا أرضًا خالية من التطرف مستهدفين أمنها وأمانها، فجميعنا  يدرك أن الحادثة التي وقعت قبل أيام قليلة بمنطقة الوادي الكبير في محافظة مسقط، وما تم فيها من تضخيم وتهويل  حولها من رويات؛ هي محض افتراء، فوق كونها حادثة يمكن أن تحدث في أي مكان في محيطنا الإقليمي أو حتى على مستوى العالم، فنحن في سلطنة عمان لسنا بمعزل عن حدوث أخطار وشرور عابرة للحدود، نحن بريئون منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
لم تعد هناك أية فصول أخرى للحكاية في وطن ظل يحمل كل هذه المبادئ والقيم والثوابت السامية عبر العقود الفائتة التي رسخها سلاطين عمان على أرضها لكي لا ينبت في ترابها سوى الخير والأمن والأمان لأبناء الوطن والمقيمين فيه، فسلطنتنا الحبيبة مصانة بعون المولى عز وجل، ومن ثم بحكمة قيادتها الحكيمة وحكومتها الرشيدة من آفات التطرف في ظل وجود مضامين حقيقية للعيش الآمن؛ فلا تكفير ولا مخالفة لأصول الشريعة الإسلامية السمحة؛ بل إسلام  يهدف إلى ترسيخ لعلاقات أخوية بين المسلمين تتفق حوله أصول الدين ولا بأس في الاختلاف في الفروع.

إن سلطتنا الحبيبة عُمان هي من تنشر السلام والوئام بين الشعوب والأديان وتصدره للآخرين؛ لذلك من غير المستساغ وغير المقبول أن تقبل بشيء دون الطمأنينة لشعبها.
وأخيرًا.. إننا في هذا الوطن الأبيّ وبحمد الله وفضله نعيش في لُحمة وطنية متماسكة وصلبة يدعمها  تكاتف حقيقي بين المواطن ومؤسسات الدولة، من أجل استئصال مثل هذه الأحداث حاليا ومستقبلا، أضف إلى ذلك أننا نفهم طبيعة الأحداث التي تشمل قراءتنا لكل الجوانب التي تدعو لحدوث مثل هذه الفتن؛ فجميعنا متفق على حفظ المقاصد الإسلامية الخمسة: الدين والعقل والنسل والمال والنفس، في ظل القبول بالأخر من حيث إرساء قيم الود والأخوة والتسامح والتآلف والتواصل.

حفظ الله عُمان وقائدها وشعبها والمقيمين فيها من كل سوء.