ناجي جمعة سالم البلوشي
إنَّ ما حدث مساء الإثنين الماضي في الوادي الكبير، ما هو إلا اختبار وابتلاء يُصاب به المُجتمع الذي عاش أبناؤه ولا يزالون منذ أزل التاريخ في ظل وطن الأمن وأرض السلام، الذي يستظل تحته كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، دون النظر إلى ما يُكنه الإنسان في داخله من طائفة أو مذهب، بل ولم يتطرق هذا الشعب أبداً في مطلق التاريخ إلى هذا النوع من التفاهات الشيطانية والسجالات التي تُحيط بأصحاب القلوب الضيقة والنزعات المذهبية، وهو في أصله مرض استورده أولئك النفر من بلدان هم أدرى بها من حيث هدم الأمم وتفكيكك روابط أبناء مجتمعاتها، لجعلها أرضًا محروقة، لا يبقى فيها أثر لحضارة ولا دين ولا إنسان.
وحيث إننا في أمة عظيمة، شموخها خلَّده التاريخ منذ سالف العصر في التعايش السلمي والقبول بالآخر، فإنَّ التزامنا به سيكون تاجًا زاهيًا على رؤوس الجميع ليحافظوا عليه، فما حدث لن يتكرَّر أبدًا بإذن الله إذا ما التحمنا مع بعضنا البعض في كل محنة، وترابطنا مع بعضنا في كل مُصيبة، لنُبقي على جسد هذا الوطن محفوفًا بقوَّة ترابط وعهد من عهود الميثاق الوطني للبقاء كما خلقنا الله وأوجدنا على هذه الأرض الطيبة التي لا تقبل إلا طيبًا.
فنحن أمة شامخة بترفعها عن كل زلل وضعف نفس وتطرق لمثل هذه التفاهات؛ فشموخ أرضنا كشموخ جبالها من سمحان إلى جبل شمس ثم هرمز، ولن يُوقفنا في التنمية والتقدم والرقي إلى العُلا مثل هكذا تفاهات ومضايقات، لا نستغرب وجودها بيننا بسبب ما، وإذا كنا سنضع أيدينا على جرح من فُقدوا وأصيبوا في مصابهم الجلل وحزنهم على ما هم فيه، فإننا نضع بين أيدي أصحاب القرار لفتة كريمة في تعميم صلاة الغائب على شهداء الأرض بعد صلاة الجمعة في كل محافظات وولايات السلطنة، لنقتل بها غيظ كل حاقد وحاسد وباغي سوء لأرض عُماننا الحبيبة، ولنجتمع بها على الحب بيننا، فوجوده بيننا سيُولِّد وطنا عظيماً، والأوطان تُبنى بسواعد أبنائها المخلصين دومًا.. حفظ الله عُمان وجلالة السلطان .