راشد بن حميد الراشدي
فظائع العدو التي طَغَت فوق موازين الطغيان، وتعدَّت الأزمان، وتجاهلت كل ما خُلق من أجله الإنسان، فاقت الوصف بين تصفية جسدية لكل عرق فلسطيني -صغيرا كان أم كبيرا عاجزا أم شابا- كلهم حُكم عليهم بالإعدام على تراب أرضهم، وبين مسح كل تنمية وبنيان، وهم بين إخوتهم الجبناء الذين تقهقرت عزائمهم وتسيَّد الطغاة دروبهم وعقولهم، فباعوا القضية والأرض وأصحابها، فتعالى الظالم المُغتر في طغيانه، فعاث في الأرض هدماً وتقتيلا، وسوَّى البنيان بالأرض ليطمس هُوية المكان، ويجعل مشاهد ما يفعله كأهوال يوم القيامة؛ حيث نزح أهل غزة بين جنوبها وشمالها طلباً للأمن والأمان، ولكن الأيدي الغاشمة ظلت تلاحقهم فتزهق الأرواح بلا هوادة ولا خوف من أحد؛ فهم سادة الأرض اليوم؛ حيث انكشف القناع عن كل الأمم، وظهرت سوءة هذا العالم المتحجر، وقلبه المتناسي لهذه الحرب الضروس، ودوره الإنساني، وأولهم الدول العربية التي أخرستها قوى الشر الفاجرة.
اليوم.. من حقي أن أكتب وأعبِّر عن مشاعري ومشاعر كل مسلم، وقد ضاقت النفس ذرعاً مما تسمع وترى وتتناقله وسائل الإعلام، ومما يظهر أمام مرأى الجميع، وما خفي من مجازر أعظم وأشد.
أيُّها العالم البائس وأيَّتها الأمة النائمة في عروشك المتهالكة، إلى متى سيستمر الصمت في وجه اليهود الصهاينة المُعتدين، وأنتم تتفرجون وأيديكم مكبلة عن قول كلمة الحق ومجابهة الظالم وإيقافه عند حدوده، فقد طغى في الميزان -لعنة الله عليه؟
وإلى متى سنرى هذه الفظائع يمتد لهيبها إلى قلب كل مسلم غيور دون توقف أو هدنة مؤقتة أو تقدير واحترام للمواقف الدولية أو الخوف من أي بشر؟
اليوم نتساءل جميعًا عن فظائع غزة وفلسطين، من يُوقفها ومن سيمرِّغ وجه المُحتل في التراب؟
وأنا أقول وقد سُئلت عن ذلك: الشرفاء المؤمنون الصالحون سينبلج فجرهم قريباً بإذن الله، وبإرادة الله، وسيوقفون المحتل عند حدوده؛ لأنَّ نهاية الطغيان باتت قريبة رغم حلكة الليل، ورغم استعراض قوى الباطل لعدتهم وعتادهم، وستنقلب الموازين والدائرة عليهم غداً بإذن الله، وسيخسر كل من ساند وأعان ظلام الأرض على طغيانهم.. فصبراً يا أهل غزة، فإن موعدكم الجنة، وأشهد الله أنهم اشتروها بجهادهم وأرواحهم وأولادهم وتضحياتهم، وبكل ما يملكون فإمَّا النصر وإما الشهادة والفوز للمؤمنين نصرهم الله.
من يُوقف فظائع العدو في غزة وقد ضاق الأمر واستشهد الألوف ودمرت غزة بأكملها؟ إنَّه الله لا سواه، فعسى أن يكون قريباً؛ فالأمر من قبل ومن بعد بيديه جلَّ جلاله، قال الإمام الشافعي: "ضاقت فلما استحكمت حلقاتها..... فُرجت وكنت أظنها لا تفرج".
ستفرج بإذن الله، ويتحقق النصر، وسنفرح جميعاً بنصر الله برجوع فلسطين وأقصاها الحزين إلى حياض أمة مؤمنة قاتلت لتكون كلمة الله هي العليا. اللهم انصر الإسلام والمُسلمين، ودمر أعداء الدين ومن شايعهم، اللهم انصر إخواننا في غزة وفلسطين من كيد أعداء الدين، واقطع شأفتهم يا رب العالمين.