عائض الأحمد
مسيرة يتخللها درب شاق، عنوانه كفاح لم ينقطع لأكثر من خمسين عامًا، ندمت لفعل واستحسنت آخر، وكررت الخطأ لأنشد الصواب، بقصد أو بدونه، فقد أصبحت من الماضي، فكما هرم الجسد وكل شيء إلى زوال، الباقي هو تلك النظرة الحانية والقلب المفتوح والحب الدائم الذي يزداد يومًا بعد آخر، وكأنني ذاك الفتي الذي أطلق العنان لخياله، ثم أقسم أن تكوني سلطانة السعادة وفرس الرهان دون سواك، فلم يكن قدري أكثر سعاده من تلك الأيام الخولي.
منهاج الأسوياء درس يُقتدي به، لكنه سيبقى درسًا فقط فهناك مناهج آخر، ولن تكون ذات نفع إن لم تصل إلى مريديها، حتى لو كانت مجرد قصة تُسرد في لحظات صدق وتأمل، سواء كانت للعبرة أو للذكرى، التى يفوح منها عبق الماضي ونشوة الشباب وأحلام الصبا.
حينما تُعجزك الكلمة؛ فالنظرة حديث يُؤخذ به، وحينما عجز الاثنان انثنى طرفها خجلا، فوقع في نفسي حديث الهوى، وتبدد بسلام الروح وأمل الأنقياء، فمعك وبك تطيب الدنيا وتطهر القلوب.
البناء يسبقه عمل شاق، ولعل الحجر الذي رفضته اليوم هو قوام الزاوية غدا، الحكمة في بلوغ الهدف لم تكن الهدف ذاته، بل ذلك الطريق ونهايته، وأين سيصل بنا بعد حين، تسأل: ماذا تركت لي من بعدك؟ فغرقت فيما يشبه التفكير لعل الرد يبدو أكثر أثرًا ثم قلت أنا!!!! فجمعت أطرافها، واستقامت ثم رحلت، وكأني أثير شفقتها لما وصلت إليه، من أين لك كل هذه النرجسية؟ فقدان في الدنيا وتبعية في حيوات لم نكن نعلمها، أوليس الإيمان مقرُّه القلب وأنت تظن ذلك؟!!!
تذكرتُ صديقي حين قال "الأقوياء لا ينتقمون، يعيدوك إلى وضعك الطبيعي فقط".
وختاما.. "لها صمت يصم الأذان"، ونظره تبلغ الأفق حتى تهوى بك، وضماء حد الارتواء، أرض سبخة لا حياه فيها.
-------------------
شيء من ذاته: تزمجر فتقتلع جذوري، ثم تركن إلى قلبي قائلة: "أقسم بأنك تحبني". الألم رفيق المتعة.
نقد: أحدثك عن الزمان ولك حرية المكان.