ما بعد الاضطراب "شملٌ"

 

 

وداد الاسطنبولي

ننتقلُ من مرحلة إلى مرحلة وهذه طبيعة الحياة التي تعدُّ نفسها لتتهيَّأ للتغيير، فينبثق من أنفاسها الرُّكود والجمود والروتين، مع الاحتفاظ بالمركّبِ الجيّد الذي يختلط بالعنصر الجديد، ليُستخلَصَ منهما معدن جديد آخر، وتستنشق أكسجينًا فتنشرح أوصالها بعوامل أخرى؛ لينتج أيضًا خليطٌ آخر جيِّد، ومُؤكد أنَّ هناك أسرارًا أخرى في هذا التغيير مُستترة لا يعلمها سوى الله.

والخُلاصة من كل هذا التغيير والتحوُّل في المُركّبِ الجديد المنتظر الذي سوف يكون أكسجينَ الحياة لإنتاج مثمر، هي هذه القائمة الجديدة "شَمْل"، والتي تحاول الآن أن تفتح آفاقهَا للجميع وتفتح ذراعيها للتنوير، تُكمل مسيرة من سبق للأعمال والإنجاز مع التقدير للجهود السابقة من قِبَل القوائم المتوالية، واعتزاز بدلالة هذا الاسم "شَمْل" ليكون رمزًا مُقدَّرًا ومُثَمَّنا في الأعمال المستقبلية القادمة. ولا تخلو هذه المرحلة من الصِّعاب لأنها تدرس ما كان وما سيكون بنضال قوي للتخطيط والدَّعم؛ فهي لا تعيد بناءً، وإنما تُكمل الخطَى بدون تكرار لكي تتخطى بسلام.

هُناك تغيُّرات كثيرة تُرفَضُ بادئ ذي بدء، ومِن ثم تُقبل بعد أن تظهر الصورة بشكل سليم من خلال الهدف المُسلَّم به؛ لأنها أصبحت قيمًا جديدة ونهجًا نمشي عليه دون إزاحة قيمته، وهذا هو التفكير الإيجابي الذي سيستفيدُ منه الجميع.

يُراودني سؤال: لماذا نتمسَّك بأماكننا وأفكارنا؟! ولا نفتح مجالًا آخر لرؤى أخرى؟ فكل شيء آيل للزوال، ولا يبقى إلا الأثر الطيب. فقوائم التجديد تُبنى على ما سبق، وهي تُدرك أهمية الإبداع والتجديد عِوضًا عن التقليدية لتكون ذات أثرٍ إيجابي على البيئة والأشخاص المحيطين بها، ونحن بحاجة إلى هذا الإنتاج والعمل الجديد ورضا الجميع؛ فلهذا سُنَّت القوانين والتعديلات والترشيحات، لخلق شَمْل يَجْمع الشَّمْل!

وللعِلم فإنَّ قائمة "شَمْل" التي يترأسَّها الدكتور سعيد مبارك تعدُّ القائمة الوحيدة التي تقدَّمت لإدارة فرع الجمعية في ظفار، للانتخاب دون مُنافس، وسيتم لم الشَّمل في رحاب النور ليعُم الجميع.

بداية صعبة؛ فالمُسمَّى بحد ذاته أمرٌ ليس بالهيِّن، لكن نهايته بعَوْن الله مثمرة، إذا خَرجنا عن تطبُّع الأنانية؛ فلابد أن يحتضنَ الإيثار المَسَار، ولن يكون هناك غموض يُسبِّب الاختلاف لأن البداية ستكون واضحة تحت ضوء ما سبق وما يلتحم من خبرات قادمة.

شَمْلُ المثقفين يحتاج إلى دقة ووضوح وثقة بين الأعضاء، وما يرتبط بهم من مجالس وصَالونات وأندية ثقافية، لا نُريد سيناريو مُتكررًا ولا الرجوع لأول السَّطر، وإنما نُريد أساسًا يُبنى على مذهبٍ وفكر وفكرة صحيحة، ولأنَّ الشَّمْل تنمية للوطن بشكل عام والمواطن بشكل خاص.. لتكون "شَمْل" إكسيرَ الأدب.