"يورو 2024": ألمانيا ترسب في "اختبار التنظيم" رغم تأهل المنتخب!

 

برلين- الوكالات

 

تحوّلت بعض ملاعب كأس أمم أوروبا 2024، المقامة في ألمانيا، إلى برك سباحة تنزِل من مدرجاتها شلالات مياه وتصرف المياه منها بطرق بدائية، وكأنها المرة الأولى التي تمطر فيها ألمانيا.

ولا يختلف اثنان على أن بطولة اليورو الحالية ناجحة على مختلف المستويات الكروية والجماهيرية والفنية وتقدم مباريات تنافسية عالية وغزارة تهديفية ولكن على المستوى التنظيمي يشوبها الكثير من الشوائب. وهذه الشوائب تحولت إلى مشاكل، والمشاكل غدت فشلا تنظيميا، والفشل التنظيمي أصبح فوضى تُرجمت -على الأرض- مشاجرات وأعمال عنف وشغب داخل الملاعب وخارجها وحتى في الشوارع البعيدة كيلومترات عن الملاعب التي تحتضن المباريات. وانتظرت الجماهير عربات القطار المتاحة لنقلهم من المحطة المزدحمة بالقرب من ملعب "أرينا أوف شالكه" حتى وقت متأخر من الليل. وأظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي قطارات ومحطات مكتظة بالمشجعين الذين تدافعوا بكثافة وكادت تحصل كارثة لأن هناك جسر مشاة واحدا فقط يصل الملعب بمحطة القطارات.

وكتب أحد المشجعين على منصة "إكس" -وقتها- أنه "انتهت المباراة قبل الساعة الـ11 مساء بقليل، 3 ساعات للسفر بالترام والقطار إلى دوسلدورف التي تبعد أقل من 50 ميلا (80 كيلومترا)، إنه أمر سيئ بشكل مذهل".

ووصفت الوكالات العالمية والمواقع المتخصصة، التنظيم بالـ"كارثي" وشككت بالـ"كفاءة الألمانية" و"دقة الماكينات" التي لم تعرف كيف تتحضر لبطولة من المفترض أنها تعلم بتنظيمها في هذا التوقيت، قبل سنوات ولكنها لم تكن حاضرة على مختلف المستويات.

البداية كانت مع مباراة صربيا وإنجلترا وخروج الجماهير من ملعب "شالكه" في مدينة غلزنكيرشن، إذ انتظرت عشرات الآلاف من الجماهير ساعات ليستقبلوا القطارات، ووصل الأمر حد أن القطار يأتي مرة واحدة كل 20 دقيقة لأكثر من 45 ألف شخص. وعانت معظم الجماهير -التي لجأت إلى مواقع التواصل للتعبير عن غضبها واستيائها- من ظروف صعبة وانتظرت لساعات بسبب فشل المترو في الوصول بالمواعيد المحددة وعدم القدرة على استيعاب الأعداد الغفيرة للجماهير.

التأخير والفشل في منظومة المواصلات لم يكن سوى رأس جبل الجليد الظاهر، وبعدها بدأت تنتشر بكثافة فيديوهات للمشاجرات العنيفة بين المشجعين وتحطيم المطاعم والحانات والتي قص شريطها مشجعو صربيا وإنجلترا.

ثم انتقلت حمّى الفوضى إلى مباراة تركيا وجورجيا، إذ انطلقت شرارة المواجهات خارج الملعب في الشوارع واستمرت داخل الملعب الذي تحولت مدرجاته إلى ساحة للقتال. وكل هذا يجري وقوات مكافحة الشغب عاجزة عن حسم الأمور وإيقاف الاشتباكات.

تعليق عبر الفيس بوك