بصمة العطاء.. حكاية منسية

 

إبراهيم بن محمد الفرعي

 

نتداول في أخبارنا الرياضية أخبارًا شتى؛ عن دورات وبطولات رياضية، لاعبي منتخبات وأندية، والكثير من صنوف الأخبار والتقارير والنشرات، لكن بين سطور كل هذا الكم الهائل من الأخبار؛ توجد حكاية منسية، قصة لاعب مرَّ في ذاكرة الرياضة وتفاصيلها الصغيرة، ربما لم يكن مشهورًا أو معروفًا بين النَّاس إلا في دائرة مُغلقة، لكنني وجدت نفسي اليوم في إحدى تلكم القصص، فقررت أن أصبح حكاءً لها من خلال لاعب اكتشفت بعضاً منه، فقررت الكتابة عنه.

في حوار بسيط جمعني -مُؤخرًا-بالأخ العزيز سالم الراشدي لاعب وإداري سابق بنادي المضيبي أثناء دوري عائلي بسيط أخذنا الحوار إلى أحوال اللاعبين القدامى، فكان أن سرد سيرة أحد هؤلاء اللاعبين؛ رجل خاض تجربة في نادي المضيبي في ثمانينات القرن المنصرم، محمد بن خلفان الراشدي (أبو محمود) الطالب النجيب في مدرسة المهنا بن جيفر، وفني المختبرات (المُتقاعد) بمستشفى سناو.

علاقته بالكرة بدأت من "سكك" حلة السوق وصفنان، يحمل الكرة بين يديه "ويمشي واثق الخطوة" ومن خلفه بقية الأطفال، لمع بريقه في فريق "القادسية سناو" كأحد لاعبي الارتكاز البارعين، قبل أن يكون له فريقًا اسماه "الأنصار" ولأسبابٍ أو لأخرى عاد بعد حين لفريقه الذي اختتم به مشواره الرياضي، أما على صعيد الأندية فخاض تجارب غنية في نادي المضيرب، ونادي البستان- آنذاك أهلي سداب حاليًا- ونادي عُمان على فترات قصيرة، وقد حقق في الفرق الأهلية عدة ألقاب مع مجموعة من فرق ولاية سناو، كما أنه درب فريق القادسية بسناو في فترات متفاوتة بين عام 1996 وعام 2000، قبل أن يعتزل الكرة لاعبًا ومدربًا عام 2001.

إنَّ الحديث عن لاعب عاش في الظل، ليس حديثًا عابرًا بقصد المدح؛ بل ثمّة حكايات ما بين السطور يجب أن نرويها للأجيال؛ لينهلوا من معينها، فمع الراشدي وأمثاله شغف الكرة وأخلاقيات الرياضة والحياة بشكل عام، وكم من بصمة عطاء بيننا تعيش في الحكايات المنسية.

تعليق عبر الفيس بوك