المهام والأهداف

 

عائض الأحمد

اتطلع لليوم الذي أكمل فيه مهامي"وأنام قرير العين" كما جرت عادتي اليومية، وأزعم أن أهدافي قد تحقق بعضها والبعض ذهب مع الريح، ستظل إلى نهاية المشوار محاطاً بمهامك ولكن أهدافك شئ آخر فهناك من يقف إلى حد معين ويقول وصلت إلى هنا وحان الوقت للاستمتاع أو التأمل لك ماشئت فلا خلاف حول ذلك، فما دمت تستنشق الهواء فأنت حزمة مهام وجدول أهداف يعلم الله وحده أين ستصل.

يقول كبار السن ممن عاشرناهم جيلكم وقع ضحية العصر وسرعة إيقاعه فمن سوء حظكم ذاك التغير المذهل الذي لم يستوعبه البعض وضاع في خضمه فهو لا يعلم أي جيل ينسب إليه أو يسير في نهجه وإيقاعه، تاه وأخذته غفلة الانبهار تارة والتردد في أخرى لعدم قدرته على تحديد مساره، صدمته الحضارية تلاحقه إلى الآن وتجده يترحم على الماضي ويتمناه رغم بعض المعاناة التي لحقت به وقسوة تلك الأيام وصعوبتها ولكنه يذكرها وكأنها محبوبته التي اختارت غيره دون رجعة فعاش يندب حظه، ويحلف لمن حوله بأنها خانته، رغم العهود والوعود، ولكنه يكن لها كل الحب ولن تنسيه مُغريات أوانه عن ذكرياته البائدة التي لم تعد أكثر من صفحات طواها الوقت وتجاوزتها الفصول وتبدل ليلها بنهار قادم لا محالة.

هناك من يأسره الوقت ويتوق إلى لحظات عامرة كما كان يراها يتوقف الزمن به عند تلك اللحظة التي سقته شهدا روى به أوصاله وربت به ورقة عمره الخضراء، كلما أخذه الوقت إلى مكان وزمان آخر استعصى عليه الفهم والتسليم بمغادرة وطن أحلامه وكيف له بذر الرماد بعد أن أوقد ناراً ظنَّ أنها ستظل مستعرة لن تنطفئ حية بحياته يجدها كلما شعر ببرد، التمرد صفة إنسانية فحينما يعتريك خوف أو انكسار يسطع نجم "العصيان" وإذا بها كرامة أهدرت في أجزاء من حلم أيقظته خطوات تعثرت أمام "الفيه" لم تتجاوز تناقضاتها فاغرقتك في سابق عهد استوطنك وجعل من الآن فوات وقع أقدام رحلت واستوفت نصيبها من الدنيا.

فاصلة:

لم يعد هناك ما يرهقني هناك فقط من يملكني ويسرح بخيالى إلى فضاء لم أكن أعتقد أنه سيصل بي إليه، الفصول تأتي وتذهب وتتعاقب الأيام وأنت باقية مستوطنة لا حدود لك، ماذا فعلتِ بعاشق يقضي أيامه منتظرا، متلهفا لنسمة عطرك، وإشراقة ابتسامتك، وفوح جسدك المخملي، تأسرني تفاصيلك وتلاحقني أينما ذهبت، فلم يزدني البعد والعمر إلا أمل أن أحضنك وأهمس في أذني سعادتك أحبك وكفى.

ختامًا: الثقة عمل يتكرر وليست هبة تُعطى ثم تُنزع حينما يخطئ بنو البشر، "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر".

شيء من ذاته: الوحدة تُعلِّمُك الصمت أن على الضجيج.

نقد: إذا اعتقدت بعد كل هذا أن قلمي سيُكسر فانتظر كثيرًا.