دنيا الغجر (7)

 

مُزنة المسافر

 

 

نيكولاس: سنحرق.

ونُغرق من يقول أي لا في وجهنا يا داريا.

لن نتعثر.

ونتأخر.

سنسرق وننهب.

ونسلب ونغلب.

داريا: هل طبعك صار من طبع الغجر؟

تسلب البشر بدم بارد.

نيكولاس: ما بكِ تحتجين؟

وكأنك نسيتِ الفكرة الأساسية.

ولما العتب؟

داريا: ما بك صرتَ كالتمثال الخامد.

الصامد في منتصف باحة.

ليوهم كل زوار الساحة.

أنه تمثالٌ ثمين.

نيكولاس: ماذا تقصدين؟

داريا: سأحمل حاجياتي.

وابتعد.

ولن أعود لشجرة القسطل.

أو بين أشجار القنب.

يا صاح أحلق هذا الشنب.

لست صاحب قرار.

لقد لُذنا بالفرار.

لكنك ترغب في السرقة.

وفي كل تركة.

لقد أسعدتني الحرية.

نيكولاس: سأدخن الغليون.

وسأعود لأطلب منك أن تكوني هنا للأبد.

داريا: سأتركك وأترك أوهامك المعتمة.

وأبحث عن درب طويلة تناسبني.

نيكولاس: انتظري يا داريا.

حملت حاجياتها في كيس قماشي.

وغابت بعيداً للغاية عنه.

وغطت سحابة وغمامة.

كل أوهام الغليون التي استنشقها نيكولاس.

ماذا أيها الغريب؟

ما الذي حدث؟

لقد وقع البُعد والنأي.

إنك هنا لتفنى.

كيف ستعيش زهر العمر المتبقي.

وهل ستعيشه مع داريا؟

الغجرية؟

وسط أيامٍ وردية.

وعطرية.

استفاق نيكولاس من قيلولة طويلة.

لم يجدها بجانبه.

لقد غابت بالفعل.

ونأت وأبت أن تعود.

إنها في مشوار الألف ميل.

إنها في درب يميل.

نحو شيء فيه حنكة.

ربما رجلٌ آخر.

غامر بقلبه.

وأحدث الشغب.

لفؤاد داريا الضعيف.

هل هذا هو الاحتمال الصحيح؟

أنها راحت للغيوم.

أو ربما لتلك النجوم الهائمة.

وهل هي في اللحظة نائمة؟

أو سائمة من هذا الوضع.

تعليق عبر الفيس بوك