راشد بن حميد الراشدي
تقطعت القلوب فهل من سبيل‼️ وتمادى الطغيان فهل من مُنقذ‼️ وتكبر البغاة فهل من نصير‼️ وتنكر الأخ فهل من حبيب‼️ وتضاربت المصالح فهل من صاحب لُب وإنسانية وأخلاق‼️ وتقطعت الأجساد فهل من معتبر‼️ واستُشهد الأطفال والشباب والعجائز فهل من صريخ وعويل‼️ وتجاوز الطغيان كل الأعراف فهل من محجم له‼️
مع أحداث غزة وفلسطين ومع سقوط آلاف الشهداء وآلاف الجرحى نقول وبملء الفؤاد: بأي حال عدت يا عيد. أحزان تملأ الفؤاد، وكدم في الأنفس، وحسرة وندامة، وألم وحياة مسودة الأفق مع آلام فلسطين واستنصار أهلها بأمتهم العربية والإسلامية، وهم أموات لا حراك لهم، ولا صوت، هُم كغثاء السيل بلا فائدة منهم؛ بل إن بعضهم ألد عداوة وبغضاء من اليهود وأكثر حقدًا ومكيدةً ونفاقًا من أسلافهم، فقد مُحص الحق من الباطل وظهرت النوايا بمواقفهم الخسيسة وأفعالهم القبيحة.
اليوم ومع هذه الأيام المباركة ومع مقدم أيام عيد الفطر المبارك وشهداء غزة يتساقطون بالمئات كل يوم نقول ونردد في أنفسنا: بأي حال عدت يا عيد.
بأي عيد والفلسطينيون يخضعون تحت نير محتل غاصب والساسة يأتمرون بأوامرهم، وقد ظهرت معادن الرجال وأصوات الأحرار من معظم بقاع الأرض، ونامت الأمة العربية والإسلامية في غياهب الزمن نومةً أبدية مكتوفة الأيدي مشلولة الأرجل عن الدفاع عن فلسطين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبلة المسلمين الأولى.
بأي حال عدت يا عيد، والسودان جريح صريع مضرج بدمائه في حرب تقسيم أهلية وفتنة أُشعلت لتدميره ومحق خيراته ومع تفتيت العديد من الدول من أعضاء وجسد الأمة العربية والإسلامية كسوريا والعراق وليبيا ولبنان، نجد أن الأمة ماضية إلى الدمار والاندثار، فإذا لم تقم بها الإرادة الصادقة بتغيير المسار إلى الحق والعدل والمساواة والرجوع لله ورسوله في كل أمر، فالويل ثم الويل من أمة لا تفقه من هو عدوها وما هو مستقبلها وإلى أين تسير مراكبها.
بأي حال عدت يا عيد، ونحن نرى ما نرى ونسمع ما نسمع من عدو غاشم وخائن مؤتمر بإرادة أسياده وفجور وقتل وسفك دماء بلا تحريك للضمائر، فعاث العدو فسادًا في كثير من البلدان فجعلها خُربة وساوى بأمجادها وبنيانها الأرض بلا رقيب أو حسيب.
اليوم ونحن نستودع فلسطين وسائر الدول العربية والإسلامية المهضومة الحقوق ندعو الله نصرًا مؤزرًا قريبًا عاجلًا غير آجل، ونسأل الله الهداية للجميع والتوفيق في إعلاء كلمة الله فوق كلمة المجرمين.
ختامًا.. نقول وقد توشح القلب رداء شرفاء غزة وحزنهم "بأي حال عدت يا عيد" فعسى القادم أفضل، ومع بشريات النصر ندعو الله أن تصلي أمة محمد صلاة عيدها القادم عيد الأضحى المبارك في باحات المسجد الأقصى المبارك محررًا وقد تم استئصال شأفة اليهود وتحرير فلسطين من أيدي الصهاينة الأنذال.
عيدكم مبارك بإذن الله وكل عام وأنتم بخير، وعلى تقوى من الله وثقة بنصره وتأييده، وتقبل الله طاعاتكم في شهره الفضيل.
حفظ الله عُمان وطن السلام وسلطانها وشعبها وجعلها واحة الآمنين المتقين.