احتفاء بيوم المخطوط العربي

تسليط الضوء على 4 مخطوطات عمانية مهاجرة توثق الإرث الحضاري العريق

 

مسقط- الرؤية

تسلط وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة في دائرة المخطوطات، الضوء على المخطوطات العمانية المهاجرة، وذلك احتفاء بيوم المخطوط العربي والذي يصادف الرابع من أبريل من كل عام.

وتعرف المخطوطات المهاجرة بأنها المخطوطات التي انتقلت خارج حدود موطنها الأصلي، كما تعتبر المخطوطات إرثا عمانيا عريقا وهي كنز بالغ الأهمية والتي من شأنها أن تكون حاضنة لذاكرة الشعوب وهو ما جعل العرب في العصور الإسلامية الأولى وخاصة في العصر العباسي يركزون على شراء الكتب ونسخها والعناية بها.

وتزخر دول العالم في الأرشيفات والمتاحف ومراكز الوثائق المختلفة بالعديد من المخطوطات العربية والإسلامية، في ظل وجود جهود عربية حثيثة لإنقاذها واستعادتها، لأنها تحتوي على فكر خلاق في العلوم الطبيعية والرياضية والفلكية والأدبية واللغوية والإنسانية، ولعبت دورا بالغا في قيام النهضة الأوروبية، حيث اطلع الأوروبيون عليها ونقلوا جزء كبيرا منها بهدف الرقي والازدهار العلمي الفكري في مختلف العلوم والمعارف، إذ تمثل الوثائق والمخطوطات صورة حية لنتاج الفكر الإنساني في مجالات العلم والمعرفة بشتى فنونها وفروعها.

وتملك سلطنة عمان- كغيرها من الدول- مخزونا حضاريا وفكريا كبيرا ومميزا، وتفاخر بوجود وثائق ومخطوطات مهمة ونادرة ضمت مصنفات الفقهاء ودواوين الشعراء وتجارب العلماء واستنتاجاتهم، وفيها تكمن روح الحياة الفكرية والمعرفية التي عاشها أولئك الصفوة من المؤلفين طوال القرون الماضية، فسطروا عصارتهم الفكرية في تلك النفائس الورقية التي ترفد الكثير في التراث الثقافي للإنسان.

وحرصت دائرة المخطوطات بوزارة الثقافة والرياضة والشباب بأن تسلط الضوء على المخطوطات العمانية المهاجرة إلى دول العالم، إذ إن هناك العديد من الظروف التي أدت لخروجها مثل الإهداء والبيع والسرقة وهجرة العلماء بأنفسهم لطلب العلم واستقرارهم في تلك البلدان، وبالرغم من خروج المخطوط العماني من بيئته والذي يعد جانبا سلبيا على الإرث العماني، إلا أن وجود تلك المخطوطات في مكتبات وجامعات مختلف الدول يعد مشاركة فعالة لنتاج الفكر الإنساني والإرث الثقافي العماني، ويعتبر انعكاسا لعظمة عمان التاريخية وعلمائها الذين عاشوا في القرون الماضية واهتموا بجميع العلوم الإنسانية والتطبيقية المختلفة.

وأول تلك المخطوطات المهاجرة مخطوط "الشعاع الشائع باللمعان في ذكر أسماء عمان"، وهو عبارة عن قصيدة يسرد فيها ملامح التاريخ نظمها ابن رزيق ونهج فيها نهجا مغايرا في كتاباته التاريخية، إذ عمد إلى نظم الأحداث والوقائع في القصيدة الغراء التي تتكون من 148 بيتا مبرزا مكانته التاريخية عند المؤرخين ومهارته الشعرية التي تضمنت سيرة 25 إماما أولهم الجلندى بن مسعود إلى الإمام سلطان بن مرشد اليعربي.

أما ثاني المخطوطات فهو مخطوط "علم الأنساب الذي حير الألباب" وهو للعوتبي وهو مخطوط عماني يتناول نسب عدنان وقحطان ويتناول سيرة أصل العرب من عدنان وقحطان، وقد كتب بشكل مميز بخط يحمل اللونين الأسود والأحمر، وهو مضاف ضمن مجموع.

وكان المخطوط الثالث هو مخطوط "النونية الكبرى" وهي للبحار العماني أحمد بن ماجد السعدي الملقب بأسد البحار، وتعود للقرنين التاسع والعاشر الهجريين، وهو عبارة عن منظومة شعرية في علم البحار يصف فيها المؤلف أصول علم البحار بخبرته الفذة في الملاحة البحرية وعلم الفلك والجغرافيا.

ورابع المخطوطات مخطوطة "تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان" للشيخ نور الدين عبدالله بن حميد السالمي المفكر والمصلح الموسوعي العماني الذي صنفته اليونيسكو من ضمن الشخصيات المؤثرة في العالم عام 2015م، حيث يتناول هذا الكتاب الثمين الكثير من الأحداث في تاريخ عمان، وقد اعتمد فيه على المصادر التاريخية  والروايات الشفوية المتناقلة من جيل إلى آخر، وقد تطرق إلى روايات عاصرها  بنفسه ليصبح هذا الكتاب من أمهات كتب التاريخ العماني، حيث يتناول الجزء الأول التعريف بعمان وفضائل أهلها وكيف دخلها العرب وأخذوها من الفرس، وكيف توافدوا عليها بعد فتحها وذلك قبيل قدوم مالك بن فهم إلى عمان، وسرد تفاصيل حكمه وحكم أبنائه، أما الجزء الثاني فقد تناول فيه تاريخ الدولة اليعربية، وتاريخ الدولة البوسعيدية، ورتب الإمام موضوعات الكتاب بتسلسل زمني دقيق.

تعليق عبر الفيس بوك