دنيا الغجر (4)

 

مُزنة المسافر

 

 

داريا: ماذا تعرف؟

نيكولاس: لا أعرف شيء.

وأنت ماذا تعرفين؟

ولماذا تسألين؟

 

داريا: لست مثل باقي النبلاء.

إنك أسير صغير.

هل تملك حظوة وسطوة؟

لا اعتقد.

 

نيكولاس: وكيف تجرئين؟

 

داريا: إنني أقول ما يحلو لي.

وما يزهو لقلبي الضمآن.

وفؤادي العطشان للحرية.

إنني داريا يا صاح.

لست بوقاحة الآخريات.

لكنني نبيهة.

ولا أسهى عن اليقظة أبداً.

 

نيكولاس:  وماذا سيفعلون بي؟

ماذا تعتقدين؟

 

 

 

 

داريا: العربات هاجرت.

وغامرت وخرجت في سرعة.

وغيبت رجال الدَّرك.

وقادت الغجر جميعهم إلى باب النجاة.

لكن ليس هنالك من حُماة.

لقد رفعوا سكاكينهم في الهواء.

ونصبوا الآن الخيام الواقفة في جفاء.

وأرادوا أن يكونوا بعيدين في خفاء.

عن الأعين الواسعة.

التي تبحث عن ظهورهم.

لتأتي بالغدر.

يقولون أن الأعداء في خِدر عميق.

يا إلهي لقد نال منهم العتم السحيق.

لقد هُزمنا يا صاح.

ليس لنا مجد أو رغد.

لنا الخواء والفراغ.

لقد فقدنا كل شئ.

لم يخبرك أحد، لكنني أخبرك الحقيقة.

لست أكذب.

ولن أغلب.

إنك غريب أريب.

لكنك تعرف كل شئ.

إنك رجل العظمة.

والهيبة.

الصلب الصعب.

 

نيكولاس: وماذا تريدين الآن أيتها الغجرية؟

 

داريا: أود أن أساعدك.

هل تسمح لي؟

 

 

نيكولاس: ليس هنالك فسحة للمشاعر مع الأعداء.

هل تعلمين أنك إن أحببت الغريب؟

سيدركك الهلاك والخيبة.

 

داريا: والقتل والأفل؟

لست مهتمة أصلاً بهم.

إنهم يدركون أحلاماً واهية.

وغائبة عن الحقيقة.

الحقيقة مُرّة وأراضينا لم تعد حرة.

وأخشى أن رجالك هنالك في تلك القلعة.

سيهدمون قصورنا المبنية على الوحل.

بقصد ودون قصد.

سيهدمون كل شئ.

وينتقمون انتقاماً شديداً.

مريداً للهزيمة.

وأنا أعلم أن هذا نكران وبطلان.

لما نحن.

لكنني اليوم لست غجرية.

ولا أريد أي خلخال في رجلي.

وأي قرصٍ فوق جذعي.

ولا أريد أي وشم أو رسم.

 

إنني أرغب أن يعيش فؤادي حراً.

كطير يطير فوق الأكتاف.

ويحط فوق السفح.

كعقاب عظيم.

ونسر قديم.

يعرف المساكن والأماكن.

ويدرك الأعشاش.

ويشعر بالأنفاس.

والنوايا.

وهل من خطايا؟

 

نيكولاس: نعم لقد قاموا بالخطيئة الكبرى.

لقد كذبوا وسلبوا.

ونهبوا بقصد.

 

داريا: لست مثلهم.

أنا أخرى.

أنا داريا.

أبية، نقية.

كما هي روحك المعطاءة.

والتواقة للمحبة.

دعني أساعدك.

وأساندك مساندة أخيرة.

جديرة بأن تحملنا معاً للأمان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك