خطوات متسارعة نحو طريق مسدود

 

فوزي عمار

 

يحاول عبثًا المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باثيلي، تحقيق ما فشل فيه زملاؤه الأكثر سطوة ودعمًا دوليًا، مثل غسان سلامة والأمريكية ستيفاني وليامز، وللعلم باثيلي مشغول حاليًا في الانتخابات الرئاسية في بلده السنغال.

محليًا الجميع أجمع على نهاية حكومة الفساد العائلي؛ فظهور مظاهرات وبيانات في معقل العائلة في مصراتة وفي سوق الجمعة والزنتان والزاوية وبني وليد.

وفي الوقت الذي ظهر فيه الخلاف بين الدبيبة مع الصديق الكبير الذي لم يعُد يستحمل فسادا فاق الخيال ووجد نفسه يلعب دور المحلل الشرعي لزواج غير شرعي لعمليات نهب كبرى في ظل تضخم وارتفاع أسعار غير مسبوق يؤثر على حياة المواطن الذي رجع يقضي الساعات في طوابير أمام المصارف للحصول على مرتبه الهزيل.

دوليًا أمريكا تريد تحركاً ولو بسيطاً في أحد الملفات الخارجية في ليبيا أو السودان بعد فشلها في ملف أوكرانيا وغزة وهجمات البحر الأحمر.

أمريكا- والإدارة الديمقراطية تحديدًا- تريد للنظام أن يبقى في حدوده الدنيا؛ لأن الفوضى إذا ما خرجت خارج الحدود المسموح بها فسوف تفقد السيطرة عليها لذاك يجب أن تبقى داخل دائرة الصراعات الخفيفة كما قال ثعلب السياسة الأمريكية هينري كيسنحر: "صراع منخفض الشدة

 Low intensity conflict".

البعثة منزوعة الأنياب في ظل حالة ليبية في مفترق طرق دون علامات إرشادية وفي ظل صراع كوني وعالمي وحرب في قلب أوروبا هذه المرة وليس في الأطراف ووجود قوات روسية وقوات أحد أعضاء حلف الناتو وهي تركيا تجعل الحالة الليبية وصلت إلى طريق مسدود.

الحالة الليبية قريبًا ستصل إلى حالة من التعفن بعدما استمر المؤتمر الوطني لأكثر من اثنتي عشرة سنة والبرلمان لعشر سنوات ومحافظ مركزي مقال على رأس الخزينة الليبية ورئيس ديوان يحرس الفساد وخاصة فساد جماعته الإخوانية المطرودة من الشارع بدءًا من ملف الجرحي في تركيا معقل الإخوان، رغم تراجع تركيا مؤخرا عن الدعم لهم، وصولًا لزيارة الرئيس التركي إلى القاهرة.

الليبيون ما زالوا منقسمين ولم نصل إلى تغليب المصلحة العليا بعد ..حالة السلاح المنفلت وغياب الدستور وغياب الاتفاق على قواعد اللعبة السياسية، فنحن مختلفون حتى على المسلمات والبديهيات.

نجاح أعضاء من مجلس النواب والدولة في لقاء في تونس مؤخرا وصدور بيان يؤكد على مخرجات لجنة 6+6 بعد تأكيد المجلس على مخرجاتها. رغم أنه اجتماع جانبي وليس رئيسياً، فالرئيسي سيكون في باريس قريبا بين رئيس مجلس النواب (عقيلة) ورئيس مجلس الدولة (تكالة)، وإذا لم يتم اتفاق سوف يضطر باتيللي وستيفاني (الثانية) التي عينها أنطونيو جوتيرش لتدعم باثيلي المتعب، وربما لاحلال محله قريبا إلى الذهاب الى اللجنة رفيعة المستوى من 55 عضوا لن تكون فيها حصة المجلسين أكثر من 20 شخصًا فقط.

أخيرًا.. وبعد تدهور الوضع الاقتصادي ووصول الدولار إلى أكثر من 7 دنانير ليبية، وفساد في مشروعات الدولة بلغت فيه العمولة نسبة 40%، لم يبق من أملٍ في ظل الشارع النائم وقريبًا سنصحى على كارثة جديدة مثل العديد من الكوارث المتتالية.