د. صالح الفهدي
ضَمِيرُ الْحُرِّ يُثْقِلُهُ الْيَقِينُ
وَيُرْدِيهِ التَّوَاطُؤُ إِذْ يَخُونُ
رَأَيْتَ الْمَوْتَ أَعْظَمَ مِنْ حَيَاةٍ
تُهَانُ بِهَا الضَّمَائِرُ أَوْ تَشِينُ
فَتَغْدُوَ فِي يَدِ الْخَوَّانِ سَهْمًا
تَسَمَّرَ فِي ذُؤَابَتِهِ الْمَنُونُ
فَأَضْرَمْتَ السَّعِيرَ عَلَيْكَ حَتَّى
تَأَجَّجَ بِاللَّظَى جِسْمٌ دَخِينُ
فَمَا انْسَانِيَّةً تَرْضَى انْتِحَارًا
وَلاَ يَرْضَى بِمَا أَقْدَمْتَ دِينُ
وَلَكِنَّ التَّغَطْرُسَ مِنْ بــِلاَدٍ
نُسِبْـتَ لَهَا؛ تَلَبَّسَهَا الْجُنُونُ
تُعِيِنُ بَنِي صَهَايِنَــةٍ عُلُوجًا
خِسَاسًا؛ مَا اسْتَقَامَ لَهُمْ يَمِينُ
وَأَمْرِيكَا لَهُــــمْ زَنْدٌ عَضِيدٌ
كَرَقْطَاءٍ تَعُضُّ وَلاَ تَبِينُ
فَمَا طُقْتَ التَّوَاطُؤَ فِي دَمَارٍ
تَعَالَى مِنْ إِبَادَتِهِ الْأَنِينُ
فَلاَ هِيَ نَاصَرَتْ شَعْبًا ظَلُومًا
وَلاَ يَنْدَى لِفِعْلَتِهَا جَبِينُ
لَعَلَّ ضَمَائِرًا تَصْحُو لِنَارٍ
فَتُدْرِكَ أَنَّ حَائِنَهَا يَحِينُ
د. صالح الفهدي
سلطنة عمان
٢٨ فبراير ٢٠٢٤م