سارة البريكية
عندما يتفرد الجمال شعرًا وعذوبة ورقة عندما يجتمع الإبداع بالمبدعين وعندما تعزف قوافي الشعر المخضب بحناء الثقافة والأدب وعندما تفوح روائح القصيد وعذب الكلام،كانت هناك إمارة تقف أيقونة لكل ذلك ومنارة للسلام والحب وشعلة وقّادة تمطر شعرا.
من قلب إمارة الشارقة، أكتب لكم وأبعث خالص الود وعظيم الامتنان لرجل الثقافة والإبداع، لمن صاغ أيقونة العقد الفريد، وتفرَّد بالعزف الوحيد والبوح المختلف، صاحب السمو الشيخ الحاكم رجل من الطراز الأول عاشق للشعر ولكل بحور الأدب مازجًا من التراث العربي والشعر النبطي لوحة فنية لا تتكرر، فكان لنا طيب اللقاء وصادق الود والعطاء، وكانت عينيه تحدثنا عن وجود الشعر في عالم الوحشية والقتل والتحدي والقضاء.
كانت لي مشاركة عبر مهرجان الشارقة للشعر النبطي في دورته الثامنة عشر والذي يعيش أبهى حُلة بفضل القيادة الحكيمة والوقفة العظيمة من لدن حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، ورغم تعدد الملتقيات التي حضرتها في حياتي إلا أن الاهتمام الواضح بالشعر والشعراء كان جليا وملموسا ومقدرا، وكان الشاعر مكرمًا، والأديب المخضرم، فأعطى انطباعا ممتازا لدى كل من حضر المهرجان وكل من سكن قلب الشارقة الفاتنة بالجمال.
وعندما يحين المساء تتراقص الكلمات في أبهى حلة وصورة وتتألق المعاني وتزهر الفصول والاحرف المطرزه بعبارات الولاء والعرفان لكل من يولي هذا الاهتمام بالثقافة والأدب فكان اللقاء سعيد والأمل الجديد وحلة من العقد الفريد.
إن حضور هكذا مهرجانات يخلق جوا مختلف يتوشح بالجمال الساحر في وقت زاهر وفي هدوء الترانيم الشعرية وتمازج الأحرف ودخان القصيد الذي يفوح هنا وهناك، طيب الذكر يخلق السعادة وجوا من الألفة وجوا من التناغم؛ حيث التقاء الأدباء وأساطير الكلمة ببعضهم يعتبر نجاحًا آخر، وتعاونًا ملموسًا، وأن تنوع الثقافات باختلاف البلدان وتبادل الأفكار والخبرات، يُعد من المكاسب التي لا تتكرر إلا في مثل هذه المهرجات والتجمعات الأدبية الجميلة.
نجاح مثل هذه المهرجانات العريقة ينم عن تورارث القيادات وتجديد وضخ الدماء وإشراك الجميع في منظومة تكاملية وعدم التفرد بالقرارات والالتزام بالشروط الواضحة والمدرجة لدى المسؤولين وأصحاب القرار، فكانت الشراكة نتاجًا واضحا ومعنى جليا لمعنى التلاحم والتفاهم للصعود باسم المهرجان عاليا ليبقى اسمه يلوح في الأفق في تعدد الخبرات والأفكار يبقى التفاهم والاخاء والمودة سائد بين أعضاء المجلس الأدبي الذين سعوا كثيرًا لخدمة الثقافة والأدب وتناغم روحي لا يتكرر؛ حيث كانت اللحمة الوطنية لا يختلف عليها اثنان، والعمل المشترك وتوزيع المهام، كلٌ حسب موقعه أخرج لنا مهرجانا ناجحا بكل المقاييس. وفي مثل هذه المهرجانات الثقافية والأجواء الأدبية والشعرية تعيد لنا ذكريات الشعر وبوح القوافي وأياما مضت قضيناها في أروقة الملتقيات الأدبية وأجواء من الدفء في مدينة السحر والسمر، وكان من عشاق الحرف صوتا مسموعا وحديثا يشبه ترانيم البلابل الشدية وزقزقة العصافير الندية وغصنًا وارفًا من الطاقة الإيجابية التي يحب أن تتواجد دائمًا لدى المنظمين والمدعوين والشعراء والأدباء؛ لأنه متى ما تواجدت تلك الطاقة الخفية، كان الإنجاز عظيما يُشار له بالبنان ولا يختلف عليه أحد.
شكرًا لمجلس الحيرة الأدبي بإمارة الشارقة، وشكرًا لدولة الإمارات العربية المتحدة، وشكرًا لسمو الحاكم ورجل الثقافة والأدب والعدل والحكمة صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، على العطاء وعلى الحب المقدم منهم تجاه كل الشعراء فردا فردا، ودامت شارقة الثقافة منارة للعطاء المتوهج تزهر الورود اليانعة وتتراقص حبات اللؤلؤ في عقدها الناصع بالبياض لتتمازج الكلمات بالحروف وتخرج لنا نشيدا يهدف إلى التعاون والتعاضد والإخاء.