عائض الأحمد
قد يكون حلمًا وربما صديقًا ولعله حبيبًا قريبًا أو روحًا تسكنك في الخفاء.. زائر يأتيك دون سابق موعد، هكذا تجده بين يديك وأمام ناظريك، يجيد الحديث تاره، ويتلعثم أخرى وكأنه شعر بأن الوقت ليس له، والمكان اكبر من قدرته على الفهم.
يسأل ويجيب ويكرر السؤال، وتأتيه اجابه تحكي حاله وسوء مآله. يكتفي منك بالزيارة كغريب حط رحاله، دون أن تكون مقصده أو وجهته، ساقه القدر وحملته قدماه المثقلتان بجروج الزمن ووهن العمر الضائع في رجاء من حوله ومناشده من يرقبه من هناك لعل وعسى أن يجد ضالته أو يتبعها في طريقا لم يكن سيخطوه لولا صوت ذاك الزائر وانين حلم يرقبه من سنين.
لا يُجيد العتاب، فقد أضناه أقرب المقربين، وظن أنه حاله يصعب فهمها فتعايش معها ليس حبا أو كرها فسيان عنده لم تعد المنبوذه أو المقبوله تطارحه أياما وتسوقه أشهر، تورده الماء يوما وتجعله الساقيه أياما، حين يقف حافي القدمين في شمس حارقه تتبخر كل قطره عرق ويجف الرمل من تحت قدميه وينكوي بلهيب نارها لحظه تلو أخرى، لعل زائر الليل يحنو ويحن، ويضع تلك الريشه جانبا، فيرى من فعل به الافاعيل قائما، يرجوه، كفى كفى، أي قلب تحمله بين ضلوعك، مرددا: "ما كان سيعتلي قامات، وما كان لها سينحني"، يقال له: هات ويقول بكم بالله عليك بعتني؟
إن جاءت بك مشيئة الرحمن فابق هنا، وإن خالفتك الظروف وجافاك الوطن، اقرأ عليهما سلامًا.. يا من كنت لي كل الوطن!
ختامًا: الحل أن تحيك مؤامرة وتنصب كل تفاصيلها لعلها تنقذ ما بقي لك، فلست اولهم ولن تكون آخرهم، قصة محكية متداولة خير من نهاية مأساوية.
شيء من ذاته: قلها كما تريد.. وأفهمُها كما أريدُ أنا.
سمة: لن تموت أبدًا وانت تحمل حبًا للآخرين.
نقد: ما كنت تعتقد بقدسيته في مراحل معينة من حياتك، ها أنت تسخر منه الان، ليس لانه كان كذلك؛ بل لأنك أصبحت تنظر بكلتا عينيك، فاكتمل المشهد!