الكرة ما زالت في الملعب

 

وليد الخفيف

رغم مرارة الخسارة من المنتخب السعودي إلا أنَّ الأماني ممكنة، وتجاوز المحنة متاح بأقدامنا؛ فالكرة مازالت في الملعب، والأحمر قادر على تجاوز تايلاند، ورد الدين لقيرغيزستان، وحجز مقعد في دور الـ16 من كأس أمم آسيا، والنظر بعد ذلك فيما يمكن أن يقدمه في الأدوار الإقصائية.

ويعيش الأحمر منذ مباراة السعودية، أزمة حقيقية؛ فالخسارة في الوقت بدل الضائع مؤلمة للاعبين، ومحبطة للجماهير، وتخطِّي آثارها السلبية يحتاج لتضافر جهود الجميع كلٌ في موقعه. الجهاز الفني عليه دور ننتظر أن يوفّيه دون نقصان، أما اللاعبون واتحاد كرة القدم والإعلام والجماهير فعليهم مسؤوليات ننتظر تحملها بشجاعة، وتضافر الجهود سبيل أمثل بين تلك المكونات لتحقيق الغايات والأهداف.

وقبل طي صفحة المباراة، يتعين على الجهاز الفني دراستها بدقة ومصداقية لتلافي الأخطاء، وأن ينظر كل لاعب لما قدمه وما يمكن أن يقدمه في المباراتين القادمتين لتجويد الأداء.

أما الاتحاد فعليه أن يدون بدقة عبر لجانه الفنية كل الملاحظات، وأن يضع مخرجات الحوار الفني مع المدرب في ميزان التقييم العادل بعد البطولة لاتخاذ القرار.

ولا يمكن للاعبين والجهاز الفني تجاوز الأزمة الحالية، ومحو آثار الخسارة إلا بدعم جماهيري مرتقب يُعيد لهم بريق الثقة، ويجدد الأمل في نفوسهم.

أعتقد أن الإعلام الرياضي وكوادره سيواصلون المساندة وفقًا لمقتضيات المرحلة التي تحتم عليه المؤازرة غير المشروطة، وأن يؤجل التقييم لما بعد البطولة، فسهام النقد في هذا التوقيت سم سعال وليست دواء شافٍ.

أما عن الجوانب الايجابية التي يمكن للأحمر أن يبني عليها لتحقيق الفوز في المباراتين القادمتين، فتأتي في مقدمتها الروح القتالية العالية التي ظهر بها اللاعبون وحماسهم وكفاحهم على أرضية الميدان، وإصرارهم حتى الرمق الأخير، فضلًا عن التفوق النوعي للأحمر مقارنة بتايلاند وقيرغيزستان، ويبقى لجمهور الأحمر الذي احتشد في الدوحة دوره المُهم بمساندته في الملعب أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.