وجاءكم الفلاح

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

 يروي لنا تاريخه أنه من عاصر صعوبات جمة في حياته، وتعطي صورته منذ الوهلة الأولى انطباعًا عن قساوة الحياة التي تقلب فيها، وإذا ما أمعنا النظر في خطواته، لا نجده إلا شاكرًا حامدًا، ومن روض الحال لجعله فأل خير، فكبر وكبرت معه الأحلام والطموحات، وفي المقابل كانت هنالك خطط التنمية تزهر بأفكار الإصلاح والتطوير هنا وهناك، فكان ولله الحمد ما نعيشه اليوم من رقي وازدهار وتحضر وتمدن.

وإذا ما تأكد لنا أنه قدر لنا سبحانه وتعالى أن نكون من جيل النهضة المباركة أي أننا والحمدلله رأينا النور أثنائها، فإن هناك من العمانيين والآباء والأجداد، من عاش قبلها مرحلة عصيبة انعدمت فيها مقومات الحياة الطبيعية، وافتقرت للرفاه الاجتماعي والاقتصادي بشكل خلق مشاكل مختلفة، فحكوا لنا عنها وعن تلك الظروف والأحوال المعيشية الصعبة التي كانوا عليها، ويصف لنا اليوم أحد الآباء حالهم ما قبل السبعين فيقول، بأن وضعهم آنذاك كان سيئاً للغاية.

وبالمقارنة بين ما كانوا عليه سابقًا وبين ما هم ونحن فيه اليوم من نعيم، فإننا لا نقول إلا الحمدلله على نعمهِ ظاهرةً وباطنةً؛ فاليوم نحن في خير كثير يتوجب المحافظة عليه. وإذا كانت حياتنا اليوم هانئة آمنة مطمئنة، فإنَّ الفضل أولا وأخيرا كان لله تعالى ولمن بنى هذا البلد وطوره وقدمه حتى تحققت عليه منجزات عظام، هي اليوم خير شاهد على حجم الإنجاز والجهود التي بذلت، وكذلك تدلل على صدق العمل والإخلاص الذي كان لعمان وأهلها. فهم اليوم ينعمون برخاء وأمان لا نظير له ولا مثيل ولا شبيه، وقد لا يتوفر في كثير من البلدان العربية والإسلامية، بسبب ما تشهده من نزاعات وحروب وعدم استقرار.

ونحن في بدايات عام ميلادي جديد، تابعنا المؤتمر الصحفي لوزارة المالية التي بشرتنا فيه بأنَّ هناك مشاريع قادمة، تساهم في حل بعض الإشكالات البسيطة التي تمثلت في زيادة النمو السكاني السريع، ما سبب ضغطا كبيرا على القطاع الصحي والتعليمي في السلطنة. فمثلا بسبب ازدياد عدد الطلبة الملتحقين بالدراسة النظامية في المدارس الحكومية، استدعى الوضع السابق والراهن، أن تكون هنالك مدارس تعمل على فترتين صباحية ومسائية، أي أن مدرستين باسمين مختلفين، أصبحتا في مبنى واحد، وهذه إشكالية خلقت صعوبات عند بعض الأسر التي يستدعي تواجدها في المنزل، لتهيئة الطروف والأوضاع لأبنائها الدارسين في الفترة المسائية. كذلك ازدياد عدد السكان من المواطنين، حدا بالحكومة إلى استكمال سبعة مستشفيات حكومية، وإنشاء ثلاثة جديدة في بعض المحافظات والولايات، منها مستشفى النماء والفلاح ومستشفى سمائل، فيا طالبي الفلاح أتاكم الفلاح والنماء وسمائل، وبإذن الله ستقدم خدمات علاجية حديثة، وستزود بأرقى الأجهزة والمعدات وبأفضل الأطباء.

إن إنشاء عدد من المدارس الحكومية الجديدة في غضون الأشهر القادمة، سينهي لا محالة تلك الإشكالات والمعوقات التي كانت موجودة قبلا. وفي ظل إطلاق برنامج "إسكان"، فإننا من هذا المنبر ندعو وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، إلى تسريع العمل لحصول من هم في قوائم الانتظار ومن ليس لديه بيت، على مسكن يستره هو وأسرته وأطفاله، وتسهيل تملك بيت لمن رواتبهم بسيطة وعليهم قروض شخصية.

كذلك هناك مشاريع طرق، نأمل أن ترى النور واستكمال العمل في التي توقف العمل بها منذ سنوات، ونأمل أن ينتهي في هذا العام بإنجاز ازدواجية طريق ثمريت هيماء، وبدء استثمارات صندوق "عمان المستقبل"، الذي سيدعم أصحاب المشاريع المحلية وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

مع هذه الخطوات الجبارة والمشاريع المتنوعة، حق لنا ونحن في بداية العام الجديد، أن نتفاءل بالخير ونهنئ أنفسنا على ما تبذله الحكومة، تنفيذًا للسياسات والتوجيهات الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي لا يالو جهدًا في التطوير والتحديث، والعمل من أجل أن تكون عُمان دولة مستقرة ومزدهرة.

تعليق عبر الفيس بوك