حقيبتي لا تزعلي

 

هند الحمدانية

حقيبة الطوارئ.. يحزم أهل غزة حقيبة الظهر الخاصة بهم والتي تخدمهم في حالات الإجلاء السريع من مساكنهم التي تتعرض للقصف بشكل عشوائي، ورغم إدراكهم المطلق أن نسبة حاجة الغزاوي لحقيبة الطوارئ ضئيلة جدا وذلك نظراً لارتفاع نسبة أعداد الأكفان المطلوبة لسقاية أرض غزة وتعطير أرواح من سبقوا إليها، إلا أن الغزاوي صاحب الهامة والأمل يعطي روحه حقها في الحفظ والرعاية لتستمر في أداء الرباط والثبات في سبيل الله.

فما هي حقيبة الطوارئ الغزاوية؟

هي حقيبة ظهر صغيرة، يضع فيها الغزاوي مصحفه.. الهويات والأوراق الرسمية.. شاحن الهاتف.. شيء بسيط جداً من أدوات النظافة.

حقيبتي على كتفي..

لم أعد أخشى السفر..

وَعُدَتِي ... مصحفي.. هويتي.. وهاتفي

شيء بسيط أحفظ به نظافتي

أمشي هنا في غزتي.. وحدي أنا

لأن كل أسرتي.. نامت هنا

تحت ركام بيتنا

أما أنا..

أمشي أنا نحو الجنوب..

بعزتي وهامتي ورفعتي.. دومًا دؤوب

في كل خطوةٍ.. قلبي يدق أو يتوب

نحو الجنوب.. نحو الجنوب

نحو الجنوب ....

من فوق رأسي طائرات..

من اليمين هذي الحدود

من اليسار نقضوا العهود

من تحتنا خير الجنود

أبو عبيدة والأسود

من جوفنا نحو السماء ..

 وهم صعود..

بلا قيود ..

إلى الخلود..

أنا الشهيد ...

حقيقةً باتت هنا..

مختومة في معصمي..

كَتَبتُ اسمي

أنا الشهيد..

خالدٌ ابن الشهيد ..

من خانيونس بلدتي ..

منها استقيتُ عزتي ..

وذكريات جدتي ..

بقيت هنا في دمعتي.. في مقلتي

أنا الشهيد ..

جدا سعيد ..

مُستَقبِلاً عامي الجديد

مستبشرا بالجنةِ...

حقيبتي لا تزعلي

عني أنا لا تسألي

فأنا فتاكِ الأعزلِ

قد ارتقيت.. فاستعجلي

وتغزلي بي دَلِلِي

تعليق عبر الفيس بوك