الدبلوماسية العمانية و"طوفان الأقصى"

 

ناصر بن حمد العبري

 

منذ بزوغ عصر النهضة المباركة في سلطنة عمان بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد- رحمة الله عليه- والدبلوماسية العُمانية تخطو خطوات سديدة، وكم من قضايا عالمية وعربية جرى حلحلتها بمسار هادئ في مسقط وبشهادة العالم.

وفي عصر النهضة المتجددة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وعُمان تمضي في دبلوماسيتها الإيجابية ترجمة للرؤية السامية، التي تتولى تنفيذها وزارة الخارجية. وتجلى ذلك في الموقف العماني الراسخ من القضية الفلسطينية، حيث تضاعف الحراك ليل نهار من أجل وضع حد وإنهاء الانتهاكات الصارخة وقتل الأبرياء والنساء والأطفال من قبل العدو الإسرائيلي بدعم وغطاء أمريكي ودول الغرب.

ومن بين هذه الانتهاكات الصارخة الحرب على غزة تأتي قضية المسجد الأقصى المبارك؛ ثالث أقدس المساجد في الإسلام، وهو محط اهتمام العالم الإسلامي والعربي بشكل عام.

ومنذ فترة طويلة، تتعرض القدس والمسجد الأقصى لانتهاكات متكررة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى لتهويد المدينة وتغيير هويتها العربية والإسلامية. وفي هذا السياق، تأتي الدبلوماسية العمانية لتلعب دورًا فعالًا في دعم القضية الفلسطينية وحماية المسجد الأقصى المبارك. فعلى مدار السنوات العديدة، قامت السلطنة بتبني مواقف قوية تدين الانتهاكات الإسرائيلية وتدعو إلى وقفها فورًا.

ومن أبرز الجهود الدبلوماسية العمانية في هذا الصدد، مشاركة السلطنة في القمم العربية العادية والطارئة وإصدار بيانات قوية تدين الانتهاكات الإسرائيلية وتؤكد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما قامت السلطنة بتنظيم العديد من الفعاليات والمؤتمرات الدولية لدعم القضية الفلسطينية، وتوعية العالم بأهمية المسجد الأقصى المبارك.

وتتجلى الجهود الدبلوماسية العمانية في هذا الصدد من خلال مواقفها الثابتة في المحافل الدولية؛ حيث تدين الانتهاكات الإسرائيلية وتدعو إلى وقفها فورًا. وقد أعربت السلطنة عن دعمها الكامل للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشرقية. وتأتي هذه الجهود الدبلوماسية العمانية في إطار التزامها بقيم العدل والسلام وحقوق الإنسان، وتعكس رؤية جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم في تعزيز العلاقات الدولية والتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف.

ومن المهم أن نذكر أن الدبلوماسية العمانية ليست مقتصرة على القضية الفلسطينية فحسب، بل تمتد إلى العديد من القضايا الدولية والعربية، وهنا نُشير إلى جهود معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية تجاه القضية الفلسطينية، خاصة منذ بدء معركة طوفان الأقصى، حيث يقوم بحراك مكوكي لتنسيق المواقف العربية والإسلامية والبحث عن مخرج للعدوان الغاشم الذي تشنه إسرائيل. وتأتي هذه الجهود في إطار الدور الريادي للسلطنة في تعزيز السلم والاستقرار في المنطقة وحماية حقوق الشعوب والمساهمة في حل النزاعات الدولية بطرق سلمية ودبلوماسية. وقد تم تكريم السلطنة على مستوى العالم لجهودها الدبلوماسية، حيث حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات من منظمات دولية وإقليمية.

إن الدبلوماسية العمانية تمثل نموذجًا يُحتذى به في التعامل مع القضايا الدولية الحساسة والمعقدة، وتؤكد على أهمية الحوار والتفاهم والتعاون في حل النزاعات وتحقيق السلام والاستقرار. وتعكس هذه الجهود الرؤية الحكيمة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في تحقيق التنمية والازدهار والعدالة الاجتماعية والسلام العالمي.

وفي ظل الظروف الراهنة وتصاعد التوترات في المنطقة، فإن الدبلوماسية العمانية تظل ملتزمة بمبادئها وقيمها وتواصل جهودها لدعم القضية الفلسطينية وحماية المسجد الأقصى المبارك، وتعزيز السلم والاستقرار في المنطقة بشكل عام، ونحن على ثقة بأن الجهود الدبلوماسية العمانية ستستمر في تحقيق نتائج إيجابية وتعزيز العلاقات الدولية.