"الأجسام أقرب مما تبدو في المرآة"

 

المعتصم البوسعيدي

 

لطالما تساءلنا عن العبارة المكتوبة في مرآة السيارة الجانبية، حتى علمنا مغزاها وتحذيرها، لكن قد ننسى في لحظة ما فائدتها؛ فنرتكب خطأ ما، بل وقد ينتج بسبب ذلك حوادث وخيمة النتائج.

تلك السيارة ومرآتها، فماذا عما نشاهده عبر مرآة الرياضة؛ هل هي الحقيقة الثابتة أم ثمة تكبير أو تصغير لها؟ وهل نتدارك خطأ الاعتماد عليها ونستفيد من التحذير والتنبيه لها، أم يحدث ما يحدث ونحن في "غمرة ساهون"؟

نادي السيب يخرج من الدور التمهيدي الأول الذي يسبق الملحق النهائي المؤهل لدوري أبطال آسيا (2023- 2024)، وهذه بحد ذاتها "حوسة" اتحادنا الآسيوي "وفذلكاته"، فما الجديد في ذلك؟ لا جديد. فقط قد تكون مرآة فوز مُمثل الوطن بكأس الاتحاد الآسيوي الموسم المنصرم ضخمت لنا الآمال حتى حسبناها واقعا جديدا، لكن الخسارة نكأت جرحًا قديمًا ما وجدَ طبيبا ماهرا من قبل ولا من بعد، ومهما تعددت الأسباب؛ لن تتحرك المياه إلى مجرى أفضل يُفضي- ولو بعد حين- إلى واحة غناء.

ما يحدث من ثورةٍ في كرة القدم السعودية مرآة تعكس واقع المملكة العربية السعودية في سبيل تنميتها المرسومة على خارطة رؤية "المملكة 2030"، وأكاد أجزم بأنَّ الصفقات المدوية التي تحققت والتي ستتبعها أخرى بكل تأكيد، ما هي إلا جزء من حقائق أكبر؛ كارتفاع القيمة التسويقية للدوري، والأثر السياحي والمردود الاقتصادي وغيرها، ويُحسب لقيادة المملكة جرأتها الكبيرة وإيمانها اليقيني بخططها على المدى القريب والبعيد، مع لفت الانتباه إلى أن التجربة السعودية ليست الوحيدة في المنطقة؛ بل سبقتها التجربة القطرية صاحبة الريادة والتي ما زالت تمضي- كما يبدو لي-في مسارها الصحيح، إنما الوهج السعودي مع الحضور الجماهيري طاغٍ في هذه المرحلة، وبالتالي القياس والحُكم سيحتاج لمزيد من التمحيص والوقت، مع إيجابية المؤشرات ووضوح العمل.

بالعودة لمرآتنا الجانبية؛ الاتحاد العُماني لكرة القدم يدشن الموسم الجديد من دوري "عمانتل" في حفلٍ أُقيم بمقر الراعي الرسمي؛ حيث أعلن الاتحاد عن مفاجآته برفع جوائز المسابقة وتوزيعها على 6 مراكز، وسحوبات سيارات للجماهير، وجائزة الأفضل شهريًا، وإعادة حفل ختام الموسم، وتقنية "فار VAR" تنتظر الاكتمال والمادة أيضًا، وهي مفاجآت جيدة على أي حال، لكنها غير مبهرة، فنحن نعيش في عالم متخم بجسدٍ نحيل ومعدة صغيرة. فهل يحق لنا أن نرى من خلال مرآة أحلامنا واقعا أضخم ونتائج كبيرة؟ أم أن "الأجسام أقرب مما تبدو في المرآة"؟ ومن الجيد أن لدينا شيء يُسمى رياضة!